أكد الوفد الوطني (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) المشارك في مشاورات الكويت، أمس، التزامهم بالحل التوافقي. جاء ذلك خلال جلسة مشتركة عقدها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بوفدي التفاوض (صنعاءوالرياض) ضمن محاولات فرض خارطة طريق أممية، فيما قالت وسائل إعلام العدوان إنها مطابقة لطروحات وفد الرياض أو ما أسمته (الوفد الحكومي). وفي كلمته التي أغفلت القرار 2216 غير المشروع طلب بان كي مون من وفدي التفاوض العمل بجدية مع مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ من أجل إقرار خارطة طريق للمبادئ، وكذلك الالتزام بوقف الأعمال القتالية من أجل ترجمة التقدم المحرز حتى يومنا هذا وأن يتوصلوا بأسرع وقت ممكن إلى حل شامل. وقال بان: "إن الوضع في اليمن مقلق للغاية بالنسبة لي وهذا يؤكد لكم أن أمامكم مسؤولية كبيرة". مشيرا إلى أن هناك نقصا حادا في المواد الغذائية وأن الاقتصاد في وضع خطير؛ فكل يوم يمر والصراع مازال قائما يزيد من معاناتهم وكلما طال أمد النزاع، طال الوقت الذي تحتاجه اليمن للتعافي. وأوضح بان أن موقف المجتمع الدولي واضح وهو أنه يجب وقف النزاع والعودة إلى مسار الانتقال السياسي. وحث بان كي مون الوفدين على تجنب تأزيم الوضع والعمل بمسؤولية ومرونة من أجل الوصول إلى حل شامل ينهي النزاع. وأضاف قائلا: "في النهاية.. إنني متفائل بالإفراج عن السجناء والمعتقلين في الآونة الأخيرة وأحث الأطراف على الإفراج عن جميع السجناء وهذا يشمل السجناء السياسيين والصحافيين وناشطي المجتمع المدني وآخرين، كبادرة لحسن النوايا وذلك قبل حلول العيد الفطر". إلى ذلك قالت قناة الحدث السعودية في نشراتها الإخبارية أمس أن الخارطة الأممية تتطابق مع وجهات نظر وفد الرياض أو ما أسمته الوفد الحكومي. وتغفل الخارطة الأممية مسألة "الرئاسة" وهو ما يرفضه الوفد الوطني "المؤتمر وأنصار الله" بشدة. مشددين على أن الحل يبدأ بتثبيت وقف إطلاق النار وتشكيل سلطة تنفيذية توافقية على المستويين الرئاسة والحكومة، وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية للإشراف على بقية الترتيبات. من جانبه أكد رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام، الأستاذ عارف الزوكا التزام الوفد الوطني بالمرجعيات التي يُبنى عليها الحل السياسي، مع ضرورة المراعاة للتغيرات الكثيرة التي حدثت على الأرض منذ صدور تلك المرجعيات، خاصة بعد العدوان الذي تعرض له اليمن من دول التحالف. وأضاف أنهم على ثقة بأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع الدول الداعمة للمشاورات يدركون ما هو موضوعي واستحقاق حقيقي من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم لا يكرر أخطاء الماضي أو يهيئ لإعادة إنتاجها، كما أنهم يعرفون المقاصد الحقيقية للمرجعيات وما يحتاج إلى إعادة نظر بعد هذه الفترة من الصراع. وفي السياق، شدد رئيس وفد أنصار الله وناطقهم الرسمي، محمد عبدالسلام على أن "البلد قائم على التوافق منذ بداية المرحلة الانتقالية، وانطلاقاً من هذا المبدأ ورغبة هادفة منا بالسلام، وإيماناً راسخاً بالحوار واعتباره السبيل الوحيد للحل في اليمن". وأشار إلى "حرص الوفد الوطني للالتقاء مع الآخر في منتصف الطريق لنكمل سوياً الرحلة نحو يمن للجميع"، مؤكدا الحرص على السلام والاستقرار في اليمن والشعب اليمني عانى الكثير جراء العدوان. وأكد أن ما تسبب به العدوان من فراغ فلن تستفيد منه سوى قوى الظلام من "القاعدة وداعش" وهو ما بدى جليا في مناطق مختلفة من البلاد. وثمن عبدالسلام موقف الأمين العامة للأمم المتحدة الشجاع الذي أوضح فيه "سبب رفع دول العدوان من اللائحة السوداء وأن ذلك كان نتيجة ضغوط وتهديد بقطع المساعدات ولفترة مؤقتة، وكأن أولئك مع فعلتهم الشنيعة يريدون أن يقتل أطفال اليمن مرتين، مرة بطيران العدوان ومرة بالصمت الأممي".