تسببت الاحتجاجات في عدن، أمس، بشلل شبه تام للحركة في المدينة، بالرغم من محاولات فصائل موالية للفار هادي إنهائها بالقوة، فيما كشفت وسائل إعلامية مقربة من الحراك عن "فضيحة كبرى لهادي في قطر" تتعلق بنهب 500 مليون دولار. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن مديريات المحافظة شهدت ما يشبه "حظر التجوال" وذلك في أعقاب قيام محتجين - بينهم مسلحون- بقطع الشوارع الرئيسة والفرعية داخل الأحياء.. وأشارت المصادر إلى قيام محتجين في خور مكسر بإغلاق الشارع الرئيسي بواسطة سياج حديدي إضافة إلى إطارات مشتعلة وصخور، وشملت الاحتجاجات كريتر والمنصورة وصولا إلى إغلاق الخط البحري الرئيسي الرابط بين المديريات. ورفع المحتجون لافتات قماشية تنادي برحيل حكومة الفار وأخرى تطالب بصرف الرواتب ووضع حل لأزمة المشتقات النفطية والكهرباء، بينما خيمت على المدينة سحابة من الدخان المنبعث من الإطارات المشتعلة وأشجار الزينة في عموم مناطق عدن. ويشارك في الاحتجاجات موظفو قطاعات حكومية مدنية وعسكرية وجرحى المرتزقة ومتقاعدون عسكريون وعناصر فصائل من الحراك الجنوبي لم يتم تجنيدها وأخرى لم يتم صرف مرتباتها. وحاولت مليشيات الفار المسماه "الحماية الرئاسية" بإنهاء الاحتجاجات بالقوة خصوصا على الخط البحري الذي يربط مطار عدن بقصر المعاشيق "دون جدوى". وقالت ذات المصادر ل"اليمن اليوم" إن عشرات المسلحين مما تسمى "الحماية الرئاسية" مسنودين بمدرعات لما تسمى "كتائب أبين" حاولت تفريق المحتجين على الجسر البحري بإطلاق كثيف للنيران في الهواء، إلا أن المحتجين تجمهروا في محيط تلك الآليات وأجبروها على الانسحاب من الخط وصولا إلى جولة كالتكس. وأكدت المصادر بأن محاولة فتح الخط البحري جاء بعد اتصالات بمطار عدن تفيد بتوجه طائرة الفار إلى المدينة، مشيرة إلى أن ضباطا في قوات الاحتلال أبلغوا الفار بأن الوضع في المدينة ليس آمناً. وفي وقت لاحق، قال موقع "سبأ" المستنسخ التابع للفار إن (طائرة الرئيس وصلت سقطرى بعد مغادرته الرياض)، مشيرة إلى أنه (سلم نجل الملك السعودي رسالة لوالده) في تأكيد لأنباء تتحدث عن رفض الملك السعودي استقباله بعد وصوله من قطر الأسبوع الماضي. يذكر أن مستشاري الفار هادي عن الحراك الجنوبي ( ياسين مكاوي، عبدالعزيز المفلحي، صالح عبيد) التقوا، أمس الأول، عيدروس الزبيدي – المعين من الاحتلال محافظا لعدن، وشلال شائع – المعين مديرا للأمن- في مساعٍ - كما يبدو- للتهدئة بعد أن قادت الإمارات انقلابا على سلطته الأسبوع الماضي بنقل صلاحياته لمحافظي الحراك في عدن ولحج والضالع. اتهامات لحكومته الاحتجاجات في عدن تأتي في ظل أزمات متفاقمة تعيشها المدينة حيث يعاني سكانها من انعدام الوقود مع ارتفاع أسعاره في السوق السوداء بصورة جنونية إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه وطفح المجاري، لكن تصاعد حدتها، أمس، جاء في أعقاب اتهام رسمي وجهته سلطات الحراك