في أول رد على تصريحات قائد المليشيات السلفية والمسؤول المالي للعدوان في تعز عادل عبده فارع الذبحاني المكنى ب"أبو العباس" أصدر كلٌّ من حزب الإصلاح، فرع تعز، وما يسمى ب"مجلس تنسيقي المقاومة" الموالين للعدوان، أمس، بيانين منفصلين، توعدا خلالهما أبو العباس بكشف المستور على آخره وخصوصاً فيما يتعلق بالأموال المقدمة من حلف العدوان السعودي. وذكر البيان الصادر عن الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في تعز أن أبو العباس سلك سبيل الاتهام والتحريض بأسلوب غير لائق وغير مبرر، وجعل الحقيقة غائبة في تفاصيل تم تجاهلها لأغراض ليست بريئة وتغلب عليها روح المكايدة والرغبة في الإرباك والتشويش على شارع المقاومة، وفقاً للبيان، الذي أكد أن حزب الإصلاح سيجد الوقت الكافي بعد ما أسماه ب"النصر" ل(سرد الحساب وجرد المواقف)، داعياً إلى إعادة ترتيب الأعداء والأصدقاء على أساس أدبيات "المقاومة" حد البيان. من جهته ما يسمى بمجلس تنسيقي المقاومة المسيطر عليه حزب الإصلاح، أصدر بياناً مطولاً اعترف فيه بالدعم المقدم من حلف العدوان، قائلاً بأنه سيبين ذلك الدعم وينشره بالتفصيل بعد انتهاء الحرب، ومؤكداً استمراره في عمله حتى الأخير. وكان القيادي السلفي عادل فارع الذبحاني، قائد كتائب أبو العباس، قد فجر قنبلة من العيار الثقيل كاشفاً عن حجم الارتزاق وعمق الخلافات التي تعصف بالموالين للعدوان، بسبب الأموال والأسلحة والاتجار بمعاناة المواطنين في المحافظة للحصول على مكاسب أكثر تحت مسمى "التحرير". وسرد أبو العباس جزءاً من الأموال التي استلمها من التحالف وتولى توزيعها على بقية قيادات الفصائل، كمستحقات وأخرى عبارة عن معاشات بناء على كشوفات تم تقديمها من قبل تلك الفصائل، لافتاً إلى أنه سلم للقيادي الإصلاحي المقيم حالياً في تركيا حمود المخلافي مبلغ (10 ملايين و996 ألف ريال سعودي)، وصادق سرحان مبلغ 4 ملايين و876 ألف ريال سعودي، وعارف جامل، مبلغ (3 ملايين و700 ألف ريال سعودي)، وعدنان رزيق، قائد ما تسمى "كتائب حسم السلفية"، مبلغ (مليونين و200 ألف ريال سعودي)، والعميد يوسف الشراجي مبلغ (8 ملايين و578 ألف ريال سعودي)، وذلك على فترات مختلفة. وقال أبو العباس إن رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الإصلاح في تعز عبدالحافظ الفقيه بأنه استلم من العدوان مبلغ 10 ملايين ريال سعودي وكان نصيب أبو العباس منها (مليون وثلاثمائة وخمسين ألف ريال سعودي) غير أنهم لم يسلموه سوى مائتي ألف سعودي فقط، وعندما علم التحالف تم تكليفه –أبو العباس- كمسئول مالي. كما اتهم قيادات الفصائل، وأغلبها من حزب الإصلاح، بالمتاجرة بأسماء الضحايا وتقديم كشوفات للتحالف تحوي أسماء أشخاص قتلوا خلال أزمة 2011م. وقال إن الجبهة الغربية التي يقودها القيادي الإصلاحي عبده حمود الزغير تحولت إلى "مكان سلعة لابتزاز الأموال والذخائر"، مكذباً المزاعم التي تطلقها قيادات بعض الفصائل بأن المرحلة الأولى مما يسمى ب"تحرير تعز" انتهت وبدأت المرحلة الثانية، قائلاً بأن المرحلة الأولى لم يتم منها سوى (20 % ومع ذلك يطلبون الأموال). وأضاف: "بعض القادة يريد الأموال فقط فمثلاً يريدون التقدم نحو مصنع السمن والصابون (عند المدخل الغربي لمدينة تعز) بغرض السيطرة على المصانع والضغط على بيت هائل لاستجلاب الأموال، والبعض يريد الوصول لشارع الستين (شمالا) ليس لهدف فك الحصار بل للوصول للكسارات". وقال القائد السلفي أبو العباس إن ما يسمى بمجلس تنسيق "المقاومة" في تعز الذي يرأسه حمود المخلافي "فاسد" ويجب حله و90% من أعضائه ينتمون لفصيل واحد "الإصلاح". إلى ذلك وفي سياق ردود الأفعال التي أحدثها أبو العباس أشار المحلل السياسي علي سيف حسن -رئيس منتدى التنمية السياسية- إلى حجم المبالغ المصروفة من قبل التحالف لقادة الفصائل في مختلف الجبهات. وقال في منشور على صفحته الرسمية ب(الفيسبوك) إن ما تم كشفه من مبالغ للقيادات في تعز لا تشكل نسبة تذكر أمام ما حصل عليه شخص واحد في جبهات أخرى خارج تعز. وأضاف علي سيف حسن: الجماعة في تعز يمكن وصفهم ب(محوش مدري أيش) ما لقيتش صفة مناسبة.. كل هذا الضجيج على مبلغ إجمالي لا يساوي نسبة مما حصل عليه شخص واحد في جبهات أخرى.