ليش كلما التقينا في مكتب واحد أو شارع واحد أو حتى في مقبرة واحدة يبدأ خوفنا من بعضنا بعض؛ وتتسرب إلى علاقاتنا الإنسانية ولقاءاتنا الحميمة ملامح ذكر الشمبانزي؟! إنه يخدع ويتآمر ويقتل من أجل الحصول على موقع، وكثير من السياسيين ومن الأغبياء أيضاً لم يتركوا- بالمناسبة– شيئاً من ملامح الشمبانزي، غير أنهم- فقط - يخبئون عوراتهم خلف وقارٍ باهت، بينما الشمبانزي يعيش مكشوف العورة غير آبه بأحد، لأنه حيوان حُر وواضح.. وأنا شخصياً أحترمه أكثر من بعض السياسيين الملتويين، وأكثر من أولئك المتحذلقين تارة باسم الثورة وتارة باسم الوطن وتارة ثالثة دفاعاً عن السماء. وبما أن المثل الشعبي يقول "إذن السارق تطن" فإنني على يقين أن كثيراً من تلك الآذان السارقة "تطنطن" الآن ولا ساعة بيج بن. ليس هناك ما هو أقل مُعافاة في مجتمعنا العليل أصلاً كما هم السياسيون والمتاجرين باسم الله طبعاً.. على أن هؤلاء العدميين- بأفعالهم الملتوية- اغتالوا ما في قلوب الناس من فرح وصدق، حتى لم نعد نعرف الفرق بين من يضحك معنا ومن يضحك علينا.. بين من يدافع عن حقوقنا ومن يدفعنا من فخ إلى فخ، ونحن على عادتنا البليدة نُصفق حتى للمجهول. أحمق- على أية حال- من يظن الحياة بنطالاً ضيقاً ولا يتسع لأكثر من وركين.. لكن الأكثر حماقة منه، هو ذاك الذي يعتقد أن الأخلاق وخبط الصدور حكاية تبدأ قبل الثورة وتنتهي بعد الوصول إلى الوزارة. [email protected]