النص الكامل وفيديو كلمة الرئيس العليمي في القمة العربية 33 بالبحرين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    تمييز وعنصرية.. اهتمام حوثي بالجرحى المنتمين للسلالة وترك الآخرين للموت    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    أسباب أزمة الخدمات في عدن... مالية أم سياسية؟؟!!    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشفيات تكتظ بضحايا السلاح المحرم
نشر في اليمن اليوم يوم 15 - 11 - 2015

في قسم الحروق والتجميل بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، صراخ الألم أشد من المألوف والحناجر التي بُحَّت ولا تكف. حالات من مناطق مختلفة قصفتها طائرات العدوان.
الشاب خالد علي، من أبناء منطقة تهامة بمحافظة حجة، أصيب في إحدى الغارات ويعاني من تهتك اللحم وموت الأنسجة والشرايين وصولاً إلى العظم، وكلما حاول الأطباء تنظيف جراحه زاد تآكل الأنسجة، يقول الأطباء إنهم عاجزون عن معالجة وتشخيص حالته، ويجب نقله مع المصاب الآخر "صادق" إلى الخارج للعلاج.
يقول مدير مركز الحروق والتجميل بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور صلاح الحيضاني، إن المركز استقبل 152 حالة حروق جراء قصف العدوان السعودي، مؤكداً في تصريح ل"اليمن اليوم" وجود حالتين جروحهما غريبة تؤدي إلى تآكل الأنسجة ذاتياً في أماكن مختلفة من جسميهما، رغم المجارحة.
وأشار إلى أن المركز يواجه صعوبات في المعدات والعناية المركزة، كما أنه لا يوجد لدى المركز إمكانية تحديد نوعية الجروح.. مطالباً المنظمات الدولية والعربية المساعدة في تحديد نوع الجروح التي تسببها أسلحة العدوان.
هيومن رايتس
منظمة هيومن رايتس ووتش المنظمة الدولية رصدت في تقرير لها عدة حالات أصيبوا بجراح جراء الأسلحة المحرمة التي ألقاها العدوان السعودي على محافظة صعدة.
يقول صالح المعوض (48 عاماً)، وهو أب لعشرة أطفال، هاتفياً من على سرير الشفاء في المستشفى الجمهوري بصعدة: "كنت ماراً بالطريق الرئيسي قرب مكان وقوع الضربة على متن دراجتي البخارية، وشعرت حينها بالشظايا تخترق جسمي. لقد أثرت الضربة على المزارع الواقعة على بعد عدة كيلومترات عن موقع الهجوم".
عزيز هادي مطير هياش (15 عاماً): "كنا لا نزال قريبين من المنزل حين انفجر صاروخ في الجو.. وسقطت ذخائر (ثانوية) من حوله. وسقطت اثنتان بالقرب من منزلنا في حين سقطت الذخائر الأخرى في جميع أنحاء القرية، إذ انفجرت إحداها وما زالت الأخرى في مكانها لم تنفجر".
وأدت الذخيرة الثانوية التي انفجرت بالقرب من منزل الأسرة إلى إصابة خالد (18 عاماً)، شقيق عزيز بإصابات في الرقبة أفضت إلى وفاته، وأصيب عزيز وثلاثة من أبناء عمومته.
وقال محمد المرزوقي (30 عاماً) الذي يبيع القات في قرية مالوس: إنه نظر من النافذة بعد أن سمع أصوات انفجارات في القرية: رأيت قنبلة تنفجر في الجو وتنثر الكثير من القنابل الصغيرة، ثم طرحني الانفجار أرضاً.. فقدت الوعي ونقلني شخص ما إلى المستشفى مصاباً بحروق وإصابات في كعبي قدمي، وإصابة بشظية في الجانب الأيسر من جسدي.
كما أصيب اثنان من أطفاله في الهجوم، وأطلع ابنه إسماعيل (13 عاماً)، هيومن رايتس ووتش على ندبة في أعلى فخذه الأيسر نجمت عن عملية جراحية لإزالة شظايا.
أما سارية (9سنوات)، فكشفت عن ندبة في ركبتها اليمنى ما زالت قاسية جراء الإصابة.
وقال محمد ربيع إن إصابة ابنه (13 عاماً)، أفضت إلى وفاته جراء الهجوم: نقلته إلى المستشفى، لكنه مات فور أن وصلنا إلى هناك، بقيت مع جثمانه حتى الصباح، ثم دفنته في حيران، ولم أرجع حتى بجثمانه إلى البيت، حيث أن جميع سكان القرية فروا من هناك ولم يتبقَّ أحد.
