أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اتصال هاتفي أمس الأحد مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السلطات السورية ستسمح بدخول الصليب الأحمر إلى مدينة القصير في وسط سورية "فور انتهاء العمليات العسكرية" فيها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". وقالت الوكالة إن المعلم "تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس جرى الحديث فيه حول الوضع في مدينة القصير". وأضاف أن الوزير السوري أكد أن "ما يقوم به الجيش العربي السوري هو لتخليص المواطنين من إرهاب المجموعات المسلحة وعودة الأمن والاستقرار إلى مدينة القصير وريفها". وعبر المعلم "عن استغرابه من تعالي الأصوات بشأن الوضع في القصير، في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الإرهابيون على المدينة وريفها وارتكبوا أبشع الجرائم بحق المواطنين منذ أكثر من 18 شهرا". كما أكد أن "السلطات السورية المختصة سوف تسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول إلى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها". وكان بان دعا السبت المتقاتلين في القصير إلى تحييد المدنيين وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة.
استعادة السيطرة على حلب باتت مسألة وقت وتتزامن التطورات الميدانية الأخيرة في معركة القصير، مع مواجهات ميدانية توازيها أهمية في مناطق متفرقة على مساحة الجغرافية السورية، بعد أن واصل الجيش السوري عملياته العسكرية وفق إستراتيجية "قطع شرايين الإمداد" عن المجموعات المسلحة، وبسط سيطرته على بلدات سكا وتل سكا والدلبة والمنصورة، محكماً بذلك الطوق المفروض على المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومؤمناً جميع الأبنية المطلّة على طريق مطار دمشق الدولي في بلدة بيت سحم. إلا أن معركة ريف حمص تبقى العنوان الأبرز، كون الانتصار في القصير يمهد لحملات أخرى مشابهة أبرزها في حلب، حيث تجري معارك تكتيكية حتى اللحظة، بانتظار المواجهة الكبرى. وفي موازاة ذلك، أعقب إعلان الجيش السوري سيطرته على بلدتي عرجون والبراك وطريق عرجون القصير والجوادية ومزارع الذيابية، إطباق وحداته الحصار على المنطقة الشمالية من مدينة القصير، بعدما جرى إفشال العديد من محاولات إسناد المقاتلين المحاصرين في القصير، ولاسيما تلك التي قام بها مسلّحون تابعون لما يسمى "لواء التوحيد" بحلب، وقد منيت هذه العناصر بخسائر كبيرة أثناء محاولتها اختراق خطوط تواجد الجيش السوري في محيط المدينة.