أحبطت قوات الجيش واللجان الشعبية أمس، محاولة اقتحام تعز من أربعة محاور، ودمرت عدداً من الدبابات والمدرعات العسكرية التابعة لحلف العدوان ومصرع العشرات من المرتزقة، بينهم عدد من مسلحي الحراك الجنوبي الذي شارك بعد وعود من قبل الاحتلال ب(الانفصال). وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن قوى العدوان والمرتزقة التابعين لهم والمتمركزين في المواقع المحاذية لمديريات محافظة تعز من جهة محافظة لحج، حاولوا أمس التقدم لمرات عدة، بالتزامن مع تحرك مسلحي الإصلاح والقاعدة داخل المدينة باتجاه مواقع للجيش واللجان في "الضباب" ونجد قسيم، وحبيل سلمان، وغطاء جوي مكثف فاق ال(40) غارة استهدفت مواقع عدة بينها أحياء سكنية وطالت حتى المسلحين الموالين للعدوان. وأوضح المصدر أن قوات الجيش واللجان تصدوا أمس لمحاولات تقدم قوى العدوان باتجاه مديرية الوازعية من ثلاثة محاور "المنصورة والاحيوق وراسن"، لتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين تكبد فيها العدوان خسائر فادحة في الأرواح وتدمير 3 مدرعات للمرتزقة بشكل كامل. وفي الجبهة الشرقية لتعز حاولت قوات العدوان ومرتزقته مسنودة بالطيران التقدم من جبال كرش- محافظة لحج باتجاه "الشريجة- تعز"، فتم التصدي لها ودحرها من قبل الجيش واللجان ملحقين بهم 4 قتلى وعددا من الجرحى بالإضافة إلى تدمير دبابتين ومدرعتين وكاسحة ألغام. كما تصدت قوات الجيش واللجان لمحاولة زحف قوى العدوان والمسلحين التابعين لهم باتجاه منطقة "العُمري" بمديرية ذباب الساحلية، وتم إحراق مدرعة و3 أطقم عسكرية ومقتل المرتزقة الذين كانوا على متنها، طبقاً للمصدر العسكري. واعترفت مصادر جنوبية موالية للعدوان بسقوط 20 قتيلاً في محاولة الزحف نحو ذباب، مشيرة إلى أن قائد ما يسمى ب"المقاومة" في القلوعة عدن ويدعى محمد صالح الجمهوري، لقي مصرعه مع عشرين آخرين بانفجار لغم أودى بهم جميعاً في ذباب. وقال أمين عام المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبيبعدن العميد حسن اليزيدي في اتصال أجراه معه مراسل "اليمن اليوم" إن الحراك أو ما أسماها (المقاومة الجنوبية) أقرت المشاركة في تعز بعد موافقة (التحالف) على شروطه المتمثلة باعتباره شريكاً وليس تابعاً. موضحاً: اعتبارنا شركاء للتحالف معناه أننا ضمن 11 دولة مشاركة في تحرير تعز، حسب وصفه، وهذا إقرار ضمني بأننا دولة تشارك في "تحرير بعض مناطق اليمن الشمالي" حسب وصفه. ولفت إلى أن الحراك شارك بدفعتين، الأولى تضم 207 مقاتلين والثاني 300 مقاتل تحركت الخميس الفائت، مشيراً إلى أن أول الضحايا في صفوف مقاتليهم وصلوا عدن مطلع الأسبوع، وعددهم 10 قتلى و14 جريحاً. إلى ذلك أفشلت قوات الجيش واللجان محاولة لمرتزقة العدوان التقدم باتجاه منطقة "نجد قسيم" من ناحية وادي الضباب، وأعطبوا آلية نوع همر استخدمها المرتزقة في الهجوم، كما تمكن الجيش واللجان من استكمال السيطرة على المواقع التي كان عملاء العدوان لا يزالون يتمركزون فيها وتطل بعضها على أطراف نجد قسيم من جهة جبل حبشي. وشهدت مدينة تعز "عاصمة المحافظة" معارك عنيفة بلغت أشدها في منطقة حبيل سلمان، غرب المدينة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي إن الجيش واللجان استعادوا السيطرة على إحدى التباب القريبة من جامعة تعز ومصرع عدد من عملاء العدوان بينهم عضو في ما يسمى ب(المجلس العسكري) مبارك محمد هزاع المقرب من القيادي الإخواني حمود المخلافي، وأيضا أحد القادة الميدانيين الذين شاركوا في جرائم السحل والقتل والإعدامات الجماعية بحق أسرة آل الرميمة بمشرعة وحدنان أغسطس الماضي. وتواصلت المعارك أمس في منطقة كلابة وبالقرب