يواصل حلف العدوان الدفع بمرتزقته إلى محارق جماعية في الجبهات المحيطة بالمضيق الاستراتيجي "باب المندب"، حيث لقن أبطال الجيش واللجان، أمس، ولليوم الخامس على التوالي، قوات العدوان دروساً جديدة في البسالة وفن القتال، مكبدين المرتزقة المزيد من القتلى والجرحى، رغم فارق التسليح الحربي بين الطرفين، وكعادته انتقم حلف العدوان من تلك الخسائر بارتكاب مجازر بحق المدنيين مخلفاً 15 شهيداً بينهم نساء وأطفال. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية متطابقة، بأن حلف العدوان دفع، أمس، بالعشرات من مرتزقة لتنفيذ زحفين في آن واحد، صوب جبال كهبوب، 30كم شمال شرق مضيق باب المندب، ومدينة ذوباب وجبال العمري، 35 كم شمال غرب ذات المضيق، وسط غطاء جوي مكثف من قبل ال (F16) والأباتشي وحتى الطيران الاستطلاعي الذي لا يفارق سماء المنطقة. وأكدت المصادر أن طيران العدوان حاول التمهيد لزحوفات مرتزقته بقصف جبال ومعسكر العمري بالقنابل العنقودية، فيما تولت "الأباتشي" عملية تمشيط الساحل والخط الرئيس الممتد من المخاء وحتى المندب وتغطية زحف المرتزقة بأكثر من 20 غارة، كما نصب العدوان مدافع بعيدة المدى في التباب الشرقية لمنطقة "القروش" شرق جبال العمري، ودفع بتعزيزات جديدة إلى الموقع العسكري الذي استحدثه الغزاة مؤخراً بالقرب من منطقة "خور الشورى" التي تبعد عن باب المندب مسافة 7كم شمال غرب. المصادر ذاتها أوضحت أن الجيش واللجان تصدوا بقوة لزحف المرتزقة صوب جبال العمري، ودارت معارك عنيفة استمرت قرابة السبع ساعات وتكللت بفشل جديد للعدو ومرتزقته، حيث تم إجبار آلياتهم المدرعة على التراجع حتى منطقة الحريقية ومن ثم استهدافها بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا بالتزامن مع قصف مرابض مدفعية العدو شرق "القروش" وبالقرب من خور الشورى، محققين إصابات مباشرة في صفوفهم. وطبقاً للمصادر فقد شوهدت الأدخنة وهي تتصاعد من آليات المرتزقة في الحريقية، بالإضافة إلى تدمير مدرعة ومصرع طاقمها جراء انفجار لغم أرضي لحظة فرارها من المعارك شرق جبال ذوباب. ومساء أمس، أفاد مصدر عسكري بأن الجيش واللجان تمكنوا من اغتنام آليتين وأسر 5 من المرتزقة في تلك المعارك. وإلى الشمال الشرقي لباب المندب، حيث جبال كهبوب الإستراتيجية بمديرية المضاربة ورأس العارة، التابعة لمحافظة لحج، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري: إن عشرات المجندين مما يسمى ب"لواء زايد" و"اللواء الثالث حزم" نفذوا، فجر أمس، محاولة زحف جديدة في جبال القرون الخمسة، جنوب شرق كهبوب، بإسناد صاروخي مكثف من معسكر المرتزقة في منطقة السقياء بذات المديرية، مشيراً إلى أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وتمكنوا من كسر الهجوم وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهم بالإضافة إلى استهداف مدرعة بصاروخ موجه لحظة محاولتها التسلل غرب كهبوب، ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. حصاد 5 أيام من الفشل ومنذ السبت الماضي، لم تحقق العملية العسكرية التي أطلق عليها حلف العدوان (الرمح الذهبي) أي تقدم ميداني يمكن أن يؤثر على صمود الجيش واللجان الشعبية، رغم استهداف مدينة ذوباب وجبال ومعسكر العمري بنحو 120 غارة جوية ومئات الصواريخ بطيران الأباتشي والبوارج الحربية على مدى 5 أيام متواصلة. ووفقاً للتقديرات الأولية للخسائر في العتاد العسكري التي تكبدها الغزاة بجبهتي كهبوب وذوباب خلال الخمسة الأيام الأولى من معارك "الرمح الذهبي" فقد تم تدمير نحو 32 آلية مابين مدرعات نوع الأسطورة ذات الإطارات الستة وأطقم عسكرية وكاسحات ألغام، بينها 3 مدرعات استهدفها الطيران في منطقة الحريقية لحظة فرارها من معارك ذوباب، واغتنام آليتين، بالإضافة إلى مصرع وإصابة العشرات من المرتزقة يتقدمه قائد اللواء الثالث حزم العميد عمر