أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن جماعة الإخوان المسلمين تعتزم فتح مكاتب لها داخل سوريا، للمرة الأولى منذ الحملة القمعية التي تعرضت لها على مدار عقود ماضية في محاولة واضحة للاستفادة من الثورة التي تزداد تأسلماً يوماً تلو الآخر .وأوضح رياض الشفقة، المراقب العام لإخوان سوريا في تصريحات خاصة لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أوردتها على موقعها الالكتروني أمس الجمعة- أنه تم مؤخراً اتخاذ قرار يستهدف إعادة إحياء الهياكل التنظيمية للجماعة في سوريا، ومن ثمّ تم توجيه دعوة لأنصارها في الداخل للبدء في فتح مكاتب في المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار.وأضاف: "في البداية رأينا أنه يجب أن نمنح الثورة وقتاً ولم يكن هناك مجال آنذاك لفرض أيديلوجيات، أما الآن فتوجد العديد من المجموعات في الداخل ونستشعر ضرورة أن نعيد تنظيم أنفسنا من جديد، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، كانت تأمل هي الأخرى في إعلاء نمط تفكير إسلامي أكثر اعتدالاً في وقت كانت تبرز فيه التيارات المتشددة والراديكالية". ونبهت الصحيفة، من جانبها، إلى أن هذا القرار يأتي وسط جدل محتدم حول ممارسة الإخوان المسلمين، فيما وراء الكواليس، نفوذاً على الثورة المندلعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لذا من المرجح أن يتعامل معها منتقدوها من المعسكر الليبرالي والمدني بشك وريبة. وأضافت "كما أن هناك مخاوف داخل المعارضة من أن الكفاءة والقوة التنظيمية التي تتمتع بها الجماعة بجانب شبكات التمويل الواسعة التي تمتلكها ستسهم جميعها في تمكينها من الهيمنة وبسط نفوذها على كيان المعارضة الهش". ورغم الاعتقاد بأن «الإخوان» تتلقى الدعم من قطر وتركيا في سوريا، فإن «الشقفة» أصر على أن كلَّ المساعدة بما فيها المساعدات الإنسانية «تأتي من أعضاء الجماعة في المنفى». *متابعات