كما قابلت هيومن رايتس ووتش فاطمة إبراهيم المرزوقي، التي أصيبت في ساقيها جراء الهجوم. وعلى الرغم من إجراء عمليات عدة لها إلا أنها لا تستطيع المشي، وكان يحملها شقيقها يحيى إبراهيم المرزوقي (22 عاماً)، الذي أصيب هو أيضاً في الهجوم.
حجة
وفي أواخر مايو، أو أوائل يونيو، سقطت صواريخ عنقودية في أراضٍ زراعية بالقرب من قرية الحزن، في مديرية حيران- حجة- التي تبعد 20 كلم من الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية.
وقال أحد سكان القرية لمنظمة هيومن رايتس إنه في ليلة الهجوم رأى ومضات صواريخ قادمة، على ما يبدو، من ناحية حدود اليمن مع السعودية. وبعدها بوقت قصير، رأى ومضات عدة في الفضاء فوق القرية، تلاها عشرات الانفجارات التي «تشبه صوت إفراغ حمولة شاحنة من الصخور».
وسقطت الذخائر الثانوية في أراض زراعية تقع في زمام ثلاث قرى، يبلغ إجمالي تعداد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة.
وقال سكان من القرية، ل هيومن رايتس ووتش، إنه أصيب في الهجوم رجل واحد في صدره وظهره، جاء نازحاً من قرية أخرى بسبب الحرب. وانفجرت في وقت لاحق الذخائر العنقودية التي لم تنفجر وأصابت ثلاثة مزارعين في حوادث منفصلة.. فقد أصيب شاب (17 عاماً) في بطنه وأصيب مسن (70 عاماً)، في ساقيه ويده، وأصيب شاب (31 عاماً) في ساقه.
وأطلع أحد المزارعين هيومن رايتس ووتش على الحقول التي سقطت فيها الذخائر الثانوية، حيث ما زال بالإمكان رؤية عشرات من الحفر في الأرض اللينة.
وقال سكان محليون إن وجود الذخائر التي لم تنفجر في الحقول له تأثير سلبي على معيشة المزارعين.
حيث قال علي محمد (52 عاماً): «لا نستطيع العمل في الحقول بعد الآن بسبب الذخائر الثانوية».
ويوم الثلاثاء الماضي شنت طائرات العدوان السعودي غارات على مناطق متفرقة في حجة، مستخدمة أسلحة محرمة دولياً.
المخا - تعز - مأرب
وكان العدوان السعودي قد قصف عشوائياً بالصواريخ والقنابل الفسفورية المحرمة مدينة المخا بمحافظة تعز، ملحقة أضراراً بالغة وخسائر فادحة في الممتلكات، كما عاود طيران العدو القصف مرة أخرى بقنابل محرمة دولياً، مستهدفاً منازل المواطنين والمنشآت الحكومية، ما خلف أجساداً متفحمة ومشوية، وفقدان الضحايا أعينهم. حيث أفاد مسعفون ومصادر طبية في وقت سابق، أن أطفالاً ونساءً وغيرهم من الضحايا فقدوا أعينهم جراء قنابل غامضة تطايرت من أسلحة اسطوانية ألقتها الطائرات على المجمع السكني بالمخا.
وكان مصدر أمني قد أكد أن طيران العدوان نفذ غارات على مفرق الأحيوق بمديرية الوازعية بقنابل عنقودية.
ومحافظة مأرب هي الأخرى تم قصفها بالأسلحة المحرمة دولياً، وتحديداً مناطق غرب المدينة عاصمة المحافظة "الجفينة- تبة المصارية- والفلق الغربي والشرقي- ومناطق أخرى في صرواح"، غير أن المنظمات الدولية لم تصلها ميدانياً حتى اللحظة.
تشوُّه الأجنة
مصادر طبية في محافظة صعده قالت إن كثيراً من النساء الحوامل في مناطق القصف يلدن أطفالاً مشوهين، جراء استنشاق الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي.
إذ يعتقد الأطباء في صعدة أن الغازات المنبعثة من الصواريخ والقذائف التي يستخدمها العدوان السعودي، أثرت على الأجنة، وأنتجت أطفالاً مشوهين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان، الدكتور تميم الشامي، قال في تصريح ل(اليمن اليوم): إن العدوان استخدم أسلحة محرمة دولياً في أكثر من محافظة، وقد تم رصد استخدام القنابل العنقودية والانشطارية والفسفورية في محافظات (صعدة، وحجة، ومأرب، وباب المندب بمحافظة تعز)، حصدت آلافاً من أرواح الأطفال والنساء والشيوخ، وخلفت عشرات الآلاف من الإصابات، وأتت على الأخضر واليابس. منوهاً بأن هذه الأسلحة تؤدي إلى انتشار أمراض سرطان الأطفال وسرطان الدم.