سعيد الصبيحي، وقائد سرية السلفيين "نسيم بصل" وقائد المدفعية "عبده المعرج" وقائد الكتيبة الرابعة في اللواء الثالث حزم سامح حيدرة وآخرين. تسليم جثة الصبيحي وفيما يتعلق بجثة قائد المرتزقة العميد عمر الصبيحي، التي كانت بحوزة الجيش واللجان الشعبية، بعد أن تركها المرتزقة وراءهم لحظة فرارهم من نيران الجيش واللجان الشعبية في معارك السبت المنصرم بجبهة كهبوب، أكد ل"اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول بمحافظة لحج، أن الجثة تم تسليمها صباح أمس إلى أسرة الصبيحي عبر الشيخ رشاد العطري المفوض من أسرة الصبيحي باستلامها. وأوضح المصدر أن عملية التسليم تمت في منطقة الهجر، شمال مديرية القبيطة المحاذية لمديرية دمنة خدير بمحافظة تعز. وكان محافظ لحج أحمد حمود جريب، قد أكد ل"اليمن اليوم" أمس الأول، أنه تسلم الجثة من الجيش واللجان الشعبية وتم وضعها، مساء أمس الأول، في أحد مستشفيات محافظة تعز، تمهيداً لتسليمها لأبناء الصبيحة صباح أمس الأربعاء، نافياً ما تناقلته وسائل الإعلام الموالية للعدوان عن اشتراط الجيش واللجان الإفراج عن أسرى مقابل تسليم جثة الصبيحي، لافتاً إلى أن عملية التسليم تمت بمبادرة ذاتية من الجيش واللجان ودون أية شروط تذكر. تطورات الجبهات الأخرى ولم تكن الجبهات الأخرى في محافظة تعز وشريط الحدود الإدارية مع محافظة لحج،أمس بعيدة عن انتصارات الجيش واللجان الشعبية المسنودين من متطوعي القبائل، حيث دكت القوة الصاورخية للجيش واللجان تعزيزات عسكرية عبارة عن مدرعات وأطقم لحظة وصولها إلى معسكر المرتزقة في مدرسة قميح "البدو الرحل سابقاً" جنوب شرق مدينة كرش بمديرية القبيطة، وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة. ودارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في وقت متأخر من مساء أمس الأول بجبهة الأحكوم- المقاطرة، بالتزامن مع معارك مماثلة في المفاليس التابعة لمديرية حيفان والمحاذية لمديرية طور الباحة. وفي جبهة الوازعية بمحافظة تعز، تمكن الجيش واللجان من تدمير طقم للمرتزقة يحمل رشاش عيار 23، فيما تم استهداف تحصيناتهم وتجمعاتهم بالمدفعية في جبل راسن، شرق المديرية. وصد الجيش واللجان، أمس، محاولة تقدم للمرتزقة من الإصلاح والقاعدة والسلفيين صوب منطقة العنين بجبل حبشي، مكبدين إياهم قتلى وجرحى في صفوفهم، بالإضافة إلى كسر محاولة تقدم مماثلة لفصائل المرتزقة عصر أمس باتجاه معسكر التشريفات، شرق مدينة تعز. مجزرة بحق المدنيين الخسائر المتوالية لحلف العدوان ومرتزقته في الشريط الساحلي الغربي لذوباب، وكهبوب، دفعت الطيران السعودي إلى الانتقام من خلال استهداف المدنيين في البر والبحر. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي بمديرية المخاء، إن طيران العدوان السعودي استهدف في وقت متأخر من مساء أمس الأول، قاربا بحريا يحمل على متنه مسافرين من أبناء المخاء قادمين من جيبوتي، مشيرا إلى أن القصف الذي استهدف القارب في عرض البحر أسفر عن استشهاد جميع من كانوا على متن القارب وعددهم 15 شخصاً بينهم نساء وأطفال. وحصلت "اليمن اليوم" على أسماء 6 من الشهداء الذين تم انتشال جثثهم وجميعهم من أبناء منطقة يختل بمديرية المخاء وهم: (فيصل زيد هارب، قاسم محمد حسن، عمار سعيد ريس، خالد مطروش، مطهر محمد فقير حلبي، وليد قاسم زيد هويدي) وابن شقيق قاسم شاذلي مدير مكتب التربية بالمخاء. وأدانت السلطة المحلية بمحافظة تعز هذه الجريمة البشعة التي تضاف إلى قائمة المجازر المروعة بحق المدنيين من قبل طيران العدوان السعودي منذ 26 مارس 2015. والأحد الماضي استشهد 6 مواطنين بقصف مروحيات الأباتشي تجمعاً لمدنيين بالقرب من بئر ماء في منطقة المعقر، شمال مديرية ذوباب، وبعدها بيوم واحد استشهد 4 مدنيين بينهم إفريقيان بقصف سيارة على الخط العام بالمخاء وقارب بحري قبالة الميناء.
