مرت أمس الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية تصف نفسها بأنها إصلاحية شاملة ، وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة من مصر إلى العديد من الدول التي وصلت الآن إلى 72 دولة عربية وإسلامية وغير إسلامية في القارات الست. ووقعت مصادمات بين عدد من شباب الإخوان ومتظاهرين ضد الجماعة والرئيس المصري محمد مرسي، في شارع 9 أحد الشوارع المؤدية إلى مقر جماعة الإخوان في المقطم . ووقعت اشتباكات أثناء محاولة مرور أنصار الجماعة من الشارع، حيث تواجدت أعداد كبيرة في مدخل الشارع من متظاهري التيارات المدنية. ودفعت وزارة الداخلية بقوات من الأمن المركزي في محيط مقر الإخوان، حيث يشارك عدد من الحركات الثورية إضافة إلى شباب جبهة الإنقاذ في مليونية "رد الكرامة" أمام مقر الجماعة اعتراضا على اعتداءات أنصار الإخوان على المتظاهرين والصحفيين. وتزايدت أعداد المتظاهرين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين أمام مقر مكتب "الإرشاد" في جمعة "رد الكرامة" التي دعا إليها 20 حزباً وقوى سياسية وثورية و30 شخصية عامة. واستعدت قوى مصرية معارضة للخروج، الجمعة، في مظاهرة مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين أطلقت عليها اسم "مليونية رد الكرامة" أمام المقر العام للجماعة في حي المقطم بالعاصمة المصرية، وذلك للتنديد بأعمال العنف التي مارسها بعض أعضاء الجماعة ضد الصحافيين والمصورين خلال تأديتهم عملهم أمام المقر العام للجماعة الأحد الماضي.
وبدورها، أعدت الجماعة لحشد مضاد أمام مقرها، وجمعت أعداداً من أعضائها وشبابها للدفاع عن مقرها حال اندلعت أعمال عنف، وذلك إلى جانب مجموعة من أنصار القيادي السلفي، الشيخ صلاح حازم أبو إسماعيل، بحسب ما نشرت صحيفة "الشروق" المصرية، التي تحدثت عن توجه نحو 10 حافلات أقلت نحو 500 عنصر إلى محيط المقر. وأغلق عدد من أهالي وأصحاب المحلات بالمقطم، المحلات التجارية بالخشب خوفاً من أحداث وفعاليات "جمعة الكرامة" ، فيما أكدت بعض الحركات الثورية أن مليونية الجمعة سلمية، محملة الإخوان أي أحداث عنف قد تنشب، بحسب ما ورد في صحيفة "اليوم السابع" المصرية. وكان الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان قد تجمعوا أمام مقر مكتب الإرشاد بمنطقة المقطم، الخميس، ونصبوا سماعات كبيرة أمام البوابة الرئيسية استمعوا بها لخطاب الرئيس محمد مرسي في عيد المعلم والذي تصادف إلقاؤه فترة وجودهم أمام المقر، بينما انتشرت مجموعات أخرى بطول الشارع المؤدي لمكتب الإرشاد. وقام آخرون بعمل لجان مراقبة على مقربة من الشارع الرئيسي المؤدي إلى المقر لمتابعة أي مسيرات لأفراد أو جماعات قد تتجه إلى بوابة مكتب الإرشاد، بينما بقيت أعداد أخرى داخل المقر.
كما خرجت مظاهرات رافضة بمدينة كفر الشيخ، من أمام مسجد الاستاد الرياضي، وسيدي طلحة، رافعين اللافتات ومطالبين برحيل الإخوان والرئيس محمد مرسي وسعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ، وانتهت المسيرتان ب(دوار) المحافظة القريب من ديوان عام محافظة كفر الشيخ.
