بالأمس كنت حدثتكم عن " رباب" الرغدودة المسيحية التي تعرفت عليها في الإسكندرية سنة 1998 ثم لم أغادر- بعد 45 يوما إلا وقد إذن رباب " مصنوجة " من كثرة مناداتي لها كل يوم ، بمناسبة أو بدون مناسبة ،المهم أناديها واستمتع باسمها وهو يخرج - حهرة أمام الناس - من بين شفاهي خصوصا وأننا في اليمن المؤدب والحازق قوي ، ليس صوت المرأة عورة فحسب ، بل واسمها أيضا ، حتى وإن كان اسمها "كشيدة " أو "زعفران" أو حتى " صياد" ! دعونا من عورات النساء الآن وتعالوا أحدثكم عن عوراتنا نحن اليمنيين . خلال إقامتي - لأكثر من شهر ونصف - في الإسكندرية تعرفت على " رمضان" و "رفعت" وصرنا أصحاب قوي قوي. رحنا سينما ورحنا مسرح ورحنا شواطئ ، وحضرت معهم – في إحدى المرات- جلسة حشيش "بانجو" لم يبق منها في ذاكرتي غير رائحة الدُخان. حدثوني عن النيل والسد العالي، وحدثتهم عن سد مأرب وبركة "الممعوص". حدثوني عن إهرامات الجيزة، وحدثتهم عن فِلل حدة، وشاليهات قوات الشرعية في عدن. حدثوني عن القناطر الخيرية، وحدثتهم عن المعابر والبنادق (المطعفرية!) في كل شوارع البلد. حدثوني عن صعيد مِصر,وحدثتهم- بتباه- عن عصيد القبيلة،وعجينها في اليمن! كلموني عن أم كلثوم وكلمتهم عن "مُنى علي" و"تقية الطويلية". كلموني عن "أبي الهول" وكلمتهم عن "أبودبة" و"بنت الصحن" "وابن هادي". ولما خنقني تباهيهم الجميل برموز مِصر, وكيف أصبحوا أسماء مشهورة في كل الدْنيا، لم أجد وسيلة تنقذني من ذاك الإحراج غير أن استعين بالكذب و"أخرط" عليهم، مقتنعا بأن الكذب في هذه الحالة هو من صميم دواعي الغيرة الوطنية. ورحت أقنعهم – وأنا احلف أيماناً مغلظة - بأن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جيمس بيكر" هو في الأصل يمني من بيت "بيكر" في (بني مطر) إحدى قرى العاصمة صنعاء. وأن "نزار قباني" يعود أصله إلى "مقبنه" في تعز! وهكذا طريق طريق ..نخعت لهم كذبات تجنن ، ولا تلطع بلادنا شيء خارج الزمن ، غير أن الكارثة بدأت حينما سألني أحدهم: أنت درست إيه؟ ( ............ يتبع غدا ) [email protected]