أكدت مصادر أمنية في عدن، أمس، اختفاء العشرات من أتباع الطائفة الصوفية بعد قيام مجموعات مسلحة متطرفة، الخميس، بمداهمة مسجد "الزاوية الأحمدية" في الشيخ عثمان وإغلاقه. وأشارت المصادر ل"اليمن اليوم" إلى وجود بلاغات باختفاء أكثر من 100 شخص جميعهم من أتباع الطريقة الصوفية، مشيرة إلى أن البلاغات تفيد بقيام جماعات مسلحة تجاهر بانتمائها لتنظيم القاعدة وترفع أعلام التنظيم الإرهابي باقتيادهم إلى جهة مجهولة. وقالت المصادر بأنه لا توجد أجهزة أمنية لمتابعة مصير أولئك المخطوفين، لكنها لم تستبعد قيام المتطرفين بإعدامهم. وتشهد عدن فوضى أمنية غير مسبوقة إذ تسجل يوميا حالات قتل خارج القانون في المدينة وأغلب الضحايا مجهولون وترمى جثثهم في ضواحي المدينة. وأمس، ألقى مسلحو الحراك القبض على شحنة أسلحة متطورة هي الثانية خلال يومين. وقال مصدر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن الشحنتين تتبعان قياديين في الجماعات السلفية التي تنشط في المدينة ومقربة من تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن الشحنة كانت قادمة من معاقل التنظيم في أبين وتم ضبطها في نقطة العلم –على مدخل عدن–أبين. وتسيطر القاعدة على مديرية التواهي أهم مديريات عدن لكنها أعلنت مؤخرا منع بيع القات في البريقة كثاني مدينة يسيطر عليها عناصر التنظيم المنضوين تحت مسمى "مقاومة". وينشط إلى جانب القاعدة تنظيم "داعش". من جانبه حذر القيادي فيما تسمى "المقاومة الجنوبية"، صالح بن فريد العولقي من سقوط عدن بيد جماعات مسلحة، لم يسمها، داعيا إلى "ثورة شعبية" ضد تلك الجماعات التي قال بأنها تسعى لتحويل عدن إلى "ليبيا أخرى". واعتبر العولقي في لقاء جمعه بالصحفيين، أن الخطر الذي يهدد عدن هو خطر الجماعات المسلحة "من الداخل التي زاد نشاطها الأسابيع الماضية". وقال العولقي: "انتشار المظاهر المسلحة بات يهدد فعليا بسقوط عدن والجنوب بشكل كامل في أتون الفوضى"، مشيرا إلى تنامي الجماعات المسلحة، "بعض الأشخاص يلجأون إلى تشكيل مجاميع مسلحة والاستيلاء والبسط على المؤسسات الحكومية والممتلكات العامة والخاصة". وأشار العولقي إلى أن مسئولين إماراتيين وسعوديين – قوات الاحتلال- أبلغوه بعدم قدرتهم على العمل "خارج بيئة غير آمنة"، وأنهم قد يتركون عدن والجنوب ككل ليواجه مصيره. وأكد العولقي استمرار مسلحي ما تسمى "المقاومة" بممارسة الابتزاز والنهب والسرقة مسميا ما يجري بأنها "لصوصية وسرقة وعصابات مسلحة".