رفضت الأممالمتحدة، مساء الاثنين، طلب المملكة السعودية بوضع ميناء الحديدة تحت الإشراف الدولي، في وقت تحشد فيه الرياض، على نحو سري، قوات عسكرية من عدة دول قد تستهدف مدينة الحديدة والسيطرة على موانئ الصليب ورأس عيسى والميناء الاستراتيجي. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة "إن المنظمة الدولية ترفض الطلب الذي تقدم به التحالف العسكري بقيادة السعودية، قائلاً: "إن على الطرفين المتحاربين في اليمن مسؤولية حماية المدنيين والمنشآت التحتية في هذا البلد، وأن هذه الواجبات لا يمكن نقلها إلى آخرين". وجاء الطلب السعودي إلى المنظمات الدولية بعد تورطها في قتل 45 لاجئاً صومالياً في عرض البحر بغارة من أباتشي على مركب كان يقلهم داخل المياه الإقليمية اليمنية، قبالة الحديدة يوم السبت. وحاولت الرياض التنصل من الجريمة بتحميل أطراف أخرى مشاركة في العدوان، إلَّا أن الإمارات العربية المتحدة نفت أن تكون طائراتها قد نفذت تلك الغارة. وعلق الناطق الرسمي باسم العدوان أحمد عسيري على رفض الأممالمتحدة، أمس، وقال "لم نتحدث عن طلب حماية، وإنما إشراف للأمم المتحدة على ميناء الحديدة". وأضاف: "لا يمكن أن يبقى الميناء تحت السيطرة الحوثية". وفي الأثناء، أفادت مصادر استخباراتية عن تجهيزات عسكرية تجريها سلطات العدوان في الرياض تستهدف إطلاق عملية عسكرية واسعة عبر البحر لاجتياح مدينة الحديدة، وإطباق الحصار الشامل على سكان المحافظات الشمالية بعد السيطرة على ميناء المخا، وموانئ المحافظات الجنوبية. واستقبلت الرياض خلال هذا الأسبوع والأسبوع الفائت وفوداً عسكرية رفيعة المستوى من القوات البحرية الفرنسية، والقوات البحرية الباكستاينة، والقوات البحرية المصرية، وكذلك البحرية القطرية. وأضافت المصادر الاستخباراتية أن السلطات السعودية فرضت حالة من السرية والكتمان على وفود الخبراء العسكريين الذين لا زالوا متواجدين هناك حتى كتابة الخبر. وكشف الأسبوع الماضي عن موافقة الحكومة الباكستانية على إرسال ثلاثة آلاف جندي إلى السعودية، وقال المصدر الذي تحدث لموقع (ميدل ايست اونلاين) البريطاني أن مهمتهم محصورة في حماية الحدود السعودية. غير أن المصادر لم تستبعد مشاركة القوات الباكستانية في العملية العسكرية المقررة بدعم فرنسي وبمشاركة مصر التي استعادت الأسبوع الفائت الدعم النفطي الذي أوقفته الرياض منذ عدة أشهر بسبب رفض القاهرة المشاركة البرية في العدوان. وفي السياق، كشف الكاتب السعودي المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، عبدالرحمن الراشد في مقال له نشرته (الشرق الأوسط) السعودية أن الهدف من زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي ترامب هو (ميناء الحديدة). ويسعى العدو السعودي، الذي فشل خلال عامين من الحرب إلى إخضاع اليمنيين عبر المزيد من الحصار وإغلاق كافة المنافذ البحرية المتبقية.