تواصلت المعارك بين الجيش واللجان الشعبية ومتطوعي القبائل من جهة، ومرتزقة وعملاء العدوان السعودي من جهة أخرى خلال ال48 ساعة الماضية، في عدد من الجبهات بمحافظة تعز وأخرى واقعة على شريط الحدود الإدارية مع محافظة لحج، بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية من قبل طيران العدوان مستخدماً قنابل عنقودية في الغارات على الشريط الساحلي الغربي، ومن جهة أخرى يزداد التناحر والصراعات بين الفصائل الموالية للعدوان في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز. مصادر عسكرية متطابقة في جبهات القتال بشريط الحدود الإدارية بين محافظتي تعزولحج، أفادت "اليمن اليوم" بأن معارك عنيفة شهدتها جبهات شرق مديرية القبيطة مع قصف مدفعي متبادل وبشكل كثيف في جبهات جنوب غرب المديرية، بالإضافة إلى مواجهات متقطعة في المناطق الواقعة ما بين الأحكوم التابعة لمديرية تعز والمقاطرة التابعة لمحافظة لحج. وأوضحت المصادر أن حلف العدوان السعودي دفع مساء الخميس وفجر الجمعة بأعداد كبيرة من المرتزقة للهجوم على مواقع الجيش واللجان الشعبية، في الحويمي، شمال مدينة كرش، بالتزامن مع هجومين آخرين باتجاه موقع "سخابرة" وجبل "الصرور" والجبل الأحمر، شمال غرب كرش، تحت غطاء مكثف من المدفعية ورشاشات مدرعات تحالف العدوان، مشيرة إلى أن الأبطال مسنودين من متطوعي القبائل تصدوا لهجمات المرتزقة وأجبروهم على التراجع موقعين فيهم قتلى وجرحى. وفي السياق لقي عدد من المرتزقة مصرعهم وأصيب آخرون ودُمرت آلية عسكرية كانوا يستقلونها، بقصف صاروخي على تجمعاتهم شمال مدينة كرش، فيما قُتل أحد المرتزقة قنصاً لحظة محاولته مع آخرين التسلل صوب جبال الجريبة، جنوب غرب كرش. كما استهدفت القوة المدفعية والصاروخية تجمعاً لمرتزقة وآليات العدوان في منطقة السفيلي، غرب المدينة، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم. في غضون ذلك شهدت الجبال الواقعة جنوب القبيطة قصفا مدفعيا متبادلا، حيث يتمركز الجيش واللجان في جبال الخزيجة التابعة لعزلة اليوسفيين، فيما يتواجد المرتزقة في الجبال المحاذية لمديرية طور الباحة، جنوباً. وتعتبر جبهات مديرية القبيطة وفي مقدمتها جبهة" كرش-الشريجة" من أكثر الجبهات استنزافاً للعدوان ومرتزقتهم منذ البدء بزحوفاتهم نحو تعز في سبتمبر 2015م. وكان حلف العدوان قد دفع الأسبوعين الماضيين بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقع المرتزقة شرق وشمال شرق كرش، الواقعة تحت السيطرة النارية للجيش واللجان ومتطوعي القبائل. وفي الجبهات الواقعة شمال شرق مديرية المقاطرة، التابعة لمحافظة لحج والمحاذية لمديرية حيفان بمحافظة تعز، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن القوة المدفعية للجيش واللجان المتمركزة في تباب الدبعي والخضر بمنطقة الأكبوش، أطراف مديرية حيفان، قصفت مواقع المرتزقة في مناطق الجاهلي والمحرقة بمديرية المقاطرة، محققة إصابات مباشرة، حيث شوهدت الأدخنة تتصاعد من تلك المواقع وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، بالتزامن مع قصف متقطع استهدف مناطق متفرقة في هيجة العبد ومفرق سوق الربوع. جبهات مركز تعز وإلى الجبهات الواقعة في مركز محافظة تعز والمناطق المحيطة بها من الغرب والجنوب، حيث ساد هدوء حذر، أمس الجمعة، مختلف الجبهات، بعد معارك عنيفة متقطعة، أمس الأول "الخميس". وطبقاً لمصادر عسكرية فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش واللجان ورجال القبائل وبين مسلحي كتائب أبو