انخفض منسوب الحملات الهستيرية لدول غربية وعربية بشأن حتمية الهجوم على سورية. وسجل في الساعات القليلة الماضية تراجع ملحوظ لدى دوائر القرار الغربية بشأن العدوان على دمشق. وتؤكد المعطيات أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة فإما أن يتم التراجع نهائياً عن الهجوم أو أن المنطقة مقبلة على انفجار كبير. ونقلت قناة الميادين عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن اتصالات سياسية مكثفة تجرى بين واشنطنوموسكو وطهران وإحدى العواصم العربية حول التوتر القائم.
++روسيا تحذر وترى روسيا أن أي تدخل عسكري في سوريا سيوجه "ضربة خطيرة" للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة. وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف إن "مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الآمن الدولي، إذا جرت ستشكل مساسا خطيرا للنظام القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة وضربة خطيرة للنظام العالمي". وأضاف أنه يرحب برفض البرلمان البريطاني التدخل العسكري في سوريا. وكان نائب وزير الخارجية الروسي صرح أن موسكو تعارض تبني أي قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة ضد سوريا. وقال غينادي غاتيلوف في تصريحاته إن "روسيا تعارض أي قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إمكانية استخدام القوة". وعقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي اجتماعا قصيرا الخميس بطلب من روسيا حليفة دمشق، دون أن ينجحوا في تقريب وجهات النظر بينهم.
+++الموقف الصيني بدورها قالت الصين إنه ينبغي عدم الضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للسماح بتحرك عسكري في سوريا حتى يكمل خبراء المنظمة تحقيقا في استخدام أسلحة كيماوية. وفي تصريحات بثتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس الجمعة قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن بلاده تؤيد إجراء تحقيق مستقل وموضوعي بعيدا عن الضغوط الخارجية. ونقلت عنه شينخوا قوله "إلى أن يتوصل التحقيق إلى حقيقة ما حدث يجب على كافة الأطراف أن تتجنب استباق النتائج وبالتأكيد يجب ألا تمارس ضغوطاً على مجلس الأمن ليتحرك". وأضاف أن القوة العسكرية لن تساعد في حل القضية السورية ولن تؤدي إلا إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط.
++بريطانيا وألمانيا لن تشاركا في عمل عسكري ضد سوريا من جهتها أعلنت كل من بريطانيا وألمانيا أنهما لن تشاركا في أي عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ردا على مزاعم استخدامه أسلحة كيمياوية. وأعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي في مقابلة صحافية أن بلاده لن تشارك في عملية عسكرية في سوريا. وقال فسترفيلي في مقابلة تنشرها صحيفة "نوي اوسنابروكر تسايتونغ" المحلية اليوم السبت "لم يطلب منا" المشاركة في عملية عسكرية ضد نظام دمشق "ولا نفكر" في مثل هذه المشاركة. وكانت الحكومة الألمانية أعلنت منذ الاثنين أنها ستوافق على رد دولي ضد نظام بشار الأسد وهذا ما أكدته ميركل مرارا هذا الأسبوع. وقال الوزير "نصر على أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى موقف مشترك وأن ينهي المفتشون الدوليون عملهم في أسرع وقت ممكن". بدوره، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا. يأتي هذا التصريح بعد أن رفض مجلس العموم البريطاني مساء الخميس السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردا على استخدامه أسلحة كيمياوية. وقال هاموند في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "كنت آمل في أن تنجح حججنا لكننا نتفهم أنه يوجد قدر هائل من الارتياب بشأن التورط في الشرق الأوسط". وقال إن الولاياتالمتحدة -وهي حليف رئيسي- ستشعر بخيبة أمل أن بريطانيا "لن تشارك". وأضاف قائلا "لا أتوقع أن عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل". وعقب الاقتراع -الذي أجري في مجلس العموم- قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه لن يتخطى إرادة البرلمان بأن يوافق على ضربة عسكرية ضد سوريا قائلا إن من الواضح أن المشرعين لا يريدون أن تشارك بريطانيا في مثل هذا العمل العسكري وإن حكومته ستتصرف في ضوء ذلك.
+++ حرب العراق منعت بريطانيا من المشاركة ويبدو أن لندن أعادت حسابات الربح والخسارة في المعارك التي خاضتها إلى جانب واشنطن وخاصة الخسارة القاسية في حرب العراق 2003 قبل أن يرفض البرلمان البريطاني منح تفويض لحكومة ديفيد كاميرون للانضمام إلى ضربة عسكرية محتملة على سوريا. ويؤكد المراقبون أنها المرة الثانية في التاريخ الحديث التي تخرج فيها بريطانيا عن "طاعة" الولاياتالمتحدة بعد حرب فيتنام (بين 1956 و1975)، ويتوقعون حدوث توتر في العلاقات بين الحليفين التقليديين.
وكان كاميرون فشل في الحصول على موافقة البرلمان على اقتراح كان من شأنه أن يجيز من حيث المبدأ عملا عسكريا ضد سوريا وجاءت نتيجة الاقتراع 285 ضد 272 صوتا. وقال كاميرون متحدثا لأعضاء البرلمان عقب الاقتراع إنه لا يسعى إلى تجاوز إرادة البرلمان "من الواضح لي أن البرلمان البريطاني الذي يعكس آراء الشعب البريطاني لا يريد أن يرى عملا عسكريا بريطانيا.. أنا أدرك ذلك والحكومة ستتصرف تبعا لذلك". وأضاف: "إنني أتفهم بعمق الدروس المستفادة من الصراعات السابقة لاسيما القلق العميق في البلاد الناشئ عن الخطأ الذي ارتكب في حرب العراق عام 2003". ويؤكد مسئولون أميركيون أن "المصالح الأميركية" تفرض على الرئيس باراك أوباما القيام بالهجوم حتى دون دعم من حلفاء واشطن.
+++تأييد فرنسي وعلى الرغم من عدم مشاركة بريطانيا وألمانيا قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمل عسكري على سوريا، في وقت يتأهب مفتشو الأممالمتحدة لمغادرة العاصمة دمشق. ويرى هولاند أن رفض لندن تدخلا عسكريا ضد دمشق لا يغير شيئا في الموقف الفرنسي من ضرب سوريا. ولم يستبعد هولاند من جهة أخرى توجيه ضربات جوية إلى نظام دمشق قبل الأربعاء، اليوم الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعا لمناقشة الموضوع السوري.
+++الأرجنتين تعترض من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأرجنتينية أن العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا ستؤدى إلى تدهور الوضع وزيادة عدد القتلى. وحسبما نشر موقع روسيا اليوم، فإن الخارجية الأرجنتينية أعلنت في بيان أن الأرجنتين ضد التدخل العسكري الذي سيعني البدء فيه، دون انتظار نتائج تحقيق خبراء الأممالمتحدة "تدميراً للنظام المتعدد الأطراف وتجاهلا للقانون".