وطالب الشامي المجتمع الدولي بإرسال لجنة من الخبراء إلى بلادنا للتحقيق في هذه الجرائم وإدانة العدوان، وفك الحصار فوراً وكلياً، والسماح بإسعاف الحالات المصابة ممن يُستعصى علاجهم في اليمن إلى الخارج، وإدخال الأدوية والمواد الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين.
خطورة مواد الأسلحة المحرمة
عن مدى خطورة المواد التي تنتج من الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان السعودي في قصف بلادنا أوضح الدكتور محمد الكمالي (أخصائي في طب الطوارئ والكوارث) أن استخدام السعودية لقنابل عنقودية وفراغية أقل ما يوصف بأنه إبادة جماعية لكل مناحي الحياة. وأشار إلى أنه حتى لو تمت إزالة هذه النفايات فإن آثارها السلبية ستبقى لعشرات السنين القادمة، وفي مقدمتها (الزئبق، والرصاص، والكاديوم)، وهي معادن ثقيلة ذات تأثير سام ومسرطن، وتتراكم في الأنسجة الحية والبيئة المحيطة بها.. وأضاف في تصريح ل(اليمن اليوم) أن خطورة هذه المواد تكمن في نقلها من مكان إلى آخر، أو في تسربها إلى المياه الجوفية، إضافة إلى خطورة صغر الجسيمات التي تخلفها القنابل العنقودية أو الفراغية، كونها لا ترى بالعين المجردة ولا حتى تحت المجهر، موضحاً أن كل جسيم بمثابة شظية إذا اخترقت الجسم لا يشعر الإنسان بوجودها، وغالباً ما تؤدي للإصابة بالسرطان أو الموت في ما بعد.
مؤشرات آثار الأسلحة المحرمة
أبرز المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الصحة، أواخر الشهر الماضي، العديد من المؤشرات والدلائل على آثار الأسلحة المحرمة للإصابات في المشافي، والتي طالب الأطباء المساعدة في معرفة أنواع هذه الإصابات التي عجزوا عن معالجتها أو على مستوى ارتفاع الإصابة بالسرطانات بسبب الأشعة والغازات المنبعثة من هذه الأسلحة.
وبحسب الأطباء والأخصائيين فقد تم رصد العديد من الحالات التي أكدوا أنها حالات غريبة وليست حالات حروق تقليدية.
ارتكاب مجازر
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن شرف غالب لقمان، من جهته اتهم العدوان السعودي بارتكاب مجازر متتالية باستخدام أسلحة محرمة دولياً.
وأكد العميد لقمان في تصريح ل(اليمن اليوم) أن العدو السعودي استخدم أسلحة كيميائية وبيولوجية خلال ست غارات شنتها طائراته مؤخراً على مديرية صرواح في مأرب، مستهدفاً منازل المواطنين وسوق صرواح والخط العام. كما ألقى قنابل فسفورية على جبل البلق غرب مدينة مأرب، أسفرت عن حدوث جرائم إبادة جماعية هناك.
مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسرعة التحرك وإجراء تحقيق عاجل في هذه الجرائم.
القوانين الدولية تجرِّم استخدامها
وتعد العديد من الأسلحة التي يستخدمها تحالف العدوان السعودي محرمة دولياً ويجرم استخدامها القانون الدولي، إذ نصت المادة 23 من أنظمة لاهاي لسنة 1907 على وجوب احترام المتحاربين للمحظورات ك"استخدام الأسلحة والقذائف التي من شأنها إحداث أضرار وآلام لا مبرر لها". كما نصت معاهدة جنيف الرابعة أيضاً على تحريم استخدام عدد من الأسلحة الفتاكة كالغازات السامة أو القنابل العنقودية أو القنابل الحارقة وغيرها من الأسلحة، وعدَّت استخدام مثل هذه الأسلحة من المخالفات الجسيمة (أي جرائم حرب). كذلك نصت المادة 36 من البروتوكول الدولي الأول على حظر استخدام وسائل وأساليب القتال الممنوعة بموجب أي وثيقة أو أي قاعدة من قواعد القانون الدولي.
