كشف يوم أمس عن مفاوضات مباشرة بين السعودية وأنصار الله لوقف العدوان وحل الأزمة بعد لقاءات سرية رعاها في عمان الشهر الماضي المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ. وعلمت "اليمن اليوم" إن وفداً قبلياً وصل (أبها) أمس الأول، عبر منفذ علب وسلّم أحد أسرى الجيش السعودي الضابط (الكعبي) مع 30 جثة لجنود سعوديين قتلوا في مواجهات ما وراء الحدود، وذلك كبادرة حسن نية وسبقها وقف تهدئة العمليات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود (جيزان ونجران وعسير) منذ أسبوع، فيما أوقف العدوان غاراته الجوية على العاصمة صنعاء، وتقلصت في باقي المحافظات المستهدفة. وعلى مدى عام من العدوان تصلبت المملكة إزاء كل الدعوات إلى الحوار المباشر، فيما أكد الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام على ألا مناص من مفاوضات (سعودية-يمنية) حول العدوان، رافضاً الحوار مع المرتزقة كونهم لا يمتلكون حق اتخاذ القرار. وكانت أظهرت رسالة سرية لمبعوث الأممالمتحدة إلى بلادنا إسماعيل ولد الشيخ، إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان –حصلت عليها "اليمن اليوم"- يفيد خلالها بأن السعودية وافقت على اقتراح محمد عبدالسلام بالاجتماع في بلد ثالث (الأردن) أو (المغرب). وقالت وكالة رويترز أمس إن المباحثات المباشرة قد بدأت بصورة سرية. ونقلت وكالة رويترز عن عضوين في اللجنة الثورية العليا أن محمد عبدالسلام يرأس وفد أنصار الله، وتشير المراسلة الموجهة إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في الأسبوع الثاني من فبراير الماضي إلى أن ولد الشيخ التقى بوزير الدولة السعودي مساعد العبيان، المقرب من الملك سلمان والملقب بصندوق أسراره، وشخص ثانٍ يدعى أبو علي يعتقد أنه من جهاز المخابرات السعودية. ويقول ولد الشيخ في مراسلته إنه أخبر محدثيه السعوديين ب"استعداد الحوثيين لاستئناف المفاوضات السرية المباشرة مع ممثلي المملكة العربية السعودية" بيد أنهما أبديا بعض الملاحظات. وأعرب وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، أمس، عن تفاؤله إزاء إمكانية أن تؤدي المحادثات إلى انفراجة في الأزمة اليمنية، وقال: "نرى فرصاً جيدة تتيح توصل أطراف النزاع إلى اتفاق.. الجميع يستشعر الآن أن اليمن بحاجة إلى السلام وإعادة الإعمار". وتنامت التحذيرات الدولية من توسع نفوذ التنظيمات الإرهابية، القاعدة وداعش، وسيطرتهما في عدن وأبين والمكلا وشبوة ولحج، فضلاً عن تواجدهما كفصائل رئيسية في صفوف ما تسمى "المقاومة" المسنودة من قبل قوات تحالف تقوده السعودية. وكانت أبرز التحذيرات من مجلس الأمن الدولي وقبله برلمان الاتحاد الأوروبي. وفي سياق متصل، أشاد شتاينماير بدور الوساطة الذي تلعبه سلطنة عُمان للحل السلمي في اليمن، داعياً في الوقت نفسه إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي، وقال: "ربما من المبكر القول إن الطريق إلى سويسرا مفتوح مجدداً، لكن الدلائل التي تنم عن إمكانية تحقيق ذلك في تزايد".