تواصلت أمس لليوم الرابع على التوالي حملة تهجير أبناء المحافظات الشمالية في عدنومحافظات جنوبية أخرى، فيما اعتبر رئيس الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني سابقاً اللواء خالد باراس ما يحصل بأنه (مقدمة لخلق الفوضى في عدن). ووصلت في وقت متأخر من مساء أمس الأول دفعة جديدة من المهجرين من عدنولحج إلى مناطق حدودية مع تعز. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن 51 شخصاً وصلوا إلى المنفذ الرابط بين مديرية المسيمير بلحج ومديرية ماوية بتعز، قادمين من لحجوعدن، مشيراً إلى أن المرحلين من أبناء محافظة تعز هم (8 مديرية مقبنة، 1مديرية الصلو، 4 مديرية المسراخ، 9 مديرية التعزية، 2 مديرية دمنة خدير، 7 الشمايتين، 2 جبل حبشي)، بالإضافة إلى 7 آخرين من حيفان والقبيطة والمعافر والقاهرة والمقاطرة وماوية وشرعب، بواقع شخص من كل مديرية، وبقية المهجرين ينتمون إلى محافظتي الحديدة وإب. وداهم أمس مسلحون محلات تجارية ومنازل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية في الممدارة والشيخ عثمان محافظة عدن، وقاموا بالاعتداء بالسب والضرب لمالكيها، بينهم مسنون. وروى ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عمليات الاقتحام، مشيرين إلى أنها "مهينة ولم تراعِ حتى الشيب في رؤوس بعض مالكي المحلات المعتدى عليها". وأشاروا إلى أن تلك القوات أمهلت مالكي المحلات والمنازل في الممدارة حتى المساء لمغادرتها.. كما أفاد آخرون بأن قوات أمنية في المنصورة اعترضت أحد أبناء المحافظات الشمالية، بينما كان يقوم بنقل زوجته إلى المستشفى إثناء المخاض، واجبروه على تركها في المستشفى قبل أن يقوموا بمصادرة سيارته ورميه على متن شاحنة إلى معسكر للاعتقال في البريقة.. وأشار هؤلاء إلى أن الشاب كان يرفع بطاقته ويصيح بأعلى صوته "زوجتي لوحدها تولد" غير أن أحد المسلحين قام بضربه وإبلاغه بأنهم سيرسلون زوجته وابنه على أول شاحنة ترحيل". وتناقل ناشطون أيضا صورة لمطعم الشرق الأوسط "عرق المطاعم في عدن" وقد أغلق أبوابه بعد اقتحامه من قبل المسلحين وترحيل عماله بحجة أنهم "شماليون". إضافة على قيام آخرين باعتقال عمال محطة وقود في منطقة بئر ناصر الكهربائية شمال عدن. كما اقتحمت مجاميع مباني كليات جامعة عدن في البريقة بحثا "عن طلاب شماليين"، فيما حاول آخرون اقتحام بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك) في عدن لطرد "عاملين شماليين". وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مدير البنك تدخل بصفته جنوبيا، على أن يتم السماح للموظفين من أصول شمالية بمغادرة البنك إلى منازلهم، ومن ثم مغادرة المدينة مع أسرهم في أسرع وقت. كما اقتحم آخرون معامل تصوير "رمزي" التابعة لأحد أبناء المحافظات الشمالية، وقاموا بنهبها بعد اعتقال مالكها. من جانبها كشفت مصادر أمنية وعسكرية ل"اليمن اليوم" أن المحتجزين وعددهم بالمئات من أبناء المحافظات الشمالية في معسكر الصواريخ ببير أحمد ومعسكر 20 في كريتر، إضافة إلى معسكر آخر تم استحداثه في البريقة، محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية. وصول مهاجرين أفارقة من جانبها قالت منظمة الهجرة الدولية إن قرابة 108 لاجئين أثيوبيين وصلوا، اليومين الماضين، مدينة عدن. وأشارت المنظمة في صفحتها على موقع لتواصل الاجتماعي إلى أن الأفارقة نزلوا في ساحل خور عميرة وتم نقلهم إلى عدن. وصول قوات أجنبية ووصل مئات الجنود الأجانب،أمس، رفقة عربات عسكرية همر "أمريكية الصنع" إلى ميناء الزيت في البريقة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن سفينة تابعة لقوات الاحتلال أنزلت الجنود قبل أن يتم نقلهم تحت حراسة أمنية مشددة إلى معسكرها في مدينة الشعب. وبحسب المصادر فإن شهود عيان في الميناء شاهدوا الجنود يرتدون زي "قوات المارينز". وكان مطار عدن استقبل في وقت سابق من هذا الأسبوع العشرات من جنود المارينز، أعقبها إعلان الخارجية الأمريكية بإرسال "وحدات عسكرية إلى اليمن للمساعدة في القضاء على القاعدة". باراس: تمهيد لفوضى عارمة في عدن من جهته قال اللواء خالد باراس، في تصريح صحفي، إن عملية التهجير لأبناء المحافظات الشمالية تهدد الاستقرار في عدن، وسيكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل إذا استمرت، واصفاً القائمين على الحملة بأنهم "أصحاب عقليات متخلفة، وهذه أعمال نرفضها جميعا وتسيء لما تسمى بالسلطة الشرعية التي ينبغي عليها درع تلك الأعمال". وأضاف "حتى لو أن من طردوا لم يكونوا يمنيين وهم يقيمون في عدن أو لحج أو غيرها من المحافظات الجنوبية، فلا يجوز طردهم بهذه الطريقة المهينة، لكنهم يمنيون، وقد طردوا لأنهم شماليون، وفي هذا عيب وخطأ كبير غير مقبول، فإن كان لديك دليل عليهم فأثبته وحاكم من تثبت عليه التهمة، أما هذا الأسلوب فليس عملا سياسيا، بل إن من أقدم عليه وطرد أبناء صنعاءوتعز والبيضاء وإب وغيرهم، ويريد تحرير هذه المناطق كما يزعم فلن يتحقق له ذلك، بل إنه سيحول هؤلاء المطرودين إلى مقاتلين ضده". وأكد أن "عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية يتواجدون في صنعاء وفي محافظات شمالية أخرى، ولم يتعرض أي منهم لهذه الاستفزازات، سواء كان ذلك من قبل قوى سياسية أو مجتمعية أو سلطات أمنية". تظاهرات تطالب بالكهرباء وتفعيل القضاء وقطع متظاهرون في عدن،أمس، الخط الرابط بين مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، مع استمرار انقطاع التيار بصورة نهائية عن المدينة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن أهالي قاموا بإحراق الإطارات وأشجار الزينة في الخط، إضافة إلى رمي الأحجار، ومنعوا حركة المرور لساعات في المدينة. كما رددوا هتافات تطالب بتوفير الكهرباء وشفط المجاري التي تغرق أحياء المنصورة. وكانت إدارة التحكم بكهرباء عدن قالت في بيان لها أن منظومة الكهرباء خرجت عن الخدمة الكلية بصورة مفاجئة، بينما رفضت شركة النفط ومصافي عدن تزويد محطة الحسوة بالوقود بسبب "تفاقم الفساد وعدم التسديد". إلى ذلك، دعا ناشطون في عدن،أمس، إلى التظاهر في المدينة للمطالبة بإعادة فتح المحاكم وتفعيل القضاء، يأتي ذلك مع استمرار معاناة سكان المدينة من سطوة المليشيات المسلحة. وأضافت منظمات في بيان لها أن الوقفة ستقام أمام مبنى محكمة الاستئناف في كريتر.