ويُحظر استخدام الذخائر العنقودية- التي يستخدمها العدو السعودي في قصف بلادنا- وإنتاجها ونقلها وبيعها بموجب أحكام اتفاقية عام 2008 بشأن الذخائر العنقودية التي بلغ عدد الدول الأطراف فيها 116 بلداً، ليس من بينها السعودية واليمن والولايات المتحدة والبرازيل.
وحتى لو لم تكن الولايات المتحدة والبرازيل واليمن والسعودية وغيرها من الدول الأعضاء في التحالف بقيادة السعودية أطرافاً في الاتفاقية المذكورة، فيتعيَّن عليها مع ذلك، ووفق قواعد القانون الإنساني الدولي العرفي، عدم استخدام الأسلحة العشوائية وذخائرها، كونها تشكل خطراً طويل الأمد على حياة المدنيين.
وتشرح المذكرة التي أصدرها وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت غيتس، في يونيو 2008، سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بالذخائر العنقودية. وتنص هذه السياسة على ألَّا تقوم الولايات المتحدة باستخدام أو تصدير أسلحة عنقودية "يبلغ الجزء غير المنفجر منها 1 بالمائة على امتداد المكان الذي تستهدفه"، على أن تلتزم الدولة المستوردة باستخدام الذخائر العنقودية فقط ضد أهداف عسكرية واضحة، بعيداً عن الأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها مدنيون أو التي يسكنها مدنيون.
عبث بالقوانين الدولية
ومع كل هذه القوانين إلا أن المجتمع الدولي لم يطبق أياً منها ويحاكم العدوان السعودي على الجرائم التي يرتكبها على بلادنا.
حيث لعبت الدبلوماسية الغربية والمال السعودي في شراء الذمم والضمائر، وعبثت بحرمة القوانين الدولية، وأهدرت حقوق عشرات الآلاف من الضحايا في بلادنا، والذين يقتلون كل يوم بأبشع وأشنع جرائم لم يشهد لها تاريخ البشرية من جرم مماثل، بطائرات تحالف سعودي إلى جانب عشر دول ضالعة.
إذ يجعل المال السعودي القانون والمواثيق الدولية تفقد مضامينها، ويحول العمل الدبلوماسي إلى صفقات ابتزاز وسمسرة بدماء الأبرياء.
فعلى طاولة مجلس حقوق الإنسان اُغتيلت العدالة الدولية ومات ضمير المجتمع الدولي وهو يتجاهل جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين في بلادنا، وبات القانون الدولي والمواثيق الأممية مجرد شعارات تتداولها المنظمات الدولية، ليواصل أعداء الإنسانية ومجرمو الحروب القتل والتدمير وارتكاب أبشع الجرائم في حق المدنيين وإبادتهم بأفتك أنواع الأسلحة المحرمة.
يوم مظلم للإنسانية
وفي يوم تصفه منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس وتش بيوم مظلم، بالنسبة للإنسانية نتيجة قرارات مجلس حقوق الإنسان الذي عقد في دورته ال"30" بجنيف في 2 أكتوبر 2015، حيث امتنع عن تشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات التي يمارسها تحالف العدوان في بلادنا طبقاً لمشروع تقدمت به هولندا و6 دول أوروبية، ليستبدل المشروع الهولندي بمشروع تقدمت به السعودية وتحالفها، وتم إقرار تشكيل لجنة وطنية تخضع لتوجهات النظام السعودي والحكومة المستقيلة والتي فرَّت إلى الرياض لتؤيد العدوان والمجازر التي تطال الشعب اليمني، كما أقر المجلس تعيين السعودية رئيساً للجنة الخبراء في مجلس حقوق الإنسان.
صمت مدفوع الأجر
يؤكد المحامي محمد المسوري (رئيس مؤسسة البيت القانوني) أن صمت المجتمع الدولي إزاء استمرار العدو السعودي في استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين مدفوع الأجر، إذ أن الدول الكبرى تسعى لنهب خزينة آل سعود، إضافة إلى استفادتها من الأسلحة التي تبيعها لدول تحالف العدوان، لذا لا يجب أن نأمل شيئاً من الدول الكبرى.
وأشار في تصريح ل(اليمن اليوم) إلى أن: "المحاكم الدولية للأسف أصبحت رهن المال السعودي، لكننا لن نيأس، وسنستمر في المطالبة بمحاكمة العدو السعودي الذي يرتكب هذه الجرائم".
وقال المسوري إنهم توجهوا، مؤخراً، إلى محكمة الجنايات الدولية لمتابعة القضية المتعلقة بالجرائم التي يرتكبها العدو السعودي والتي تم رفعها، في أبريل الماضي، وأضاف أنهم التقوا شركة محاماة دولية لتبني قضية قيام العدو السعودي باستخدام الأسلحة المحرمة في قصف المدنيين وارتكاب الجرائم.
