ليلة حالكة مرّت على رجب طيب أردوغان أمس الأول. لم يتوقّع أكثر المتشائمين من فريقه التعرّض لانقلاب عسكري. مرّت ساعات وبقيت الصورة ضبابية عند الرئيس وحكومته والدول الغربية. بدأت المسألة ب«تمرّد مجموعة صغيرة» لتظهر أنها محاولة انقلاب جدّية أُجهضت مع ساعات الصباح الأولى. بدأ الأمر عند نحو الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الأول، عندما أعلنت مجموعة انقلابية في الجيش التركي، أنها استولت على السلطة، وصرّحت في بيان بثّه التلفزيون الرسمي حظر التجوال وفرض الأحكام العرفية. ومع مرور الوقت واتساع نطاق التحركات للإطاحة بأردوغان في مدن كبرى، أعلن مجموعة من العسكريين، في بيان آخر أنهم «سيطروا على السلطة بشكل كامل في البلاد». وأضافوا أن التحرك جرى «لضمان وإحلال الأمن، بموجب الدستور والديموقراطية وحقوق الإنسان والحرية وسيادة سلطة القانون في البلاد». أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان خارج أنقرة في رحلة استجمام، فقد سارع إلى التنديد عبر التلفزيون ب«تمرّد مجموعة صغيرة داخل الجيش»، ودعا مواطنيه للنزول إلى الشارع من أجل التصدي لمحاولة الانقلاب. ولم يتمكن أردوغان من التواصل مع الأتراك إلا عبر أحد تطبيقات التواصل الخاص بشركة آبل، وهو "فيس تايم"، وهو ما جعل نشطاء التواصل الاجتماعي يقولون: إن "فيس تايم" هو من أنقذ أردوغان. وقال الرئيس التركي ل"سي أن أن" التركية عبر التطبيق إن هذا الفعل من جانب "الكيان الموازي" سيلقى الرد اللازم. من جهته، أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان، رفض جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان للانقلاب، ودعا إلى اجتماع طارئ. في غضون ذلك، أشارت القنوات التلفزيونية إلى إغلاق الجسور فوق البوسفور في إسطنبول جزئياً في اتجاه واحد من آسيا إلى أوروبا. كذلك أغلقت قوات الأمن الشوارع الرئيسية في إسطنبول، في ظل انتشار كثيف للشرطة في الشوارع. وتعليقاً على التطورات المتسارعة في تركيا، حثّ الرئيس الأميركي باراك أوباما كل الأطراف في تركيا على دعم الحكومة «المنتخبة ديموقراطياً» والتابعة للرئيس أردوغان. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد دعا إلى تجنّب «أي سفك للدماء» في تركيا، وقال إن «المشاكل يجب أن تحل بموجب الدستور». لكن، فجر أمس، أعلنت الاستخبارات التركية «القضاء على المحاولة الانقلابية»، فيما أكّد رئيس الوزراء بن علي يلدريم «استعادة السيطرة على الوضع». أردوغان يناشد أنصاره عدم مغادرة الشوارع وفيما ناشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مناصريه عدم مغادرة شوارع المدن حتى تطبيع الوضع بشكل كامل في البلاد. أعلن الانقلابيون في بيان لهم مواصلتهم القتال وطالبوا السكان البقاء في بيوتهم لتجنب الأخطار. وذكرت قناة "إن تي في" أن أردوغان دعا المواطنين المؤيدين له للبقاء في شوارع المدن حتى يتم تطبيع الوضع، مؤكدا بقاءه معهم. وقال أيضا إن بعض الاضطرابات لا تزال مستمرة في العاصمة أنقرة، وإنه يأمل في أن تنتهي قريبا. وأضاف أردوغان أنه لا يوجد ما يمنعهم من إحراز الانتصار. وأكد أن الخطوط التركية عاودت تسيير رحلاتها الجوية، ويوجد بعض الإشكالات الصغيرة في العاصمة أنقرة، يتم التعامل معها من قبل الأجهزة المعنية. إسقاط طائرة وفي وقت لاحق أعلن أردوغان عن إسقاط طائرة مروحية هاجمت مباني حكومية في أنقرة. وقد سمع، ليل السبت، بالعاصمة أنقرة أصوات طلقات نارية، وتخللتها أصوات انفجارات قالت وسائل إعلام محلية إنها ناجمة عن قصف جوي. المعارضون يسيطرون على فرقاطة تركية من جانبه أفاد التلفزيون اليوناني بسيطرة المعارضة التركية المؤيدة للانقلاب على فرقاطة تركية واحتجازهم قائد الأسطول التركي. وحسب التلفزيون اليوناني فإن الفرقاطة التي يحافظ عليها مؤيدو الانقلاب تحمل اسم "يافوز". كما يستمر المعارضون في احتجاز قائد القوات البحرية التركية عابدين أونال. وذكرت صحيفة "حريت" التركية، أمس، أن المتمردين اختطفوا عابدين أونال أثناء حضوره حفل زفاف ابنة أحد مرؤوسيه. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، صباح أمس السبت، عن إنهاء محاولة الانقلاب في تركيا، مشيراً إلى أن المتورطين فيها سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها. وتحدث أردوغان مخاطباً حشوداً من أنصاره المرحبين بوصول طائرته إلى مطار اسطنبول الدولي. وأبلغهم أردوغان أن الانقلابيين تلقوا الأوامر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، موضحا أن من يقف وراء هذه المحاولة الانقلابية هم أنصار فتح الله غولن، رجل الدين المسلم والمعارض التركي المقيم في الولاياتالمتحدة. وأضاف أن السلطة ستقوم بما وصفه ب"تنقية الجيش من الإرهابيين"، قائلا: "نحن على رأس عملنا ولن نترك الدولة التركية للمتمردين". من جهتها قالت وكالة الأناضول للأنباء إن من خطط للانقلاب هو مستشار رئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا. وفي أول تصريح له بعد أن اتهمه الرئيس التركي بإصدار أوامر محاولة الانقلاب، ندد فتح الله غولن ، بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب في تركيا، في بيان مقتضب أصدره قبيل منتصف ليل الجمعة. وقال غولن المقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة: "من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة". +++ الكشف عن مدبر الانقلاب وأعلنت وسائل إعلام اسم مَن خطط لقلب نظام الحكم في تركيا.وقالت وكالة الأناضول للأنباء، إن من خطط للانقلاب هو مستشار رئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا. وأعلنت الحكومة التركية أن عدد المعتقلين بعد محاولة الانقلاب ارتفع إلى 1563 شخصا. وكانت وكالة الأناضول للأنباء قد ذكرت نقلا عن وزارة الداخلية أن رجال الأمن اعتقلوا 754 شخصا تورطوا في محاولة الانقلاب. وأوضحت الوكالة أن جميع المعتقلين عسكريون من أفراد القوات المسلحة التركية. بدورها نقلت قناة (إن.تي.في) عن قرار صادر عن المجلس الأعلى للقضاة والادّعاء القول إن السلطات التركية عزلت 2745 قاضيا أمس بعد محاولة الانقلاب. وأفادت وكالة أنباء الأناضول بأن خمسة من أعضاء المجلس الأعلى للقضاة والمدّعين عزلوا أيضا. من جهته أفاد التلفزيون التركي باستسلام وحدة من الجيش التركي تضم نحو 60 جنديا من المؤيدين للانقلاب، صباح أمس، لقوات الأمن على جسر فوق مضيق البسفور في إسطنبول. +++ إغلاق قاعدة انجرليك وقطع الكهرباء عنها من جهتها نقلت قناة "سي إن إن" عن القنصلية الأمريكية بأنه تم إغلاق القاعدة الجوية "إنجرليك" وقطع الكهرباء" نقلت قناة "سي إن إن" عن القنصلية الأمريكية بأنه تم إغلاق القاعدة الجوية "إنجرليك" وقطع الكهرباء وذكرت القنصلية الأمريكية أن السلطات التركية فرضت طوقا أمنيا على قاعدة إنجرليك الجوية في محافظة أضنة الجنوبية حيث تتمركز طائرات أمريكية ولدول أخرى من التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين في سوريا. وقالت القنصلية الأمريكية في أضنة في رسالة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا إن "السلطات المحلية ترفض السماح بالدخول والخروج من قاعدة إنجرليك الجوية. تم كذلك قطع الكهرباء عنها"