يتلقى أعضاء بعض اللجان التسع الخاصة بدراسة القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني دورات تدريبية في مجال الحقوق والحريات وبناء الدولة، في حين لا تزال الخلافات تعصف باللجان الأخرى خصوصا القضايا الرئيسة منها. وبدأ فريقا بناء الدولة والحقوق والحريات أمس بتلقي دورات مكثفة حول مفهوم القضيتين. ويعرض خبراء أجانب تجارب خارجية في ذات المجالين إضافة إلى عرض المواثيق الدولية التي تبنتها الأممالمتحدة. ومن المتوقع أن يواصل أعضاء تلك اللجان تلقي دورات تدريبية على مدى الأيام المقبلة بانتظار استكمال ترتيبات أوضاع بقية اللجان التي لا تزال حتى اللحظة ترفض الالتئام. وقد نظم الأعضاء المشاركين في فريق قضية صعدة أمس وقفة احتجاجية خارج قاعة المؤتمر احتجاجا على تأخر رئاسة المؤتمر في الفصل بالخلافات التي تخيم على الجلسات اليومية للفريق. ويشهد الفريق المكلف بدراسة قضية صعدة مواجهات بين الليبراليين المؤيدين لنتائج الانتخابات التي أفضت إلى فوز (نبيلة الزبير) رئيسا للفريق وعبد الكريم جدبان نائبا لها وبين الراديكاليين الرافضين للانتخابات من أساسها ،والمطالبين بإجراء توافق بين القوى السياسية. ومن أبرز الرافضين لترأس فريق صعدة امرأة القيادي في حزب الإصلاح (عبدالله صعتر) والعضو عن الحزب (صادق الأحمر) ،ويطالب الأخيران بضرورة أن تحوز الزبير على ما نسبته 95 % من التوافق بين القوى السياسية. ويرى مراقبون بأن ثمة محاولات حثيثة تغذيها بعض القوى السياسية الرافضة لاستقرار محافظة صعدة، خصوصا بعد قيام تلك القوى بالدفع بأشخاص غير معنيين للاستقرار في المحافظة. ويستبعد مشاركون في المؤتمر أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن قضية صعدة التي تعد ثاني أهم قضية على أجندة المؤتمر خصوصا في ظل التزمت الذي يبديه بعض المشاركين من ذوي المصالح. بالنسبة للقضية الجنوبية لا يبدو فريقها أحسن حالا من فريق صعدة فحتى الحديث في القاعة المخصصة للفريق لم يبدأ بعد. وما يدور عبارة عن فوضى تدفع أعضاء الفريق المشاركين لرفع الجلسة قبل انتهاء الموعد المخصص لها. ولليوم الثاني يعلق المشاركون في فريق القضية الجنوبية أعمال الجلسة بعد تأخر رد الرئاسة بشأن مطالبهم التي ضُمنت 11 بنداً ،وتم تشكيل لجنة برئاسة (محمد علي أحمد) لمتابعة تلك المطالب لدى الرئيس (عبدربه منصور هادي). وأبرز ما ورد في قائمة المطالب -وفقا لنائب رئيس اللجنة بلقيس اللهبي - الإفراج عن كافة المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي، وإيقاف المناقصات النفطية في القطاعات النفطية خصوصاً في الجنوب، رفع عسكرة الحياة العامة في المحافظات الجنوبية ،وإعادة المدرعات والدبابات إلى ثكناتها، علاج الجرحى من الحراك الجنوبي. وأشارت اللهبي إلى أنه حتى اللحظة لم يصل الفريق رد بشأن تلك المطالب. في فريق بناء الجيش برزت القرارات الأخيرة كمعضلة تواجه الفريق الذي يواصل لليوم الثاني نقاشات ساخنة حول القرارات الجمهورية الأخيرة والتي نصت على تعيين قادة عسكريين في سياق هيكلة الجيش. وقالت مقرر اللجنة (ليزا الحسني) إن الفريق لا يعرف إلى الآن ما إذا كانت القرارات الأخيرة مكملة للفريق أو "الفريق مكمل لها". وكان فريق الجيش قد شكل لجنتين لوضع رؤية لبناء الجيش يتم على ضوئها مناقشة الآليات المستقبلية لبنائه. فريق القضايا ذات البعد الوطني استكمل تشكيل 3 لجان أمس لكن أعضاء الفريق لا يزالون مختلفين حول إمكانية إضافة لجان أخرى للبت في قضايا الفساد والمساءلة والعدالة الانتقالية ودور الأحزاب السياسية وترسيخ مفهوم الحكم الرشيد.