تجددت المعارك، أمس، بين الجيش واللجان الشعبية، وبين مرتزقة العدوان السعودي، في مدينة تعز، التي تعيش في الوقت نفسه حالة توتر لليوم الثالث على التوالي، جراء مواجهات بين فصائل عملاء العدوان (السلفيين والإصلاحيين)، خلفت ضحايا -كعادتها- بين المدنيين. وذكرت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل "اليمن اليوم" أن مواجهات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إثر هجوم لعناصر القاعدة والسلفيين وفصائل أخرى موالية للعدوان، في محيط مستشفى الكندي وشارع الكمب والأحياء الغربية لمعسكر التشريفات، بمديرية صالة، إحدى مديريات مدينة تعز، مركز المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن مسلحي المرتزقة حاولوا التقدم تحت جنح الظلام في تلك الأحياء، وتم التصدي لهم بقوة من الجيش واللجان ودارت المعارك حتى ساعات الصباح الأولى ليوم أمس، قبل أن يسود الهدوء المنطقة، إثر فشل تقدم المرتزقة، وعودتهم إلى مواقعهم يجرون أذيال الهزيمة. وطبقاً للمصادر فقد أسفرت المعارك عن مصرع 6 من المرتزقة وإصابة آخرين مقابل، شهيدين و4 جرحى من الجيش واللجان الشعبية. وبالتزامن مع ذلك نفذت وحدة القناصة في الجيش واللجان عمليات اصطياد لعناصر المرتزقة في وادي صالة، وتمكنت من قنص 3 ينتمون إلى فصيل أبو العباس السلفي. وفي جبهات الشريط الساحلي الغربي لتعز، وتحديداً جبهات المخا وذوباب، أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني، بأن العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية تواصلت، أمس، في الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة المخا -مركز مديرية المخا- ومناطق متفرقة على امتداد الشريط الساحلي الغربي من المخا وحتى باب المندب، جنوباً. وأوضح المصدر أن أفراداً من الجيش واللجان نفذوا ضربات خاطفة استهدفت آليات ومرتزقة العدوان في منطقة الميزان المحوري، 3كم شرق مدينة المخا محققة إصابات مباشرة في صفوفهم. وتأتي هذه العملية بعد سويعات قليلة من استهداف صاروخي لتجمع يضم "مدرعات ودبابات" للمرتزقة في منطقة واحجة، الواقعة ما بين مديريتي، ذوباب والمخا. وأوضح مصدر عسكري أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، استهدفت المرتزقة، فجر أمس، بصاروخ من نوع (زلزال-2)، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير عدد من الآليات. وكان الجيش واللجان الشعبية قد استهدفوا، أمس الأول، قوة عسكرية كبيرة عبارة عن 40 مدرعة وأطقم في منطقة الحريقية، 5كم جنوب مدينة ذوباب، كانت في طريقها إلى المرتزقة قادمة من باب المندب. ويتكتم حلف العدوان على خسائره الفادحة في الشريط الساحلي الغربي لتعز والذي يعتبر أكبر جبهة استنزاف للعدوان ومرتزقته مقارنة ببقية الجبهات في محافظات أخرى. وواصل طيران تحالف العدوان، أمس، الغارات الهستيرية على مناطق متفرقة في مديرية المخا ومعسكر خالد في مفرق المخا وجبال ومعسكر العمري بمديرية ذوباب، وسط تحليق مكثف لذات الطيران في سماء مديريتي مقبنة والوازعية وموزع. صراع المرتزقة وفي سياق الصراعات والتناحرات بين الفصائل الموالية للعدوان في مدينة تعز، وخصوصاً السلفيين والإصلاحيين، زادت حدة التوتر، أمس، بين تلك الفصائل مع تجدد المواجهات وسط المدينة، والتي أسفرت عن مقتل أحد الباعة الجائلين وإصابة اثنين آخرين. وذكرت مصادر محلية أن مسلحين من حزب الإصلاح بقيادة غزوان المخلافي، اشتبكوا، مساء أمس الأول، مع عناصر من كتائب حسم ولواء الصعاليك في سوق ديلوكس، بعد ساعات قليلة من انتشار أطقم تابعة لكتائب حسم في السوق وشارع جمال، بينما عزز عناصر أبو العباس من تواجدهم في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم. وأكدت المصادر أن أطقما عسكرية تابعة لغزوان المخلافي، نزلت مساء أمس الأول إلى سوق ديلوكس، وحاولت التمركز في بعض المناطق، قبل أن يتدخل مسلحو "حسم ولواء الصعاليك" لطردهم من المكان، إثر اشتباكات بالأسلحة قضى على إثرها بائع خضروات يدعى "جلال" وإصابة اثنين آخرين. ونشرت كتائب حسم مدرعاتها وعناصرها بكثرة في المنطقة، ثم قامت صباح أمس بنقل سوق الخضروات إلى سوق الزنقل. وكانت اشتباكات مسلحة تطورت إلى حرب شوارع، الاثنين المنصرم، بين كتائب أبو العباس "السلفية" ومسلحين من حزب الإصلاح يقودهم غزوان المخلافي وشقيقه صهيب، في سوق ديلوكس وشارع جمال وحي التحرير، قضى على إثرها 3 مدنيين وإصابة 3 آخرين بالإضافة إلى مصرع اثنين من أتباع غزوان المخلافي، وآخر من كتائب أبو العباس. وطبقا لمصادر طبية فإن أحد الباعة الجائلين الذين أصيبوا خلال معارك الاثنين المنصرم بين العملاء ويدعى محمد سليمان، وهو من أبناء زبيد محافظة الحديدة، يرقد حالياً في العناية المركزة بمستشفى الصفوة بمدينة تعز في حالة "موت سريري". من جهة أخرى قامت مجاميع مسلحة موالية للعدوان يقودها "أبو الصدوق" بقطع الطريق الرئيس جوار فندق الحرمين، خط الضباب، غرب المدينة، وإشعال النيران في الإطارات احتجاجاً على عدم ترقيمهم ضمن قوام الجيش الموالي للعدوان. وأبو الصدوق كان الساعد الأيمن لقائد كتائب أبو العباس "عادل فارع" قبل أن ينشق عنه مع مجموعة من المسلحين بتحريض من حمود المخلافي ودعم من قطر، بغرض ضرب المليشيات السلفية المدعومة إماراتياً. ويقود أبو الصدوق حالياً فصيل "كتائب التوحيد" ويضم نحو 800 عنصر يشكلون خليطاً من القاعدة وآخرين تم تهريبهم من السجن المركزي أواخر يوليو 2015م.