أعلنت السعودية بدء عمليات عاصفة الحزم بتاريخ 26-3-2015 الساعة 12 مساءً بتوقيت السعودية بتوجيهات من الملك سلمان الذي أصدر الأوامر من قصر العوجا في الدرعية قرب الرياض، حينها انطلقت شرارة "عاصفة الحزم" التي تسببت بأضرار كبيرة بالغة الخطورة على اليمن والسعودية ولم يدرك حينها قادة الرياض حجم المؤامرة على البلدين حتى أصبحت نتائجها الملموسة تؤثر على حياة الناس ومعيشتهم في السعودية، واليمن وتهدد النسيج الاجتماعي وتورث الحقد، والكراهية، والثارات المتلاحقة بين الأجيال وتهدد الدولتين بالتقسيم وعدم الاستقرار في المنظور القريب. قال القادة في السعودية بأن "عاصفة الحزم" وما تبعها من عواصف من أجل إعادة الشرعية في اليمن، وحماية حدودها من الحوثيين ورد فعل على توسع النفوذ الإيراني في المنطقة ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على اليمن. ذكر غسان شربل في صحيفة "الحياة" اللندنية السعودية أن "القرار السعودي هو محاولة جدية لتصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة، ومحاولة جدية لاستعادة التوازن في المنطقة، ولإنهاء مرحلة استضعاف العرب وأهل الاعتدال". ويفهم من هذا التدخل أن الرياض عزمت بدعم من حلفائها، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة على "تأديب" الحوثيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى طهران أنها ذهبت بعيداً في اليمن عندما دعمت الحوثيين في مغامرة كسر التوازنات الراسخة في المنطقة لأن السعودية تعتبر نفسها القوة الأكبر في الخليج والعالم العربي بحكم مركزها الديني في العالم العربي والإسلامي. وبعد مرور عامين على الحرب وانسحاب بعض الدول المشاركة، ذكر بعض الكتاب الإماراتيين بأن عاصفة الحزم خطأ كبير ويجب أن يتم وقف هذه الحرب العبثية التي لم تحقق الأمن والسلام في اليمن على عكس أهدافها المعلنة فقد ساهمت في توسيع نفوذ الجماعات الإرهابية، حيث تم تسليم الأسلحة والأموال المقدمة من دول التحالف لتلك الجماعات المسيطرة على جيش الشرعية بنسبة تصل إلى 80%، وحولت اليمن من بلد شبه مستقر إلى دولة فاشلة؟، وقال الكاتب الإماراتي القاسمي: الله يرحم أيام علي عبدالله صالح كان فيه أمن وسلام وكهرباء وسياحة خليجية وعالمية ورواتب يتم تسليمها قبل نهاية الشهر، الجميع يتمنى أن يعود الأمن والسلام في اليمن ومن يقول غير ذلك فهو عدو لكل الشعب اليمني. السعودية بعد عامين من الحرب الوحشية على اليمن اتضح للعالم بأنها عجزت عن تحقيق أي انتصار لأن الهدف الحقيقي لهذه الحرب مخالف تماماً لما أعلنته، وهذه الحقيقة المرة التي عرفها العالم بمن فيهم الدول المشاركة في "عاصفة الحزم" والذي حققته السعودية في حربها تدمير البنية التحية للجيش اليمني الذي كان صمام أمان للمنطقة وحماية "للملاحة الدولية" وتدمير كل شيء في اليمن، وقتلت وأصابت أكثر من أربعين ألف إنسان وشردت وجوعت الملايين وفرضت حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً، وسخاء السعودية ذهب إلى الحركات الإسلامية المتطرفة من أجل السيطرة على حكم اليمن وتحويلها إلى مركز لتصدير الإرهاب إلى العالم وإعادة حلفائها السابقين إلى الحكم على أنقاض شبه دولة فاشلة. الحوثيون التي ذهبت السعودية لقتالهم تحولوا من مجموعة صغيرة في محافظة صعدة اليمنية ليصبحوا قوة فاعلة ومؤثرة في المجتمع اليمني وانتشروا في جميع المحافظات والمدن اليمنية وغداً يصبحون حزبا منافسا في أي انتخابات قادمة؛ يقول الخبراء السياسيون بأن الحرب السعودية على اليمن وحدتهم وأخرجت إلى الساحة اليمنية قوى وطنية حقيقية رافضة للهيمنة السعودية ويمكن أن تبني دولة خالية من الفاسدين وقوى النفوذ والسيطرة، والتبعية لأي جهة كانت، إنها قوى خرجت من رحم الشعب اليمني ومن كل المكونات السياسية الرافضة للعدوان السعودي، والتي تؤمن بحق اليمنيين في بناء دولتهم الحقيقية التي توفر لهم الأمن والسلام والعيش الكريم في ظل الدولة العادلة. السعودية كما وصفها ترامب "إنها تقاتل في اليمن من أجل النفط الموجود في الأراضي اليمنية القريبة من حدودهم ومن لا يعرف هذه الحقيقة فهو لا يفهم وعليه الخروج من القاعة، هكذا تحدث أمام الجميع". الخلاصة: الحرب على اليمن أفرزت خلافات كبيرة بين أكبر دولتين: السعودية والإمارات. الإمارات تفاجأت بالكثير من العقبات أمام أهدافها بفعل الأعمال الإرهابية التي نفذتها الجماعات المتشددة المدعومة من السعودية ضد التواجد الإماراتي في اليمن إنها حرب خفية على أرض اليمن؛ حتى وصلت الأمور إلى المواجهات العلنية بين القيادات العسكرية الإخوانية الموالية لهادي والسعودية وبين القيادات العسكرية المدعومة من الإمارات التي تشكل حزاما أمنيا لمدينة عدن وتحمي مطار عدن من تدفق "الإرهابيين" القادمين من سوريا، والعراق ربما هذا الأمر أزعج هادي والسعودية، وقيادات الإخوان الداعمين للجماعات الإرهابية في جنوباليمن، وشماله. هل نتوقع تقدما في حل القضية اليمنية وتحقيق السلام ووقف الحرب خلال الأيام القادمة؟!