أعلنت واشنطن رفع الحظر المفروض على تصدير الطائرات المدنية إلى إيران وفتح السوق الأمريكية أمام السجاد والفستق والكافيار القادم من إيران. كما أشارت وزارة المالية الأمريكية إلى أن رفع العقوبات عن إيران، لا تعني أنه سيصبح بإمكان الشركات الأمريكية المتاجرة بحرية تامة مع إيران، بل ستبقى خاضعة لبعض القيود الإجرائية، فيما استثنت قطاعات معينة تستطيع الشركات الأمريكية ممارسة العمل فيها مع إيران بلا قيود، بما يحرر بيع الطائرات المدنية وقطع الغيار لتلبية متطلبات أسطول الطائرات المدنية الإيراني المتقادم، شريطة الحصول على ترخيص وزارة المالية الأمريكية. وشددت وزارة المالية الأمريكية في بيان صادر عنها بهذا الصدد على ضرورة اقتصار بيع الطائرات التي لا يمكن استخدامها في النقل العسكري، أو أي نشاط محظور بموجب الاتفاق النووي. وأصبح بوسع المنتجين الإيرانيين بموجب الانفراج الجزئي في العلاقات الاقتصادية بين واشنطنوطهران، الوصول ببضائعهم إلى السوق الأمريكية التي صارت مفتوحة أمام السجاد الإيراني وأغطية الأرضيات والجدران والمواد الغذائية الإيرانية، بما فيها الكافيار والفستق. وبين أهم النقاط التي يلمسها المراقبون كذلك في رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجزئي، إتاحة التعامل التجاري بين الشركات الأمريكية التي مقرها في الخارج ونظيراتها الإيرانية. روحاني: إيران دشنت فصلا جديدا مع العالم من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران "فتحت فصلا جديدا" لعلاقاتها مع العالم وذلك بعد ساعات من تنفيذ بنود الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. واعتبر روحاني أن رفع العقوبات عن بلاده بمثابة "نقطة تحول بالنسبة لاقتصاد إيران". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت مساء أمس الأول التزام طهران بالحد من أنشطتها النووية وفقا للاتفاق الذي وقعته مع القوى الكبرى في يوليو/ تموز الماضي. ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن روحاني قوله إن الاتفاق النووي لم يسبب أي ضرر لأي أمة. ورحبت معظم الحكومات الغربية بالاتفاق النووي مع إيران إلا أن إسرائيل لا تزال تصر على أن طهران تسعى لأن تمتلك سلاحا نوويا. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن هذا التطور من شأنه أن يعزز الاستقرار والسلم الإقليميين. وأضافت أن الاتفاق مع طهران يبعث برسالة قوية مشجعة مفادها أن الإرادة السياسية والعمل الدؤوب قد يساعدا في حل أصعب القضايا. وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إنه سيزور طهران اليوم لإجراء محادثات بشأن كيفية استمرار متابعة تنفيذ إيران لتعهداتها. وفرضت العقوبات على طهران بسبب مخاوف بشأن برنامجها النووي. ويعنى رفع العقوبات الدولية إنهاء تجميد أصول تقدر بمليارات من الدولارات، والسماح ببيع النفط الإيراني في السوق العالمية. وأمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري برفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال كيري - بعد مباحثات مع ظريف - إن إيران "اتخذت خطوات مهمة شك الكثيرون في أنها ستتحقق". وأضاف أن نتيجة لذلك قررت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات فورا. نتنياهو: إيران لن تتخلى عن تطلعها لامتلاك الأسلحة النووية وفي أول رد فعل لإسرائيل قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو عن رفع العقوبات عن إيران قال إن "إسرائيل ستواصل متابعة تطبيق الاتفاق النووي"، مضيفاً إنها "ستحذر من أي خرق له". ورأى نتنياهو أن "إيران حتى بعد توقيعها على الاتفاق النووي، لن تتخلى عن تطلعها لامتلاك الأسلحة النووية"، مشيراً إلى أنها "تواصل العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى ممارسة الإرهاب في كل أنحاء العالم انتهاكاً لتعهداتها الدولية"، على حدّ تعبيره. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "يتعين على الدول العظمى وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تواصل المتابعة عن كثب لكل الأنشطة التي تقوم بها إيران في منشآتها النووية، وفي مواقع أخرى بغية التأكد من أنها لا تواصل تطوير الأسلحة النووية سراً"، مؤكداً أن "إسرائيل ستواصل متابعة الأنشطة السلبية التي تقوم بها إيران، وستحذر منها، وستقوم بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها"، وفق قوله. وزير الشؤون الاستراتيجية ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان اعتبر بدوره أن "يوم بداية تطبيق الاتفاق مع إيران يوم صعب على كل دول المنطقة التي أملت أن لا تستطيع إيران أن تمتلك سلاحا نوويا، وأن تتراجع عن تدخلها السلبي في المنطقة"، مشيراً إلى هذا كما يبدو لن يحصل". وأكد أن "إسرائيل ستواصل متابعة تنفيذ الاتفاق والإنذار والمطالبة بعدم تجاهل خرق الاتفاق حتى لا تفاجأ مرة أخرى كما حصل مع كوريا الشمالية". وأضاف وزير الأمن الداخلي أن "تطبيق الاتفاق النووي مع إيران سيجلب فترة خطيرة تكون فيها إيران محررة من العقوبات من دون أن يطلب منها توضيحات حول أنشطتها العسكرية"، لافتاً إلى أن "كل ذلك يجري وإيران تواصل تزويد منظمات إرهابية مثل "حزب الله" و"حماس" بالسلاح، وتواصل التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج، وتخرق قرار مجلس الأمن الدولي في مجال تطوير الصواريخ الباليستية"، على حدّ تعبيره.