أصيب محافظ لحج، الدكتور ناصر الخبجي، أمس، وقيادي آخر في الحراك الجنوبي، بينما نجا محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن شلال شائع من عملية إرهابية استهدفت موكبا كان يقلهم بعد لحظات على مغادرتهم لغرفة عمليات قوات "الاحتلال" في عدن. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن سيارة "إيكو" مفخخة اعترضت موكبا كان يضم كبار قادة الحراك الجنوبي في الضالع ولحج، أثناء مرورها في مدينة إنماء، مشيرة إلى وقوع الانفجار بالقرب من سيارة تقل القادة الأربعة، إلا أن سرعة مرور الموكب حالت دون سقوط ضحايا عدا إصابة محافظ لحج، الدكتور ناصر الخبجي، والقيادي في حراك لحجردفان سعيد صالح "بجروح طفيفة"، إضافة إلى مقتل أبرز الحراس الشخصيين للخبجي، العقيد محمد عبدالله لغبر، وإصابة (3) من مرافقي الخبجي، بينما قتل أحد مرافقي محافظ عدن ويدعى مجدي الشعيبي، وأصيب (7) آخرون، وفقا لبيان مكتب المحافظ. ونقل المصابون إلى المستشفى الجمهوري في خور مكسر، حيث انتشر المئات من مقاتلي الحراك الجنوبي مسنودين بعربات مدرعة لتأمينه. وبعد لحظات على الحادثة، قال العميد عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، في منشور على صفحته ب"الفيسبوك" بأنه لم يصب بأذى جراء الهجوم، متوعدا "بحسم معركة عدن خلال أيام"، في إشارة إلى صراع فصائل عملاء الاحتلال "الحراك والقاعدة وداعش والإخوان". وأضاف "زارعو الموت لن يقفون أمامنا لتثبيت الأمن والاستقرار مهما كان الثمن" مشيرا إلى أنه كان مدركاً بأن "مسلسل العنف سيستمر طالما ونحن على الطريق لاستعادة مؤسسات الدولة". وعُين الزبيدي محافظاً لعدن، وشلال مديراً للأمن -كلاهما من أبناء الضالع - في السابع من ديسمبر الماضي، وذلك بعد يومين فقط على مقتل محافظ عدن السابق، اللواء جعفر محمد سعد، بجريمة إرهابية استخدمت فيها سيارة مفخخة، وتبناها "تنظيم داعش"، - أحد فصائل عملاء الاحتلال - بينما لم يمر سوى أيام قليلة على تعيين القيادي البارز في الحراك الجنوبي "الخبجي" محافظاً للحج.. وكان الزبيدي قد حذر في مقابلة مع صحيفة الوطن المصرية، الأسبوع الماضي، من سيطرة "التنظيمات المتطرفة" على السلطة في عدن، مشيراً إلى استفادة داعش والقاعدة من مشاركتهم في صفوف ما تسمى "المقاومة" ودعم التحالف، وأنهم يدربون يومياً عناصر جديدة في معسكراتهم المعروفة بعدن. وأعادت محاولة اغتيال الزبيدي والخبجي وشلال، إلى الأذهان أحداثاً مأساوية حصلت في مثل هذه الأيام من العام 1986م، وتحديداً في 13 يناير، بين طرفي الحكم في الشطر الجنوبي حينها تيار علي ناصر محمد المعروف ب"الزمرة" وتيار علي عنتر المعروف ب"الطغمة"، حيث تخلص تيار الزمرة، وكان هادي أحدهم، من أبرز قيادات الطغمة دفعة واحدة "علي عنتر، صالح مصلح، علي هادي شائع أبو شلال، وعبدالفتاح إسماعيل وآخرين" أثناء حضورهم اجتماعاً كان مخصصاً لحل الأزمة المتفاقمة بين التيارين. ورغم التخلص من الصف القيادي الأول ومعظمهم من ردفان والضالع، إلا أن المعركة انتهت لصالح "الطغمة" وفرار تيار الزمرة "علي ناصر وجماعته وعلى رأسهم عبدربه منصور هادي"، إلى الشطر الشمالي من الوطن.. وتعد تلك أبشع مجزرة في تاريخ اليمن راح ضحيتها أكثر من 13 ألف قتيل وآلاف الجرحى. في غضون ذلك تجددت الاشتباكات، أمس، بين مسلحي الحراك الجنوبي وتنظيم "داعش والقاعدة" في المدينة، بعد يوم من اتفاق أشرف عليه الفار، عبدربه منصور هادي، انسحب بموجبه مسلحو داعش من ميناء المعلا، والقاعدة من شرطة التواهي، إلى معسكراتهم التدريبية في صلاح الدين. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مناطق في المعلا والتواهي وصولا إلى الممدارة في دار سعد وحي ريمي والمنصورة، شهدت مناوشات بأسلحة متوسطة بين مسلحي الحراك و"داعش". ولم يعرف بعد حصيلة ضحايا الطرفين، غير أن مصادر في الحراك الجنوبي كشفت ل"اليمن اليوم" اعتقال قوات الحراك اثنين من قيادة "داعش" بينما لاذ ثالث بالفرار. وأفادت المصادر بأن وحدة من قوات الحراك نفذت "عملية نوعية" في سوق القات بالتواهي، وتمكنت خلال تلك العملية من اعتقال (عماد السنجاب، أحمد القلاية)، بينما تمكن القيادي (سعد اللحجي) من الفرار. وسقط خلال المواجهات قتيلان ونحو (6) جرحى، وفقا لذات المصادر. واستبعد قيادي في الحراك الجنوبي حدوث مواجهات بين مسلحي الحراك والتنظيمات الإرهابية في عدن. وقال ل"اليمن اليوم" دون الكشف عن اسمه حفاظاً على حياته، إن هناك وساطة على صلة بالاتفاق الأخير، تعمل على التهدئة وامتصاص غضب الحراك الجنوبي. ولفت إلى أن الحراك الجنوبي، رغم ذلك يدرك جيداً أن الاتفاق الذي بدأ تنفيذه -جزئياً- أمس الأول "هي مسكنات أو بالأصح تأجيل الأزمة- لصالح تنظيمي داعش والقاعدة وكذلك الإخوان "الإصلاح"، سيما وأن سحب مسلحيهم من المنشآت الحيوية "الميناء ومراكز الشرطة" ولاحقاً "مطار عدن"، يأتي بمقابل حصة كبيرة من التجنيد في الجيش والأمن، فضلاً عن احتفاظهم بالسلاح الثقيل الذي حصلوا عليه من "التحالف" أثناء مشاركتهم ضمن المقاومة -حسب وصفه- وكذلك توطينهما في لحج وأبين وشبوة.. والمكلا. وفي مطار عدن، أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن مسلحي ما تسمى ب"المقاومة" المسيطرين على المطار رفضوا تسليمه، مشيرة إلى وجود مخاوف من اندلاع مواجهات، خصوصا وأن المطار متوقف منذ أشهر. وأشارت المصادر إلى وجود مفاوضات تجري مع المسلحين "لكنهم رفضوا التسليم حتى يتم تنفيذ مطالبهم". وكانت عدن شهدت،أمس، عمليات قتل جديدة بالرغم من تمديد "حظر التجوال" إلى نهاية الشهر الجاري. وقتل مسلحون "مجهولون" شاباً من أبناء محافظة الضالع بالقرب من منزله في جولة كالتكس". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين أطلقوا النار على الشاب، علي أحمد عواس، بينما كان يمر بالقرب من الجولة وأردوه قتيلا على الفور. وفي مديرية البريقة عثر أهالٍ عن جثة لشاب وعليها آثار "ذبح". وأفادت المصادر بقيام الأمن بنقل الجثة "المتحللة". وفي سياق الوضع في عدن كشف الصحفي المقرب من الإخوان، عبد الرقيب الهدياني، أمس، عن احتجاز المئات من أبناء الضالع من قبل نقاط تابعة ل"المقاومة" بين عدن والضالع. وقال الهديان في منشور على صفحته في الفيسبوك "إن الاعتقال يأتي على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، اليومين الماضيين".