أعلنها اليمنيون من ميدان السبعين كلمات هزت العالم (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، (الله الوطن الثورة الجمهورية)، (تحيا الجمهورية اليمنية) رسائل كثيرة مفادها أن اليمنيين أسياد أنفسهم وغير تابعين لأحد ولا يملي كائن من كان عليهم بعد اليوم أية سياسات أو رؤى أو أطروحات أو مشاريع لا تلبى مطالب وطموحات الشعب اليمني التواق للعيش الكريم والحرية الكاملة على أرضه، ولن يخضع أهل الإيمان والحكمة بعد اليوم لأي قوى إقليمية أو دولية "لا تحترم حقوقه العادلة والمشروعة في اختيار قياداته السياسية التي تحكمه". الشعب اليمني العظيم استيقظ وقرر كسر "قواعد اللعبة السياسية الدولية" التي دمرت اليمن، وشعوبا كثيرة من أجل مصالح الدول العظمى ليقول للعالم كلمته "اليمن الكبير" الذي بدأ منه تاريخ البشرية سوف يستعيد مكانته رضي من رضي وغضب من غَضَب، إنها سنة الله في الكون، ولن يستطيع أحد تغييرها أو الوقوف أمامها والأحاديث كثيرة في ذَلِك (طوبى لحمير والحمراء والله لينصرنهم الله ولو كره الناس)، وبشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أهل اليمن بالنصر والرفعة وقيادة الأمة!!؛ فلا تستهينوا بمجريات الأحداث على الأرض، إِنَّهُ القدر الإلهي للشعب الذي يملك تاريخا كبيرا، وحضارة هي الأعظم على وجه الأرض، لا يمكن أن يغيب عن دوره التاريخي في حماية الوطن أمام أي قوة على وجه الأرض. الطوفان البشري الذي شاهده العالم في "ميدان السبعين وشوارع العاصمة صنعاء" يؤكد لنا أن الفقراء والطبقات الوسطى هُم الخطر الاجتماعي الذي يهدّد أي دولة لم تستطع إحداث أي تغيير في حياة الناس ومعيشتهم، وهذا ما حدث في اليمن جزء من الشعب اليمني ظَل يُراقب الأحداث السياسية المعقدة، ولسان حالهم يقول إذا صدق هادي ومن معه من دول التحالف في وعودهم فإن اليمن سوف تنتقل من الفقر إلى الرخاء، وعندما اكتشف الجميع خداع الساسة المترددين على أبواب حكام الرياض وبلادهم يتم تدميرها حينها قرر هذا الفصيل الانضمام إلى صوت الشعب اليمني المنادي بحرية القرار اليمني وحقه في اختيار القيادة التي تدير المرحلة الحالية وفق القنوات الشرعية. انتظر البعض هذا التغيير لأكثر من عام ونصف، ولكنه لم يحدث حتى دمر العدوان السعودي كل مقدرات الشعب اليمني، وازدادت الأوضاع الأمنية والمعيشية والاجتماعية سواء، وتبخر أمل المخدوعين في الإصلاح، والتغيير والحياة الجميلة التي حملتها تلك الوعود الكاذبة وضاع الحلم الجميل، وعاد الناس للتعايش مع وعود الساسة وكذبهم معايشةً حسنة من خلال المفاوضات الأخيرة التي لم تخرج بأي نتيجة، وزاد الخراب والدمار وقتل المزيد من الأبرياء في اليمن. فقرر ذلك الفصيل المخدوع بهادي ومن معه الانضمام إلى السواد الأعظم من الشعب الرافض للعدوان السعودي على اليمن، فحدث ما لم يكن في حسابات "هادي الذي أسكرته نشوة السلطة وأعمته عن رؤية حجمه الحقيقي لدى الشعب اليمني"، وكذلك قوات التحالف الذين لم يقرأوا التاريخ جيداً، لذلك لم يتوقعوا الغضب الشعبي العارم الذي تمثل في الطوفان البشري الذي ملأ شوارع العاصمة صنعاء، وحضره الشعب اليمني من كل المحافظاتاليمنية ليقول كلمتهُ؛ إنه رد فعل طبيعي من المجتمع اليمني الرافض للعدوان والتلاعب بمصير الشعب، وانضم معهم هذه المرة الذين كانوا يأملون بالتغيير في حياتهم، ولكنهم يئسوا من كذب السياسيين التابعين لهادي الذين لن يستطيعوا "حشد واحد بالمئة" من ذلك الزخم الشعبي الجارف، إنه الشعب أعلنها بكل صراحة، إغلاق كل الأبواب أمام من يتلاعبون بمصير الشعب اليمني الصابر، وعلى المجتمع الدولي أن يخضع لإرادة الشعوب صاحبة الحق في اختيار من يحكمها.