فشلت حشود الغزاة ولليوم الخامس على التوالي في تحقيق أي تقدم في المحورين الشرقي والغربي لمحافظة تعز، بالتزامن مع خسائر فادحة لحقت بهم في الأرواح والمعدات على أيدي الجيش واللجان بالمحور الجنوبي "الوازعية"، وكذلك في الجبهة الداخلية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري بمديرية الوزاعية المحاذية لمحافظة لحج، إن قوات الجيش واللجان استعادوا أمس الجمعة عددا من المواقع التي كانوا قد انسحبوا منها الأربعاء وسيطر عليها مرتزقة العدوان. وأوضح المصدر أن الجيش واللجان نفذوا هجوماً مباغتاً منتصف ليل أمس الأول على مرتزقة العدوان في عزلتي "الأحيوق والمشاولة" واستعادوا عددا من القرى والتباب الجبلية في العزلتين، لافتاً إلى أن معارك عنيفة تشهدها منطقة "الشقيراء" مركز المديرية، أثناء تواصل الصحيفة معه مساء أمس. المصدر ذاته أكد أن قوات الجيش واللجان تتحرك ضمن مخطط عسكري مدروس بدقة وسيطرت على سير المعارك في كل المواقع الاستراتيجية، وخصوصاً المطلة على مديرية ذباب الساحلية مثل عُزل (الأحيوق، والنخيلة، والفاصة، والحنيشية)، بالإضافة إلى سيطرة الجيش واللجان على منطقة (الغيل) وجزء كبير من الطريق الرئيس الذي يربط (البرح-مفرق الوازعية). وطبقاً للمصدر فإن مسلحي الحراك الجنوبي استكملوا أمس انسحابهم من جبهة الوازعية إلى الداخل من محافظة لحج، فيما عززت قوات الغزو ذات الجبهة بمسلحين آخرين من جماعة السلفيين وحزب الإصلاح ومرتزقة سودانيين لسد الفراغ الذي خلفه انسحاب الحراك. وكان أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الثوري في عدن العميد حسن اليزيدي قد أكد في تصريح نشرته "اليمن اليوم" الأربعاء المنصرم، أن قيادة ما أسماها المقاومة الجنوبية أقرت الثلاثاء الانسحاب والعودة إلى الحدود الجنوبية، مسمياً ما حصل لمقاتليهم في منطقة ذباب مساء الاثنين الماضي "خيانة من قبل حزب الإصلاح". ويشارك الحراك الجنوبي ضمن ما تسمى (المقاومة الجنوبية) بدفعتين، الأولى تضم 207 مقاتلين، والثانية 300 مقاتل –بحسب اليزيدي- الذي قال إن أول الضحايا في صفوف مقاتليهم وصلوا عدن مطلع الأسبوع الماضي وعددهم 10 قتلى و14 جريحا. محور كرش- الشريجة وفي المحور الشرقي لتعز صدت قوات الجيش واللجان زحفاً جديداً لمرتزقة العدوان باتجاه منطقة "الشريجة" من جهة "كرش". وذكرت مصادر " اليمن اليوم" أن قوات كبيرة من مرتزقة العدوان معززين بعشرات الآليات والمدرعات العسكرية وغطاء جوي مكثف، حاولوا أمس التقدم نحو الشريجة والسيطرة على التباب الجبلية المحاذية لها، وأهما جبل "الغلفقي" وسنترال الشريجة ونقيل "وزق" وقرية "الرما" غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة فيما لا تزال المواجهات على أشدها في الشريجة حتى ساعة كتابة الخبر، منتصف الليل. على صعيد آخر قصف طيران تحالف العدوان السعودي بالخطأ مرتزقته وعملاءه. وأفاد مصدر عسكري آخر ل"اليمن اليوم" بأن طيران العدوان قصف عملاءه بالخطأ بالقرب من مدرسة الصفراء في منطقة الضاحي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المرتزقة. في غضون ذلك هدد عملاء العدوان من أبناء الصبيحة بالانسحاب من جبهة كرش متهمين زملاءهم من أبناء ردفان بالاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة تسلموها من قبل تحالف العدوان الأربعاء الفائت مخصصة لجبهة كرش. محور ذباب وفي المحور الغربي لمحافظة تعز "ذباب والمخا" أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن قوات الجيش واللجان الشعبية أمطرت رتلاً عسكرياً للعدوان بالقذائف أثناء محاولته التقدم مجددا صوب معسكر العمري، وأوقعت فيهم قتلى وجرحى