لقي أكثر من 27 مرتزقاً مصرعهم وأصيب آخرون، إضافة إلى أسر أكثر من 20 مرتزقا، وإعطاب آليات ومعدات عسكرية في محاولات فاشلة للتوغل في مديريتي صرواح ومجزر بمحافظة مأرب، تحت غطاء جوي مكثف لتحالف العدوان السعودي تجاوز ال22 غارة وبمشاركة الأباتشي دمرت في إحداها معبد بلقيس (المقة) التاريخي. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن مرتزقة العدوان التابعين لما يسمى معسكري (الصفوة، والنصرة) القادمين من شرورة والعبر حاولوا أمس مجدداً التقدم من منطقة نخلا في محيط مدينة مأرب عاصمة المحافظة إلى المشجح ووادي وجبل هيلان بحشد أكبر من ذي قبل وغطاء جوي مكثف، ولكن دون جدوى. وأوضحت المصادر أن طيران العدوان مهد للزحف ب14 غارة من طائرات ال(F16) والأباتشي على وادي وجبل هيلان والمشجح أعقبها تقدم بري لقوات المرتزقة ولكن سرعان ما أجبرت على الانكسار بعد تكبدها خسائر فادحة (15 قتيلا بينهم قيادات و17 جريحا) وتدمير آليات عسكرية فيما لا يزال أكثر من 40 مرتزقا محاصرين أسفل الوادي. وذكرت المصادر أن من بين القتلى قياديا عسكريا (الملازم أول محمد علي حسين الفقيه)، فيما استشهد 7 من الجيش واللجان الشعبية وجرح 13 آخرون. وبحسب المصادر فإن المواجهات تجددت في المساء حيث يحاول المرتزقة فك الحصار عن زملائهم. وبلغت غارات العدوان على صرواح منذ الصباح وحتى المساء أكثر من 18 غارة آخرها غارتان استهدفتا معبد بلقيس التاريخي المعروف ب(معبد المقة) ودمرت أجزاء كبيرة منه دون وجود أي هدف عسكري بالقرب من المعبد الذي يعد أبرز المعالم الأثرية في الجزيرة العربية. وفي جبهة الجدعان، شمال مدينة مأرب، استسلم أكثر من 20 مرتزقا تابعين لهاشم الأحمر بعد مواجهات أسفرت عن مصرع 5 وجرح آخرين وتدمير آليات، رغم إسنادهم ب4 غارات جوية استخدم فيها العدوان القنابل العنقودية المحرمة دولياً. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية في مديرية مجزر إن المرتزقة من جماعة هاشم الأحمر في وادي الحاني شنوا هجوما على منطقة أم حجر وسرعان ما وجدوا أنفسهم فريسة سهلة بيد الجيش واللجان الشعبية التي استكملت سيطرتها أمس الأول على كامل السلاسل الجبلية بين الجوفومأرب والتابعة إدارياً لمديرية مجزر. معبد بلقيس "المقة" تشير النقوش الموجودة على الوجه الخارجي للسور البيضاوي للمعبد إلى أن المعبد بني في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وبانيه هو الحاكم السبئي «يدع إل ذرح»، ويوجد في الجهة الغربية مدخلان للمعبد لهما أعمدة وفناء مرصوف يؤديان لبهو المعبد. كما يوجد في المجال الداخلي للمعبد المرصوف بالحجارة مرافق للمآذن المقدسة، وطقوس العبادة ما زالت بحالة جيدة، وتضم مجالس وطاولات حجرية ومذابح وقواعد للنذور. وفي وسط بهو معبد المقه يوجد النقش الحجري المشهور والمعروف ب«نقش النصر»، والذي يعود للملك السبئي كرب إيل وتر.. وقد كتب على جانبي صخرتين موضوعتين الواحدة فوق الأخرى، وطول كل منهما 8.6 مترا وتزنان حوالي 5.2 طناً، ويتحدث النص في أحد الجانبين عن طقوس القرابين المقدمة وصيانة مرافق استغلال المياه بمأرب.. وعلى الجانب الآخر وصف للغزوات الحربية التي نفذها الملك السبئي كرب إيل وتر لتوحيد القبائل اليمنية. بدأت أعمال الحفريات الأثرية في معبد المقه بصرواح في عام 1992م، وسبقها في نهاية عقد السبعينيات أعمال توثيق للنقوش المكتشفة بداخل المعبد وعلى سوره البيضاوي الشكل، وفي عام 2001م أصبحت مدينة صرواح القديمة والسهل المحيط بها من ضمن المشاريع الهامة التي ينفذها المعهد الألماني للآثار لاستكشاف معالم الحضارة اليمنية القديمة والوقوف على أسرارها.