بالأمس قرأتُ فتوى صادرة عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ليست جديدة، وكانت الفتوى إجابة لسؤال يقول: "انتشرت محلات بيع الزهور بجانب المستشفيات، وأصبحنا نرى الزوّار يصطحبون باقات الورد ويعطونها للمُزارين.. فما حكم ذلك؟".. يا للهول!! هل الوردة بحاجة إلى حكم شرعي وإلى فتوى!! المهم أن الفتوى صدرت بعد دراسة وتمحيص من قبل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.. وأكدت الفتوى بأن هذا ليس من هدي المسلمين على مرِّ القرون ولا من عاداتهم، وإنما هي عادة وافدة من بلاد الكفر نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان، وهذه الورود لا تنفع المزور، بل هذا محض تقليد وتشبُّه بالكفار لا غير.. وفيها إنفاق للمال في غير مستحقه، وخشية مما يجر إليه هذا الاعتقاد الفاسد بأن الزهور من أسباب الشفاء. المهم قالت الفتوى: وبناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعاً أو شراءً أو إهداءً.. وانتهت الفتوى بختم رسمي وتوقيع ثلاثة من مشايخنا في الدين. إلى هذا الحد عميت قلوبهم عن رؤية الجمال وضاقت باستيعابه!! من قال إن الوردة في هذه الحالة سبب من أسباب الشفاء؟ وإن يكن، فما الضير في أن تكون الوردة سببا ًرئيسياً من أسباب الشفاء، وما ضرهم لو أنهم نظروا إليها كنوع من الأعشاب التي تمتلئ بها محلاتهم وخلطاتهم السحرية؟ حين يستولي الحقد والسواد على القلب لا يترك مكاناً للجمال.. ومشكلة هؤلاء أنهم يتحدثون باسم الله.. ونسوا بأن الله جميل يحب الجمال.