في عدن لحكومة الفار بأنها وراء الأزمة. وأصدر الناطق الرسمي باسم سلطات الحراك في عدن، نزار هيثم، بياناً قال فيه إن حكومة الشرعية –حسب توصيفه- أبلغتهم رسمياً بعدم قدرتها تزويد كهرباء عدن بالوقود. وأضاف "تم إبلاغنا بشراء الوقود من التجار لكن مخزوننا قد نفد". ضغط قطري اتهام حكومة الفار بمنع تزويد الكهرباء بالوقود يأتي في ظل صراع متزايد بين مرتزقة قطروالإمارات بشأن من يشغل القطاع. وتصاعد الصراع مع إرسال قطر مولدين بقوة 60 ميجاوات كدفعة أولى أعقبها تصريح لوزير الكهرباء في حكومة الفار، محسن الأكوع، يبشر فيه بتحسن الكهرباء في المدينة مع دخول المولدات القطرية لكن لم يتمكن الفريق التركي المكلف بتركيب تلك المولدات من تركيبها خصوصا بعد هجوم بقنبلة على عاملين في مدينة إنماء أصاب 4 منهم. وصعّدت قطر مؤخراً من ضغوطها على الفار، إذ تناقلت وسائل إعلام مقربة من الحراك أنباء عن مطالبة قطر للفار هادي بالكشف عن مصير نصف مليار دولار سلمته له كعهدة مطلع العام 2015 فور فراره من صنعاء إلى عدن. وقال موقع (عدن الغد) المقرب من سلطة الحراك الجنوبي إن أمير قطر اشترط على (هادي) معرفة مصير 500 مليون دولار مقابل تلبية طلبه بوضع مليار وديعة في البنك المركزي اليمني بمقره في عدن. وأوضح الموقع أن أمير قطر وعقب لقائه بهادي نهاية يناير الماضي أحال الموضوع إلى صندوق قطر للتنمية، لكنه ربط الموافقة بمعرفة مصير 500 مليون دولار وإلى جانبها معدات ومستلزمات رئاسية بحمولة طائرة كاملة، أرسلتها إلى عدن، الأمر الذي وضع هادي في حرج مع السلطات القطرية. وبحسب ذات الموقع، فإن قطر كانت منحت هادي 500 مليون دولار إسهاما منها في العمل على استقرار عدن عقب تمكنه من مغادرة صنعاء في 21 فبراير 2015م، مشيراً إلى أن استيضاح قطر عن ال500 مليون دولار، جاء بعد حصولها على معلومات مؤكدة أن المبلغ لم يتم ايداعه البنك المركزي في عدن، ولم يصرف لأي شيء يتعلق بالتجهيز، وتم نقله إلى جيبوتي عبر أحد التجار. وقال ذات الموقع إن هادي زعم تعرضهم لهجوم مباغت مكّن الحوثيين من السيطرة على المبلغ، في حين يجزم القطريون أن الحوثي سيطر على 5 ملايين دولار من المبلغ الذي أرسل من السعودية بينما غادر (هادي) عدن ومعه 35 مليون دولار. وتنامت أطماع قطر في عدن على حساب شقيقتها الإمارات إذ تطمح قطر لتشغيل الميناء والمطار وقطاعات أخرى تخضع أصلاً للتشغيل من قبل شركات إماراتية. تحكيم قبلي ل(رزيق) وفي عدن أقام عيدروس الزبيدي وشلال شائع، أمس، حفل تحكيم لقبائل شبوة في واقعة محاصرة عدنان رزيق من قبل فصائل موالية للإمارات قبل عدة أيام. وقالت مصادر قبلية ل"اليمن اليوم" إن الزبيدي قدم 20 سلاح آلي كلاشنكوف وعددا من الثيران كتحكيم في الواقعة التي كانت تستهدف تجمعاً من أتباع حمود المخلافي- قائد فصيل إخواني في تعز- ينزلون في فيلا مملوكة للقيادي السلفي عدنان رزيق، وهو من أبناء شبوة ويتولى قيادة فصيل مسلح في تعز.