في تصعيد خطير، وسع العدوان السعودي من عملياته بمختلف الآليات الثقيلة وإسناد جوي في معظم الجبهات بدءا بنهم محافظة صنعاء، والجوف، وتعز، ومأرب، والبيضاء، وأبين بالتزامن مع تصعيد لوفده المشارك في مشاورات الكويت الذي اشترط أمس حل الجيش اليمني كاملاً وإزاحة الرئيس السابق من رئاسة المؤتمر الشعبي العام، وعبدالملك الحوثي من قيادة أنصار الله قبل أي نقاش. وتأتي الشروط الجديدة في إطار الإضاعة الممنهجة للوقت في المشاورات التي تستضيفها دولة الكويت. وقال موفدنا في الكويت إن وفد الرياض تعمد أمس إفشال الجلسة العامة التي كان مقرراً انعقادها صباحاً في مقابل حضور الوفد الوطني (المؤتمر وأنصار الله) وممثلي الأممالمتحدة. وأوضح أن ممثلي الأممالمتحدة تواصلوا مع وفد الرياض ولم يصل إلا متأخراً، الأمر الذي دفع الممثلين الأمميين للاجتماع بكل طرف على حدة مرة أخرى. ونقل موفدنا على لسان مصدر مطلع أن وفد الرياض فاجأ ممثلي الأممالمتحدة بمطالب جديدة تعجيزية متمثلة "بحل ألوية الحرس الجمهوري، وإزاحة الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح من رئاسة المؤتمر الشعبي العام وعبدالملك الحوثي من قيادة أنصار الله" قبل أي نقاش. وفي السياق، قالت قناة الحدث السعودية إن "وفد الحكومة –كما تسميه- اشترط حل مليشيات المتمردين الحوثيين وصالح" حسب وصفها. يأتي هذا التطور من قبل وفد الرياض بعد عودته للمشاركة جراء تفاهمات مباشرة تمت بمعزل عنه من قبل اللجنة السعودية المتواجدة في الكويت. وعطل وفد الرياض مجدداً اجتماع لجنة الأسرى الذي كان مقرراً انعقادها أمس لتبادل كشوفات الأسرى في تعز. وأوضح موفدنا أن المخلافي طلب من ممثلي وفد الرياض في لجنة الأسرى عدم الخوض في مسألة الأسرى بشكل نهائي.. مطالباً إياهم أن يتكلموا فقط عن شخصيات محددة من المعتقلين. وأكد المصدر أنه وبعد أن تم الاتفاق أمس الأول على عقد اجتماع للجنة الأسرى والبدء بتبادل كشوفات الأسرى في تعز كما هو مفترض أن يحدث اليوم –أمس- تغيب ممثلو وفد الرياض عن الجلسة، ما دفع ممثل المبعوث الدولي في اللجنة إلى الاجتماع بممثلي كل طرف على حدة. وذكر المصدر أن وفد الرياض في لجنة الأسرى كشف عن عدم قدرته تسليم كشوفات أسرى تعز، وأقر أمام ممثل المبعوث الدولي أنه لا أسرى لديه.. مبيناً أن ممثلي وفد الرياض طالبوا فقط بالإفراج عن قحطان وشقيق هادي. ميدانياً شن مرتزقة العدوان السعودي زحفين معززين بمختلف الآليات الثقيلة وإسناد جوي من قبل الطيران الحربي على منطقتين في نهم محافظة صنعاء. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية إن الهجوم الأول استهدف حريب نهم جنوب الفرضة، من قبل مرتزقة وعملاء العدوان المتمركزين في مناطق آل رقيب والسحارى والحجر وآل خريش بمديرية الجدعان مأرب، مسنودين بغطاء جوي من قبل طيران العدوان. وأوضحت المصادر أن مواجهات عنيفة تكبد المرتزقة فيها خسائر في الأرواح والآليات قبل أن يتمكنوا من السيطرة على منطقة منبسطة تسمى (الضبعة) فيما انسحبت قوات الجيش واللجان الشعبية إلى الجبال والتباب الاستراتيجية الأكثر تحصناً. وشن طيران العدوان 3 غارات استهدفت إحداها بشكل مباشر منزل شيخ قبلي في حريب نهم ودمرته كلياً وأضرار جسيمة في المنازل المجاورة، دون وقوع ضحايا، كون سكانها نازحين. وأضافت المصادر بأن الهجوم الثاني استهدف جبل يام (شمال فرضة نهم المطل على الجوف) ، إلا أن قوات الجيش واللجان تصدت لهم بحزم وكبدتهم 8 قتلى بينهم 4 من أبناء نهم، وأكثر من 13 جريحاً. تصعيد المرتزقة في الجوف وفي محافظة الجوف، كسرت قوات الجيش واللجان الشعبية أكبر زحف للمرتزقة منذ بدء الهدنة وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح على رأسهم قائد الزحف. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن مرتزقة وعملاء العدوان التابعين لما يسمى (معسكر النصر) بقيادة القيادي في حزب الإصلاح حمد بن مانع بن غرزة حاولوا التقدم بهجوم واسع معزز بمدرعات حديثة إلى شمال منطقة الساقية مديرية الغيل تحت غطاء جوي لطيران العدوان.. إلا أن الجيش واللجان الشعبية كانوا لهم بالمرصاد وعلى أتم الاستعداد والجاهزية، ودارت معارك عنيفة استمرت زهاء 4 ساعات. وأسفرت عن مصرع بن غرزة و9 وآخرين وإصابة 20، أغلبهم إصاباتهم خطيرة، فضلاً عن أسر 12 وإعطاب 3 مدرعات وطقم عسكري قدمها لهم تحالف العدوان السعودي، وإجبار بقية المرتزقة على الفرار إلى مواقعهم السابقة أسفل منطقة الساقية. وبحسب ذات المصادر فإن العدوان مهد لهجوم مرتزقته ب3 غارات خلفت نحو 3 شهداء و5 جرحى من الجيش واللجان. ويتولى قيادة المرتزقة في جبهة الغيل القيادي في تنظيم القاعدة "الزايدي" الذي أدرجته واشنطن مؤخراً ضمن "الإرهاب الدولي"، وفي المساء عاود طيران العدوان وشن غارتين على الغيل. وفي سياق التصعيد شن مرتزقة العدوان هجمات مماثلة على مديرية المصلوب مهد لها العدوان بغارة جوية على مركز المديرية وتحليق مكثف في مواقع الجيش واللجان. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن مرتزقة وعملاء العدوان شنوا هجومين على منطقتي (عازبة، والهيزة) إلا أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد.. وأسفرت المواجهات عن مقتل 2 من المرتزقة وإصابة 8 آخرين. وفي المساء عاود طيران العدوان وشن غارتين على المصلوب. وفي مديرية المتون شن طيران العدوان غارة على مركز المديرية بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف من قبل المرتزقة. عقبة ثرة وفي الجنوب الشرقي كسرت قوات الجيش واللجان الشعبية زحفاً للمرتزقة يتقدمهم مسلحو داعش على عقبة ثرة الاستراتيجية الرابطة بين مديريتي مكيراس محافظة البيضاء ولودر محافظة أبين. وأفاد مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" بأن مرتزقة عملاء العدوان شنوا فجر أمس هجوما من معسكر تابع لداعش في جبال تاران حاولوا خلاله السيطرة على مواقع أسفل عقبة ثرة ولكن دون جدوى. ودارت اشتباكات عنيفة لم تشهدها العقبة منذ بدء الهدنة، أسفرت عن مقتل 5 من المرتزقة وإصابة 11 آخرين، وإعطاب طقم عسكري، فيما استشهد وجرح نحو 6 من الجيش واللجان الشعبية. وأضاف المصدر بأن تعزيزات للمرتزقة وداعش (مدرعات ومصفحات) وصلت إلى معسكر داعش في جبل تاران قادمة من معسكر اللواء 115 مشاة مركز مديرية لودر. وتشكل عقبة ثرة رمزاً من رموز الصمود الأسطوري في وجه العدوان حيث تحطمت على منعطفاتها أعثر آليات العدوان وأحدثها. وفي الحدود الإدارية بين البيضاءومأرب، شن مرتزقة العدوان المتمركزين في مديرية العبدية –جنوب مدينة مأرب- هجوماً على منطقة يسبل التابعة لمحافظة البيضاء. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن مواجهات استمرت زهاء ساعتين أسفرت عن مقتل 6 من المرتزقة وإصابة آخرين، وإعطاب طقم عسكري وإجبار البقية على التراجع والعودة من حيث أتوا، فيما أصيب 3 من أفراد الجيش واللجان بإصابات بليغة. وتسبب هذا التصعيد بتعليق عمل لجنة التهدئة والتواصل والتي رفع ممثلو المؤتمر وأنصار الله رسالة للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ تضمنت مبررات التعليق على النحو التالي: 1-بعد مرور ما يقارب الخمسين يوماً على بدء عملنا عادة الأوضاع إلى المربع الأول بالهجومات المتواصلة بتغطية جوية كثيفة وتحريض سياسي. 2-عدم جدوى عملنا في ظل التصعيد المتسارع والهجمات المتكررة من قبل الجانب السعودي ومليشيات الإخوان وهادي. 3-استمرارية التعزيزات الكبيرة والتي تصل بشكل منتظم وبكميات كبيرة من المنافذ البرية والبحرية. 4-التمهيد الجوي بالطيران السعودي قبل كل التحركات على الأرض. 5-استمرار السياسيين في فريق الرياض بالتصريح الدائم على أن لا جدوى من الحلول السياسية وأن الحسم سيكون عسكريا وذلك يساهم لمزيد من التصعيد العسكري الممنهج. 6-استمرارنا في هذه اللجنة هي كذبة كبيرة على شعبنا المظلوم والصامد الذي يتعرض لاعتداء همجي وبربري غير مسبوق. 7-ما حصل اليوم أكبر دليل ففي الميدان هجوم كبير في ست جبهات بمرافقة الطيران وتمهيد بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتحقيق تقدم في بعض الجبهات.
