حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية رعاياها في المملكة العربية السعودية من السفر إلى جيزان ونجران أو الاقتراب من المناطق الحدودية مع اليمن، بالتزامن مع قرار سلطات المملكة إخلاء المزيد من القرى ونقل أهاليها إلى العمق السعودي في أعقاب انتكاسات منيت بها قواتها خلال الأيام الماضية وتحديداً في قطاع جيزان التي شهدت الخميس محرقة لقواتها في العدة والعتاد، وامتداد المعارك لتشمل محافظات جديدة كانت بعيدة عن مسرح المواجهات، مثل محافظة أحد المسارحة. وقال بيان صادر عن السفارة الأمريكية في الرياض، الخميس، ونقلته ال(سي إن إن) و(رويترز) أنه "من غير المسموح لموظفي الحكومة الأمريكية وعائلاتهم السفر إلى جيزان ونجران، أو الاقتراب من الحدود اليمنية أقل من 50 ميلاً دون الحصول على إذن رسمي". وفي السياق كشفت وكالة ال(سي بي إس) الأمريكية أمس، عن خسائر في صفوف القوات السعودية، وصفتها ب(الجسيمة). من جهته قال الباحث في شئون اليمن والزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون إن "الحوثيين والقوات الموالية لهم باتوا قادرين على توجيه ضربات عابرة للحدود اليمنية-السعودية، وبالشكل الذي تستطيع أن تكون مصدر إزعاج للسعودية" وفق ما نشرته صحيفة (وول ستريت) الأمريكية الخميس. ميدانياً، كسرت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية زحفين لقوات العدو في قطاع جيزان، الأول استهدف استعادة قرية الحثيرة وموقعها العسكري التابع لمركز الموسم، محافظة صامطة، والثاني استهدف التقدم صوب جمرك حرض القديم، المحاذي لمحافظة الطوال. وقالت مصادر عسكرية في الحدود ل"اليمن اليوم" إن العدوان مهد لهجوم قواته المسنودة بمرتزقة يمنيين بغارات مكثفة على قرية الحثيرة والموقع العسكري، ولكن دون جدوى، حيث تمكنت قوات الجيش واللجان من صد الزحف وإلحاق المزيد من الخسائر في صفوف العدو. واعترفت وسائل إعلام العدوان بشن 7 غارات على قرية الحثيرة وموقعها العسكري. وسيطرت قوات الجيش واللجان على الحثيرة وموقعها العسكري التابعة لمركز الموسم، محافظة صامطة، إلى جانب قرى أخرى قبل أيام، ونشرت وسائل إعلام سعودية في جيزان أخبار مقتل عدد من الجنود خلال المواجهات . كما تناقل ناشطون سعوديون صوراً أثناء الصلاة على جثامين عدد من الجنود السعوديين قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية في جيزان ومنهم: العريف أنور بن أحمد الزهراني الجندي في قوات الأفواج الأمنية حسن بن حسين بن أحمد القيسي الرقيب عبدالله بن موسى زاهر حارثي الرقيب مظلي حسن محمد علي الصيبي المقدم محمد بن عبدالله المضياني العنزي الجندي خالد بن أحمد الشريف الرقيب محمد بن علي بن محمد آل مليد وفي ذات القطاع –جيزان- أكدت المصادر العسكرية أن مصنع أسمنت جيزان بات تحت السيطرة النارية لقوات الجيش واللجان، ويقع المصنع في النطاق الجغرافي لمحافظة أحد المسارحة ويبعد نحو 14 كيلومترا عن أقرب منطقة يمنية و60 كيلومترا عن مركز إمارة جيزان، وكانت السلطات السعودية قد أغلقته منذ سقوط نسقها الدفاعي الأول في الأشهر الأولى من الحرب. إخلاء مزيد من القرى إلى ذلك وبعد سقوط نسقها الدفاعي الثاني وسعت السلطات السعودية من نطاق المناطق التي يجب إجلاء سكانها على الفور، وشملت التوجيهات الأخيرة إخلاء أكثر من 45 قرية تابعة لقطاع جيزان معظمها تتبع محافظة الداير بني مالك. وأرجع محافظ الداير محمد بن هادي الشمراني إخلاء تلك القرى إلى عزم حكومة بلاده بناء مناطق عازلة على بعد عشرة كيلومترات من الأراضي اليمنية، وهي المسافة التي كانت تضمن النسق الدفاعي الأول والثاني لقوات بلادها. ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن الشمراني تأكيده وجود لجنة مختصة حسمت أهمية وجود منطقة عازلة على الحدود السعودية - اليمنية. وطبقا للشمراني فإن بناء المنطقة العازلة سيقتضي نقل العديد من القرى في المناطق الحدودية -إلى جانب القرى التي سبق وأن تم إجلاء سكانها بداية الحرب- وأن عملية النقل للمواطنين السعوديين لن تتم إلا بعد حصولهم على تعويضات كبيرة ومجزية ما يمكنهم من إعادة التوطين في أي منطقة. وفي ذات الجبهة أطلقت القوة الصاوخية للجيش صاروخاً نوع (أورغان) على معسكر المدفعية السعودي في منطقة (الحامضة) وأصاب هدفه بدقة وفقاً للمصدر العسكري. وأضافت مصادر عسكرية أن هجوما آخر شنته قوات العدو في الطوال مسنودة بمرتزقة يمنيين تم جلبهم من معسكرات في مأرب وحضرموت، استهدف جمرك حرض وبغطاء جوي تجاوز 48 غارة، إلا أن قوات الجيش واللجان كانت على أتم الاستعداد والجاهزية وكبدت المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأكدت المصادر مصرع 4 جنود سعوديين بالإضافة إلى نحو 30 مرتزقاً جميعهم من المحويت وحجة، إضافة إلى تدمير 4 عربات (برادلي) مجنزرة و10 أطقم، فيما دمرت غارات العدوان وبشكل كامل جمرك حرض وسوته بالأرض إضافة إلى منازل مواطنين ومنشآت سياحية. وروى أحد المرتزقة في جبهة حرض ميدي (عامر السعيدي) تفاصيل المحرقة التي تعرضوا لها الخميس، متهماً قياداتهم الزج بالأفراد في معارك خاسرة، ومقتل عدد منهم بنيران صديقة. وقال: "لقد تحركت المجموعات بلا تنسيق، وقام ما يسمى بالقلب بقصف الميمنة التي تقدمت قليلاً قبل أن تتراجع"، مؤكداً أن الزحف فشل في الوصول صوب منفذ جمرك حرض القديم. وأضاف: لم يصل أحد الجمرك القديم وما زال قناصة الحوثي يتمركزون فيه ويثخنون (الأحرار) المكشوفين أساساً، حسب وصفه. وتابع: المشكلة الأهم الآن أن العملية الواسعة توقفت بعد سقوط الضحايا، وتراجعت بأوامر القادة أنفسهم الذين زجوا بإخوتنا وأولادنا ورفاقنا إلى معركة غير مدروسة. وفي قطاع نجران، أطلقت القوة الصاروخية للجيش صاروخاً باليستياً نوع (زلزال3) الخميس. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن الصاروخ استهدف معسكر الحرس الوطني السعودي، مؤكداً أنه أصاب هدفه بدقة عالية، ويعد هذا الاستهداف الثاني لذات المعسكر خلال أسبوع. وأفاد المصدر باستمرار تصاعد أعمدة الدخان في المعسكر لساعات، كما شوهدت مروحيات عسكرية تقلع من المعسكر بعد أقل من نصف ساعة من القصف، ما يؤكد وقوع ضحايا في صفوف قوات العدو. من جهتها، اعترفت قوات العدو بوقوع خسائر في صفوفها، لكنها زعمت أن الصاروخ سقط في ضواحي مدينة نجران وأنه خلف 3 جرحى من المقيمين يحملون الجنسية المصرية، وفق مزاعم الدفاع المدني السعودي.
