عادت المعارك إلى الواجهة في جبهات شريط الحدود الإدارية بين محافظتي تعزولحج، أمس الأحد، إثر التعزيزات العسكرية والتحشيد بمئات المرتزقة من قبل حلف العدوان السعودي على مدى الأيام القليلة الماضية يتولى قيادتها العميد ثابت مثنى جواس، فيما تواصلت المعارك على أشدها في الجبهات الشرقية والغربية لمدينة تعز، مركز المحافظة، بالتزامن مع سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت المدينة والشريط الساحلي الغربي للمحافظة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة بأن العشرات من المجندين والمرتزقة الموالين لحلف العدوان بينهم سلفيون وعناصر من تنظيم القاعدة، نفذوا صباح أمس، زحفاً كبيراً في المناطق الشمالية الغربية لمدينة كرش، بمديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج. وأشارت المصادر إلى أن المرتزقة حاولوا التقدم في موقع "سخابرة" وجبل "الصرور" الاستراتيجي، شمال غرب كرش، تحت غطاء مكثف من المدفعية ورشاشات المدرعات الحديثة التي وصلت مؤخراً إلى كرش، غير أن أبطال الجيش واللجان ومتطوعي النكف القبلي، كانوا لهم بالمرصاد ودارت معارك عنيفة استمرت حتى ساعات الظهيرة، وتكللت بصد هجوم المرتزقة وإجبارهم على التراجع بعد أن أوقعوا فيهم 8 قتلى بينهم قائد ميداني وأكثر من 12 جريحا، فيما استشهد 4 وأصيب 7 من الجيش واللجان ومتطوعي النكف القبلي. ومساء أمس نفذ المرتزقة قصفاً عشوائياً بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون استهدفت مناطق متفرقة في الحومي، شمال كرش، وقرى الجريبة، جنوب غرب المدينة والأطراف الجنوبية للشريجة. وطبقاً لذات المصادر فإن الطيران المعادي مهد للهجوم بغارتين مساء أمس الأول استهدفتا مواقع للجيش واللجان بالقرب من بوابة الشريجة. وفي السياق أكد مصدر عسكري أن القوة الصاروخية والمدفعية للجيش واللجان استهدفت آليات وأفراد عملاء ومرتزقة العدوان لحظة تجمعهم بالقرب من مدرسة "قميح" جنوب شرق مدينة كرش، بالتزامن مع قصف مماثل لتعزيزات عسكرية للمرتزقة في مدينة كرش، محققين إصابات مباشرة في آليات العدوان. وطبقاً للمصدر فقد شوهدت الأدخنة تتصاعد من أماكن القصف وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان. وكان حلف العدوان قد دفع منتصف الأسبوع المنصرم بتعزيزات كبيرة إلى معسكر المرتزقة المستحدث شرق مدرسة قميح "البدو الرحل" سابقاً. وصد زحوفات في حيفان والوازعية وإلى الجنوب الغربي لكرش، حيث كان الجيش واللجان ومتطوعو النكف القبلي على موعد مع بطولات جديدة في جبهتي المفاليس والوازعية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في مديرية حيفان، إن الجيش واللجان خاضوا في وقت متأخر من مساء أمس الأول مواجهات عنيفة مع قوات موالية للعدوان في التباب المطلة على منطقة المفاليس التابعة لمديرية حيفان والمحاذية لمديرية طور الباحة بمحافظة لحج. وأوضح المصدر أن مجاميع من المرتزقة حاولوا التقدم من مواقعهم في طور الباحة ومنطقة المفاليس باتجاه تبة الخزان ومواقع الجيش واللجان في الجبال الواقعة أطراف مديرية حيفان والمطلة على طور الباحة، بالتزامن مع هجوم آخر من مديرية المقاطرة صوب مواقع الجيش واللجان في جبال منطقة الأكبوش بمديرية حيفان والمطلة على طريق هيجة العبد، الذي يعتبر خط الإمداد الرئيس للمرتزقة بين تعزولحج. وطبقاً للمصدر فقد تمكن الجيش واللجان ومتطوعو القبائل من إفشال هجوم المرتزقة في المحورين وتكبيدهم المزيد من القتلى والجرحى. وأمس الأول تم تدمير آلية عسكرية للمرتزقة في طريق هيجة العبد بقذيفة صاروخية أطلقها الجيش واللجان من تبة الدبعي المطلة على نقيل الهيجة. وفي السياق فشلت قوات كبيرة مكونة من مرتزقة محليين وأجانب موالين للعدوان السعودي من تحقيق أي تقدم في الجبهات الواقعة ما بين مديريتي الوازعية بمحافظة تعز والمضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج. وأكدت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" أن العدوان دفع، أمس، بعشرات المرتزقة من معسكرهم في منطقة المنصورة بأطراف مديرية المضاربة ورأس العارة، للزحف نحو جبل الشبكة الاستراتيجي، جنوب مديرية الوازعية، تحت غطاء مدفعي مكثف استهدف الجيش واللجان في جبل الشبكة ووادي الشقيراء ومناطق متفرقة في الأطراف الجنوبية للوازعية. والخميس الماضي صد الجيش واللجان محاولة تسلل عناصر من المرتزقة باتجاه جبل الشبكة موقعين فيهم قتلى وجرحى. هدوء نسبي في محيط المندب وفيما ساد هدوء نسبي، أمس، جبهات القتال في جبال كهبوب، بمديرية المضاربة ورأس العارة، والجبهات الواقعة جنوب مديرية ذوباب بمحافظة تعز، وجميعها محيط بالممر البحري الاستراتيجي "باب المندب"، حيث لم يتم تسجيل أي محاولة للمرتزقة للتقدم صوب كهبوب أو مدينة ذوباب، إلا أن مصادر عسكرية أفادت بوصول قوات ضخمة يشرف عليها العميد ثابت مثنى جواس، المعين مؤخراً من قبل الفار هادي قائداً لمحور العند العسكري، إلى مقر عمليات الغزاة في منطقة "الحجف" الواقعة ما بين رأس العارة والسقيا بمديرية المضاربة ورأس العارة. وقالت صحيفة عكاظ السعودية في عددها الصادر أمس إن قوات عسكرية معززة بطائرات الأباتشي بدأت بالزحف نحو تعز بقيادة العميد جواس. ومعسكر الحجف تم استحداثه من قبل حلف العدوان أواخر العام الماضي بعد أن تم دك مقر عملياتهم في شعاب الجن بمنطقة باب المندب، بصاروخ توشكا في 14 ديسمبر 2015م، والذي أسفر عن تدمير مقر قيادة العمليات ومصرع وإصابة قرابة 200 من المرتزقة وقياداتهم وهلاك عتاد عسكري كبير، ليقوم العدوان بعد ذلك بنقل مقر قيادة العمليات إلى معسكر (الحجف) الذي لم يسلم هو الآخر من صاروخية الجيش واللجان، حيث استهدف بصاروخ توشكا منتصف يوليو الماضي، مكبداً المرتزقة عشرات القتلى والجرحى. وأمس الأول تصدت القوة الصاروخية والدفاعات الساحلية للجيش واللجان الشعبية، ل5 زوارق حربية تابعة لحلف العدوان حاولت الاقتراب من الشواطئ المحاذية لمثلث العمري، شمال غرب مدينة ذوباب، وتم إجبار تلك الزوارق على الفرار والابتعاد من قبالة السواحل اليمنية، رغم إسنادها برياً بقصف مدفعي مكثف من قبل المرتزقة على الحريقية ومدينة ذوباب، بالإضافة إلى غارات جوية نفذها الطيران السعودي على ذوباب والعمري. جبهات مدينة تعز ولم تكن الجبهات الواقعة شرق وغرب مدينة تعز، مركز المحافظة، بعيدة عن بطولات الجيش واللجان ومتطوعي النكف القبلي، حيث أكدت مصادر عسكرية أن الأبطال تصدوا، أمس، لهجوم كبير نفذه المرتزقة شرق المدينة، محاولين استعادة تبة الجعشا وعدد من المواقع في الكمب وحي بازرعة. المصادر ذاتها أشارت إلى أن معارك شديدة دارت طوال ساعات مساء أمس الأول وحتى صباح أمس في أطراف حي الكمب وحي بازرعة وقرب تبة الجعشا، فشل خلالها المرتزقة في تحقيق أي تقدم بتلك المواقع عدا تكبدهم المزيد من القتلى والجرحى. وأمس الأول تمكن الجيش واللجان ومتطوعو القبائل من تأمين مسجد الخير وعدد من البنايات التي يتمركز فيها المرتزقة بأطراف حي الكمب. وإلى الغرب من المدينة واصل أبطال الجيش واللجان ومتطوعو القبائل، تأمين مواقع هامة في الضباب والربيعي وأخرى واقعة شمال جبل حبشي. وأمس الأول تم تدمير آلية للمرتزقة محملة بالأسلحة المتوسطة والذخيرة بالقرب من تبة المحضار في الضباب. غارات جوية من جهته حاول طيران العدوان السعودي إسناد مرتزقته بعدة غارات استهدفت تبتي السلال والجعشا، شرق مدينة تعز، وجبل الزانخ في شارع الخمسين، شمال المدينة، ومنطقة البحابح، في الربيعي، غرب المدينة، ومفرق ماوية، بالإضافة إلى 3 غارات على مدينة ذوباب وغارة على جبل الشبكة بمديرية ذوباب، و4 غارات استهدفت في وقت متأخر من مساء أمس الأول، شبكة الاتصالات بمنطقة يختل بمديرية المخا ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المديرية بشكل كامل.