وأكد المحامي المسوري أن القانون الدولي الإنساني والجنائية الدولية تصف استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ب(جريمة حرب)، وتدخل أيضاً ضمن الإبادة الجماعية. مسترسلاً: إنه بحسب القانون الدولي فإن مستخدم الأسلحة المحرمة ضد الأهداف المدنية يحال للتحقيق والمحاكمة، كما يتم إنشاء محاكم خاصة بمحاكمة مستخدميها.
توثيق استخدام الأسلحة المحرمة
وثقت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرهما من المنظمات الأعضاء في ائتلاف مناهضة الذخائر العنقودية استخدام قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية لأربعة أنواع حتى الآن من الذخائر العنقودية في الحرب الدائرة في بلادنا، بما في ذلك ثلاثة أنواع مختلفة من هذه الذخائر تم تصنيعها في الولايات المتحدة.
وقالت منظمة العفو الدولية، مطلع الشهر الجاري، إن قوات التحالف بقيادة السعودية قد استخدمت أيضاً تشكيلة برازيلية الصنع من الذخائر العنقودية المحظورة دولياً في إحدى هجماتها على حي سكني في منطقة أحمى في صعدة، أواخر شهر أكتوبر الماضي، ما أوقع أربعة جرحى، وخلف ذخائر عنقودية ثانوية خطرة ملقاة في الأراضي الزراعية المحيطة.
وأضافت أن ما يجري في اليمن انتهاك صارخ للقوانين الدولية يرقى إلى مصافّ جرائم الحرب.
وكانت العفو الدولية قد دعت لتعليق تصدير بعض الأسلحة إلى دول "التحالف" بعد أدلة دامغة عن جرائم حرب تتطلب تحقيقاً مستقلاً.
أدلة قاطعة
وفي سياق متصل قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها، خلال أبريل الماضي، إنه "توجد أدلة ذات مصداقية على أن التحالف الذي تقوده السعودية استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع الولايات المتحدة في غاراته على اليمن"، وأشارت إلى أن هذه القنابل تعرض حياة الناس للخطر، وأكدت هيومن رايتس ووتش أن السعودية والولايات المتحدة تضربان عرض الحائط بالمعيار الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية.
وقد وجدت هيومن رايتس ووتش في محافظة صعدة ذخائر ثانوية لم تنفجر متناثرة في حقول تُستخدم عادة في الزراعة والرعي. وبسبب هذه الذخائر الثانوية التي لم تنفجر، أصبحت هذه المناطق شديدة الخطورة، مما يهدد سبل عيش المزراعين، ويفاقم من حال انعدام الأمن الغذائي.
وبناءً على فحص بقايا هذه الذخائر، حددت هيومن رايتس ووتش أن الأسلحة المستخدمة في جميع هذه الهجمات السبع هي صواريخ عنقودية من طراز "إم 26" أمريكية الصنع تطلق من الأرض.
وتعرفت هيومن رايتس ووتش من قبل على ثلاثة أنواع أخرى من الذخائر العنقودية التي استُخدمت في هجمات شنتها قوات تحالف العدوان على بلادنا خلال العام الجاري.
وهذه الأنواع هي: أسلحة استشعار من طراز فازد «سي بي يو- 105» أمريكية الصنع، وصواريخ أو قذائف تحتوي على ذخائر ثانوية «زد بي- 39»، وقنابل عنقودية «سي بي يو- 87» تحتوي على ذخائر ثانوية طراز «بي إل يو- 97».
وقال أوليه سولفانغ (الباحث الأول بقسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش): إن الذخائر العنقودية تفاقم من حصيلة الضحايا المدنيين المفزعة، مضيفاً في تصريح له: أن على قوات تحالف العدوان أن تتوقف على الفور عن استخدام هذه الأسلحة، وأن تنضم إلى الاتفاقية التي تحظر استخدامها.
وكانت هيومن رايتس ووتش دخلت بلادنا بالتنسيق مع اللجان والثورية، ووثقت بالدليل القاطع استخدام هذه الأسلحة، وحصلت على عيِّنات من أماكن القصف وصورت حالات لأشخاص أصيبوا بآثار هذه الأسلحة، وسجلت عدداً من ضحاياها، وقطعت الشك باليقين بعدما أنكرت قوات العدوان، مرات عديدة، استخدام هذه الأنواع من الأسلحة الفتاكة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.