تكسير سيارات الإخوان قام المتظاهرون المتواجدون أمام مكتب الإرشاد بالمقطم بتشكيل لجان شعبية لتفتيش المارة ولتفقد السيارات المارة، وقاموا بتكسير سيارات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، كما قاموا بتفتيش السيارات "الميكروباص" المارة بالشارع تخوفاً من حملها للأسلحة، كما قاموا بتكسير زجاج عدد من السيارات حتى امتلأت ساحة مكتب الإرشاد بزجاج السيارات المهشم بشكل كثيف. فيما اعتدى المتظاهرون على أحد أعضاء جماعة الإخوان بصفعه أربع مرات كرد اعتبار لميرفت موسي، والتي تعرضت للاعتداء بالضرب من قبل أمن مكتب الإرشاد السبت الماضي. كما قام العشرات من شباب القوى الثورية والأحزاب بمحافظة الشرقية مساء أمس بمحاولة لاقتحام مقر الإخوان المسلمين الرئيسي الكائن بشارع عبدالعزيز علي المتفرع من شارع المحافظة ورشقه بالحجارة، وتمزيق جزء من لافتة المقر عن طريق صعود شاب إلى "بلكونة" الدور الثاني. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للإخوان المسلمين، والتنديد بأحداث مقر الإخوان المسلمين الرئيسي بالمقطم كان من أبرزها:" يسقط يسقط حكم المرشد " و" باسم الشرع.. باسم الدين سرقوا حقوق المصريين ".
اشتباكات عنيفة بين الإخوان والمتظاهرين بالإسكندرية في مدينة الإسكندرية قام عدد من المتظاهرين بعمل مسيرة من أمام المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر شرق المدينة إلى مقر جماعة الإخوان القديم بسموحة.
وهاجم الإخوان المتظاهرين بالشوم والسلاح الأبيض, حيث توجهوا لملاحقة المتظاهرين وألقوا الحجارة عليهم, وقام عدد من المجهولين بدخول وسط صفوف المتظاهرين، وضربوا أحد الشيوخ بشارع المشير، وإصابته بجروح في وجه، وقاموا بقطع طريق المشير, وأحدثوا شللاً مرورياً تاماً بسيدي جابر.
مهاجمة مقرات الإخوان وعادت الاشتباكات من جديد بين شباب جماعة الإخوان المسلمين وشباب الحركات السياسية المعارضة لنظام الرئيس محمد مرسي وجماعته في شارع "9" بالقرب من المقر العام لمكتب الإرشاد. حيث شارك عدد من السكان بالمنطقة في إلقاء الحجارة من أعلى على شباب الإخوان، لمساعدة المتظاهرين. واقتحمت مجموعة من المتظاهرين، أمس، مقرا لجماعة الإخوان المسلمين في حي النيل في القاهرة واعتدت على الموجودين فيه. كما هاجم عدد من المتظاهرين مقر الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد القديم بمنطقة الروضة بالمنيل وحطموا عدداً من المكاتب بالطابق الأرضي وتركوه وانصرفوا أثناء توجههم في مسيرة إلى منطقة المقطم.
التفاف إخواني على القانون على صعيد آخر حصلت جماعة الإخوان المسلمين المصرية على وضع "منظمة أهلية" بحسب ما أعلنت الحكومة الخميس بعد يوم من إعلان عدد من القضاة أن الحركة الإسلامية ليس لها أي وضع قانوني. وتصدر محكمة مصرية الأسبوع القادم حكما في طعن على قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي في قضية جعلت الجماعة في وضع دفاعي، وقد تؤجج التوتر السياسي. وسعيا منها لحماية نفسها قبيل الحكم المنتظر يوم الثلاثاء أعلنت الجماعة هذا الأسبوع أنها عدلت وضعها وفقا للقانون الحالي وسجلت كمنظمة غير حكومية لتتراجع عن قرار سابق بعدم فعل ذلك في ظل القوانين الحالية. وعند تسجيلها منظمة أهلية، يتعين على الجماعة الكشف عن مصادر تمويلها. وتحافظ الجماعة المحظورة منذ عقود على سرية مصادرها المالية. وتؤكد أنها كسبت أحكاما قضائية في ظل الرئيس المخلوع حسني مبارك تؤكد قانونيتها. وتشير الدعوى القضائية التي رفعها محامون مناهضون للجماعة إلى الكراهية الشديدة التي يكنها البعض تجاه الجماعة التي تم حلها رسميا عام 1954 وأجبرت على العمل في الخفاء حتى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في الانتفاضة قبل نحو عامين. ومن المرجح أن يكون تأثير أي حكم ضد الجماعة سياسيا أكثر منه عمليا، حيث يرى محللون أن من غير المتصور أن تتخذ الدولة أي إجراء ضد جماعة تقف حاليا في قلب السلطة. *وكالات