من حي الروضة "معقل المخلافي" حيث تقدمت وحدات من الجيش واللجان لتصل إلى حي الصفاء فيما كثف المرتزقة القصف على أحياء صالة والجحملية بالمدفعية والدبابة المتمركزة في جبل صبر. وتزامنت محاولات قوى العدوان التقدم نحو محافظة تعز مع غارات جوية مكثفة بلغت أكثر من 40 غارة خلال أقل من 24 ساعة فقط، استهدف خلالها الطيران السعودي مناطق متفرقة بينها أحياء سكنية متسبباً بسقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وذكرت مصادر "اليمن اليوم" أن طيران تحالف العدوان استهدف أمس 3 منازل سكنية بحي صالة، مشيرة إلى أن الطيران قصف منزل المواطن عبدالله منصور ما أدى إلى تدميره بالكامل واستشهاد 8 من أفراد الأسرة بينهم نساء وأطفال. وأوضحت المصادر أن جميع الضحايا "أيتام" كون والدهم الحاج عبدالله منصور توفي قبل فترة. والى جانب هذا المنزل استهدفت طائرات العدوان منزلين آخرين ودمرتهما بشكل شبه كامل، طبقاً للمصادر، التي أشارت إلى سقوط شهداء وجرحى جراء القصف، لافتة إلى أن مسلحي الإصلاح والقاعدة منعوا المتطوعين وفرق الإنقاذ من الوصول إلى المنازل المدمرة لإسعاف الضحايا وانتشال الشهداء وقاموا بإطلاق النار عليهم بشكل كثيف من المواقع التي يتمركز فيها العملاء بجبل صبر. وسبق أن شهد حي صالة مجزرة ارتكبها طيران العدوان بتاريخ 20 أغسطس الماضي وتسبب بتدمير 16 منزلاً واستشهاد 63 بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين. وشملت سلسلة الغارات للطيران المعادي أمس مطار تعز الدولي والقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة ومحيط السجن المركزي. وقال ل"ليمن اليوم" مصدر أمني إن الطيران استهدف بغارة جوية خاطئة موقعاً للمرتزقة في منطقة الدحي بمدينة تعز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين العملاء. وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران العدو عملاءه على الأرض حيث سبق أن استهدف عمارة يتمركز فيها المرتزقة بمنطقة المرور منتصف سبتمبر الماضي موقعاً فيهم قرابة 48 قتيلاً، تلى ذلك قصف تجمع للعملاء في منطقة الاحيوق بالوزاعية أواخر أكتوبر المنصرم ما أدى إلى مقتل 50 وإصابة 30 آخرين. واستهدفت الطائرات المعادية ضمن غاراتها الهستيرية أمس الاثنين سوق منطقة العيار على طريق المخا ومنطقة الجمارك بمديرية الراهدة والطريق الرابط بين مديريتي الراهدة وكرش بين محافظتي تعزولحج، وسيارة محملة ب"النحل" في منطقة الحمراء بالوزاعية وكذا محطة للوقود في منطقة الجديد جنوبالمخا بالإضافة إلى قصف معسكر العمري في ذباب بالقنابل العنقودية. وتأتي الغارات المكثفة ومحاولات تقدم المرتزقة والإرهابيين باتجاه محافظة تعز ضمن مخطط قوى العدوان لاحتلال المحافظة والذي يجري الإعداد له منذ فترة. ونشرت "اليمن اليوم" في عددها الصادر أمس الاثنين معلومات خاصة حول عملية اجتياح تعز المزمعة، من خلال هجوم بحري مكثف بواسطة عشرات الزوارق الحربية وسط غطاء جوي وأيضاً بحري عبر الطيران والبوارج، وسيكون هذا الهجوم بإشراف خبراء مصريين يتولون مهام احتلال الشريط الساحلي "المخا وذباب وباب المندب". وسيتزامن الهجوم البحري، طبقاً للمعلومات، مع زحف بري كبير في المناطق الجنوبية لمحافظة تعز من جهة محافظة لحج، بالإضافة إلى تفعيل الخلايا النائمة للمرتزقة للقيام بعمليات تفجيرات وهجمات خاطفة على منافذ تعز في "مفرق المخا" غرباً، والحوبان من جهة الشرق، بالإضافة إلى تجهيز منصات صواريخ كاتيوشا في مواقع العملاء بجبل صبر لتنفيذ مهام القصف على الضباب والمسراخ وغيرها من المناطق المحيطة بجبل صبر والتي أحكم الجيش واللجان سيطرتهم عليها الأيام القليلة الماضية.