فعاليات في صنعاء وتعز وصعدة ومدن شمالية أخرى تضامنت مع ضحايا الفتنة التي أشعلها حزب الإصلاح في الجنوب، وفهمها الحزب أنها موجهة ضده، بينما هي من قبيل وضع البلسم للتخفيف من آلام الجراح التي نتجت عن الطعنات التي وجهها للحراك الجنوبي باسم الوحدة.. ويغضب الإصلاح من كتاب شماليين تعاطفوا مع الحراك والجنوبيين عموما، بينما هذه الكتابات مطلوبة لتعزيز مشاعر الأخوة التي يعمل إعلام حزب الإصلاح على إحلال الكراهية مكانها. يقولون إن إعلام حزب المؤتمر يتعاطف مع الحراك الجنوبي، وأن هذا التعاطف دليل على أن الاثنين صارا حليفين، وهذا التفسير يدل على أن الإخوة في الإصلاح لم يتغيروا، وأننا تغيرنا وبقوا هم متمسكين بالعيوب والأخطاء التي تخلصنا منها. وعندما يتم التخلي عن روح العداوة لأنصار الله أو الحراك الجنوبي فذلك جيد من أجل الوحدة الوطنية. أنت عندما تحدد علاقتك مع الحراك الجنوبي عداوة وكراهية على طول الخط لا تفعل أكثر من تغذية روح العداوة لديه، وتدفعه نحو مزيد من التمسك بنزعاته المناطقية، بينما حين تقيم هذه العلاقة على التضامن والمحبة وتشعره أنك تدعم مطالبه المشروعة تخفف من غلوائه وتدعم الوحدة الوطنية. يبني حزب الإصلاح علاقاته مع الآخرين بلبنات الكراهية والخصومة والإقصاء وتحطيم الروابط التقليدية في المجتمع، وهذه طريقة العصابات في تدعيم تماسكها الداخلي وزيادة الأتباع.. وقد استطاع حزب الإصلاح أن يوجد صراعات وانقسامات بين أبناء الجنوب من خلال فروع الحزب في المحافظات الجنوبية التي تتمسك بموقف الحزب في صنعاء المعادي للحراك الجنوبي، بل وللحزب الاشتراكي أيضا بوصفه أبرز حملة القضية الجنوبية. قياديو الإصلاح في الجنوب يقولون إن الجنوبيين- وفي مقدمتهم الحراك- صنفان: الأول ورثة تراث الحكم الاشتراكي الشمولي الذي لم يعرف سوى دورات العنف حسب تعبيرهم، والثاني "وكلاء المخلوع" وكلاهما مصدر العنف في الجنوب الآن، بينما هذا العنف صناعة إصلاحية. الإصلاحيون في الجنوب يذهبون في خصومتهم مع الحراك الجنوبي إلى درجة التضحية بما هو جنوبي في سبيل إرضاء بعض قيادات الحزب في صنعاء، شنوا معركة على الحراك لإرضاء الشيخ حميد في صنعاء الذي قيل إنه غضب من الذين أحرقوا صور والده في عدن، وبينما كل من في اليمن يقول بضرورة توجيه اعتذار للجنوبيين يقلب الإصلاحيون في الجنوب الآية، ويأتون إلى إب يعتذرون للإصلاح باسم أبناء عدن!