ربما إذا كان الكلام عن الكهرباء من فضة فالسكوت عنه من ذهب! ، لماذا؟! السبب مسكوت عنه إعلامياً! فالدولة المغيب دورها على أرض الواقع لم تستطع حتى هذه اللحظة تبييض وجهها بضبط "واحد" من الجناة وتقديمه للعدالة وردع كل من تسول له نفسه التلاعب بممتلكات الشعب ومصالحه، إنهم مثلهم مثلنا يتضررون من الضرب ولا بيدهم حيلة، فهل هذا يُعقل؟! "ضربوا الكهربا" عبارة لاكتها الألسن كثيرًا حتى فقدت طعمها وكل خصائصها وباتت "ماسخة" مثل حياة كل اليمنيين المتبلدين جراء الضرب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لقد أصبح انطفاء الكهرباء المستمر هو مِلْح حياتنا الضروري يومياً، فاتحة وخاتمة أيامنا في يمننا السعيد! والموضوع دعامة أساسية من دعائم العيش في البلاد، والمسيطرة عليه "قوة القبيلة" لا الدولة العظيمة! وأين هي الدولة من هذا كله؟! إنها من أكثر الغيورين على مصلحة القبائل في المقام الأول والأخير، ولا ضرر! وإن كان الضرر قد حلَّ بنا وحلَّق! ولأن الولاء والإخلاص للقبيلة وليس للوطن!! فمن سيوعيها بذلك إذا كانت دولتنا قاصرة في إيصال الرسالة المطلوبة! ملَلَنا حتى بلغ السيلُ الزُبى، ونتساءل إذا كان الماء والهواء يأتينا من مأرب فماذا كُنا سنفعل، ربما كانت المسألة أسهل وتحقيق مطالب القبائل أسرع!! ولأن كهرباءنا "استضربت" كثيراً فلم يعد يفيد معها ولا معنا الضرب المستمر، وفعلاً تأقلمنا من طول المدة! وأصبح حالنا حال "المتعودة دايماً" فإذا كانت الست "الكهرباء" "متعودة دايماً" على حد تعبير الممثل الكوميدي عادل إمام فماذا نعمل نحن الجمهور غير الفرجة وكل دورنا في العملية هو "شاهد ما شافش حاجة" و"دايماً" هذه أكيد سيأتي لها يوم وتطفش أو تستقيل عن "التعود"وسيتوقف حينها المشهد الدرامي للضرب. سألتُ صديقي الصحفي اللامع: كم مقالاً كتبتَ تشجُب وتلعن وتفضح أمر "المسألة الكهربائية" المطولة إلى ما شاء الله في هذه البلاد؟! فأجاب: ما يقارب المائة والخمسين مقالاً، فقلتُ: وما شعرت بالملل؟! فأجاب: بلى، ولكن نحن اليمنيين من أكثر الشعوب ساديةً، إننا تعودنا على تعذيب أنفسنا بأنفسنا حتى بات العذاب لذتنا اليومية! ولأن "المارد اليمني" أعاقه انطفاء الكهرباء عن الخروج من القمقم وإنقاذنا مما نحن فيه، سكتُّ وفي رأسي أفكاري أخنقها حتى لا يُشك بأنها تحريضية!!