العباس وكتائب حسم "السلفية" وعناصر القاعدة ولواء الصعاليك، الموالين للعدوان السعودي، في الجبهات الشرقية لمدينة تعز، جراء محاولات متجددة للمرتزقة التقدم في تباب الجعشا والمكلكل والكمب وصالة، مشيرة إلى أن الجيش واللجان أفشلوا جميع المحاولات وكبدوا المرتزقة المزيد من القتلى والجرحى. وأكدت ذات المصادر أن وحدات متخصصة من الجيش واللجان نفذت مساء الخميس عمليتين نوعيتين استهدفتا تجمعات للمرتزقة في أطراف حي الكمب، بمديرية صالة، شرق المدينة، موقعة فيهم قتلى وجرحى، فيما تم استهداف آلية للمرتزقة في منطقة عصيفرة، شمال المدينة، ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل مع الطاقم الذي كان على متنها. وفي موقع الدفاع الجوي، شمال غرب المدينة، قصف الجيش واللجان بالمدفعية تجمعاً لعناصر مما يسمى ب"لواء الصعاليك" شرق الموقع لحظة إعدادهم لهجوم في الأجزاء الشمالية للموقع الاستراتيجي الذي يتكون من مجموعة تباب جبلية متصلة مع بعض. غارات جوية وفيما ساد الهدوء نسبياً جبهة "المندب- ذوباب" بمديرية ذوباب، يومي الخميس والجمعة، إلّا أن طيران العدوان السعودي كان حاضراً بقوة، حيث أكدت مصادر أمنية وأخرى عسكرية متطابقة قصف مدينة ذوباب وجبال العمري بغارتين، كما استهدفت بغارتين مماثلتين وبقنابل عنقودية منطقة الجديد، شمال المديرية، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي في سماء المنطقة وخصوصاً خلال أوقات الليل. وعلى مدى أيام الأسبوع المنصرم حازت مديريتا ذوباب والمخا نصيب الأسد من غارات طيران العدوان. إلى ذلك شن الطيران المعادي أربع غارات استهدفت جبلي هان والأسود، المطلان على منطقة الضباب، غرب مدينة تعز. تناحر العملاء وفي سياق الصراعات بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز وبعض المديريات الأخرى بالمحافظة، شهدت مدينة تعز، تظاهرات وقطع طرقات وحالات شغب من قبل مرتزقة احتجاجاً على عدم ضمهم لقوام "الجيش الموالي للعدوان" وعدم دفع مستحقاتهم لأشهر عدة. وذكرت مصادر محلية وسط مدينة تعز، ل"اليمن اليوم" أن العشرات من المرتزقة المقاتلين في جبهة الشقب، قاموا صباح الخميس، بقطع شارع جمال وتسيير مظاهرات احتجاجية في الشارع استنكاراً على إهمالهم من قبل قياداتهم الموالية للعدوان وعدم ضمهم إلى الجيش أسوة بمسلحي الفصائل الأخرى. واتهم المحتجون، العميد صادق سرحان، المعين من قبل الفار هادي قائداً للواء 22 مدرع، وعارف جامل، المعين وكيلاً لمحافظة تعز، بالتلاعب بمستحقاتهم وعدم دفعها وكذلك أخذ الوظائف العسكرية المخصصة لهم، ومنحها لآخرين من حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه سرحان، وعناصر تنظيم القاعدة. وقال المحتجون إن سرحان وجامل قاموا بتجنيد 3700 من عناصرهم ومقربيهم ضمن قوام اللواء 22 مدرع، بينهم أشخاص خارج الوطن. يذكر أن العشرات من المرتزقة سبق وأن قاموا بالتظاهر في مدينة تعز احتجاجاً على عدم ترقيمهم من قبل صادق سرحان. من جهة أخرى أقدم مسلحون من المنضوين ضمن ما يسمى ب"المقاومة" على الاعتداء على أمين سر التنظيم الوحدوي الناصري، الموالي للعدوان، في مديرية المسراخ واختطافه إلى مكان مجهول. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بأن عثمان عبدالرحمن الحداد، تعرض للاعتداء بالضرب، صباح الخميس، داخل سجن إدارة أمن مديرية المعافر من قبل أفراد في القسم وآخرين من مسلحي الفصائل، وجميعهم موالون للعدوان، بقيادة شخص يدعى لبيب الجبزي، ثم قاموا بتكبيله بالقيود واقتياده إلى مكان مجهول.