وتم تدمير آلية عسكرية تابعة لهم في مفرق "العمري". ولفت المصدر إلى أن محاولة المرتزقة التقدم نحو معسكر العمري جاءت بعد قصف مدفعي متبادل بين الجيش واللجان المتمركزين في جبال ذباب والمندب وبين قوى العدوان المتواجدين في مواقع تابعة لمحافظة لحج شرق "المندب"، منوهاً بأن القصف المتبادل استمر طوال ساعات النهار رافقه غارات جوية مكثفة نفذتها طائرات العدوان على جبال ومعسكر العمري. وكان الجيش واللجان قد تمكنا خلال الأيام الأربعة الأولى من مخطط احتلال تعز من صد محاولات عدة لمرتزقة العدوان للتقدم نحو معسكر العمري ومدينة ذباب موقعين فيهم قتلى وجرحى بالمئات رغم كثافة الإسناد الجوي والبحري عبر طائرات وبوارج تحالف العدوان. وبث الإعلام الحربي مقاطع فيديو لمدرعات المرتزقة وهي تحترق. الجبهة الداخلية وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجيش واللجان تمكنوا أمس من السيطرة على مفرق يفرس المحاذي لجبل حبشي، غرب مديرية المسراخ، موضحاً بأن الجيش واللجان استكملوا أمس تطهير منطقة الكلابة المحاددة لمديرية المسراخ وقاموا بتطهير مدرسة الغُفيرة ومدرسة عمار بن ياسر والتقدم بعد ذلك حتى مفرق يفرس، مكبدين مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. قصف جوي الفشل الميداني للمرتزقة والخسائر الفادحة التي تكبدوها لليوم الخامس على التوالي، دفع بالقوات الجوية لحلف العدوان السعودي إلى الانتقام بعشرات الغارات التي قصفت من خلالها وبشكل جنوني مواقع عدة بينها أحياء سكنية وأسواق شعبية ومؤسسات خدمية. مصادر رسمية في محافظة تعز أفادت "اليمن اليوم" بأن الطيران السعودي نفذ خلال يومي الخميس والجمعة أكثر من 90 غارة جوية، ففي مدينة تعز "عاصمة المحافظة" قصفت الطائرات المعادية بسلسلة غارات المطار الدولي وهناجر جمارك المطار ومواقع بالقرب من جامعة تعز بحبيل سلمان واللواء 22 مدرع بالجند ونادي الصقر الرياضي ببير باشا وتبة سوفتيل وجولة القصر ومنازل سكنية بمديرية صالة ونجد الجبل بمديرية صبر الموادم وموقع جبل حريق ومنزل القيادي الحوثي يحيى الجنيد شرق جبل صبر، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. كما نفذ العدوان سلسلة غارات على مديرية الوازعية مستهدفاً الخط العام بين الشقيراء والمنصورة ومناطق العقمة و"شعبو" و"المفرق"، بالإضافة إلى غارات على منطقة الزيلعي بمديرية خدير نتج عنها شهداء وجرحى، إلى جانب استهداف العدوان لمدينة الراهدة بذات المديرية وغارات أخرى على منطقة البرح مديرية مقبنة. مديرية ذباب الساحلية لم تكن بعيدة عن جنون الطيران السعودي حيث تم استهداف معسكر وجبال العمري بقرابة 15 غارة . وبالقرب من ذباب نفذ العدو السعودي سلسلة غارات استهدفت مدينة المخا. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي إن طيران العدو قصف السوق القديم بمدينة المخا ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين كحصيلة أولية فيما لا يزال عدد آخر من الضحايا تحت أنقاض المحلات التجارية التي دمرها القصف. وحصلت "اليمن اليوم" على أسماء الشهداء وهم " فاكر شوجر، جميل شوجر، سعيد قبيص، طارق قزيح، معاذ الحايك". كما استهدف ذات الطيران محطة الوقود التابعة لشركة النفط والواقعة في منطقة يختل على الطريق الساحلي بعدة غارات. وكان العدو السعودي قد ارتكب مجزرتين بحق أبناء المخا، الأولى بقصف المجمع السكني لعمال وموظفي كهرباء المخا بتاريخ 24 يوليو الماضي متسبباً باستشهاد 63 وإصابة 98 آخرين، فيما ارتكب المجزرة الثانية بتاريخ 28 أغسطس بقصف حفل زفاف نسائي موقعاً 135 شهيدا بينهم 70 امرأة وأكثر من 40 طفلاً بالإضافة إلى عشرات الجرحى.