سيبقى الشعب اليمني تحت رحمة بعض أفراد الدماشقة وغيرهم من القبائل الذين يضربون الكهرباء متى شاءوا، ليقينهم أن الدولة نائمة في العسل، تاركةً حبل هذا البلد على غارب المجهول. وبعد كلِّ ضربة لأبراج الكهرباء نتوقَّع أن يُطلَّ رئيس الجمهورية في التلفزيون ليقول شيئاً لهذا الشعب، فإن لم يستطع الرئيس فباسندوة، فإن لم يستطع فوزير الكهرباء، المهم أيُّ واحدٍ من هؤلاء يطلُّ على الشعب ويلقي كلمة أو اعتذاراً عن عجزهم الفاضح في ضبط مجرم أطلق وابلاً من الرصاص على أبراج الكهرباء. هذه المرة تمَّ تحديد الجاني الذي قصف الكهرباء، وحسب وكالة سبأ فقد أعلنت وزارة الداخلية عن اسم هذا الحقير الذي جعل البلاد تغرق في الظلام.. وهذا خبر جيد، لكن الأهم هل ستعلن وزارة الداخلية أنها ألقت القبض عليه!! وهل ستتم محاكمته وقتله أو صلبه بتهمة الحِرابة، ليكون عبرة لمن يفكر في هذا العمل.. لا أظن.. نعم لا أظن، وأراهن على ذلك. منذ أول ضربة تعرَّضت لها الكهرباء لو تم إلقاء القبض على الجاني وتم قتله لارتدع المخربون، ولما تطاولوا على هيبة الدولة، لكنهم موقنون أن الدولة لن تمسَّهم بسوء. نحتاج إلى ديكتاتور لكي يحمي هذه البلاد من المخربين وقُطاَّع الطرق والكهرباء ولصوص الدولة والمتنفِّذين، فلو كان الحاكمُ ديكتاتوراً لما فكَّر مخرِّبٌ بقطع شجرة.. ولو كان الحاكم ديكتاتوراً لفرض حصاراً على الدماشقة كلُّهم حتى يقوموا بتسليم المخرِّب ويقوم بإعدامه في نفس اللحظة، ويجبر قبيلته على تحمُّل تكاليف إصلاح الأبراج المضروبة.. الإمام أحمد كان يرسل عسكرياً واحداً فترتعبُ منه قبيلة بأكملها، رغم أنه لا يحمل سوى "بندق شيكي" بداخله طلقة واحدة.. لكن هيبة الدولة كانت حاضرة في كلِّ قلب.