تضاربت الأنباء حول ما سيكون مصير فارس مناع محافظ صعدة المعين من قبل الحوثي بعد أن اتجه اليوم إلى ضحيان لمقابلة عبد الملك الحوثي إثر الخلاف الذي نشب بينهما وأدى إلى قيام مجاميع حوثية أمس بمحاصرة منزل مناع ونصب الخيام حوله مطالبين برحيله. مصادر محلية أوضحت ل«صعدة أونلاين» أن عبد الملك الحوثي زعيم المليشيات المسلحة وجه اتباعه برفع الخيام من أمام منزل مناع على أن يحضر الأخير لمقابلة الحوثي بعد ظهر اليوم الإثنين في ضحيان بعد أن كان مناع قد رفض الخروج من بيته أمس لمقابلة لجنة وساطة أمنية شكلت محلياً في المحافظة لاحتواء الموقف. وقد قوبلت فكرة تشكيل لجنة وساطة محلية بالاستغراب الشديد من قبل الأوساط المثقفة داخل المحافظة وخارجها كونها تعد غير قانونية حيث تضع نفسها وسيطاً بين محافظ محافظة ومجاميع مسلحة في حين يعتبر المحافظ رئيساً للسلطة المحلية وهو قانونياً رئيس اللجنة الأمنية ثم إنه هو واللجنة في واقع الأمر المفروض يقعون تحت رحمة الحوثي المسيطر فعلياً على المحافظة وبطريقة غير شرعية . مصادر محلية أخرى قالت ل«صعدة أونلاين» إن تصعيد الحوثيين ضد فارس مناع يأتي بعد اجتماع للجنة الأمنية بالمحافظة ترأسه فارس مناع نهاية الأسبوع المنصرم وكان من أبرز النقاط التي خرج بها الاجتماع, تشكيل لجنة مصغرة من الجهات المختصة بالمحافظة مهمتها حصر السلاح الثقيل والسيادي الذي تمتلكه جماعات الحوثي المسلحة كي يتسنى للجنة المصغرة رفع تقرير للجنة الرئاسية التي تم تشكيلها الخاصة بالتفاوض مع قيادة جماعة الحوثي لنزع سلاح الحوثيين وإقناعهم بالتحول إلى حزب سياسي. ذات المصادر كشفت أنه بعد أن علمت قيادة الحوثي بالنقاط التي تم مناقشتها في اجتماع اللجنة الأمنية لمحافظة صعدة وجهت ميليشياتها المسلحة بنصب نقطة تقطع على الطريق المؤدية إلى منزل فارس مناع وحاولت اعتقاله واختطافه إلا أن مرافقي مناع الذين دخلوا في اشتباكات مسلحة مع مسلحي الحوثي في تلك النقطة التي كانت بمثابة كمين حالوا دون تمكن الحوثيين من اختطاف مناع, مشيرة إلى أن امتلاك مناع سيارة مدرعة ساعدت في نجاته من الاختطاف أو القتل على يد تلك الميليشيا والتوجه إلى منزله والبقاء فيه دون الخروج إلى أي مكان أو حتى مبنى المحافظة الذي يوجد فيه مكتب محافظ المحافظة لإدراكه أنه سيكون هدفا لهم. وذكرت المصادر التي طلبت التحفظ على هويتها أن الحوثيين أبلغوا فارس مناع رفضهم القاطع لمسألة تدخل أي لجنة أو شخص في قضية الأسلحة التي يمتلكونها، مؤكدين أنهم لن يقبلوا ببقاء فارس مناع محافظاً لصعدة طالما وقد تجاوز اختصاصه وتدخل في قضية سلاح جماعة الحوثي وحديثه عن نزعه , على حد تعبيرهم. من جهة ثانية قالت مصادر أخرى, رفضت الكشف عن هويتها, أن الخلاف بين مناع والحوثي جاء على فساد مالي ومسائل مادية بحتة تتعلق بتقاسم مبالغ مالية ولم يتم التوافق على كم سيكون نصيب كل طرف منها. وأفادت المصادر ذاتها أن الخلاف بدأ على المبالغ المالية بين قياديين حوثيين هما نبيل طالع المكنى (أبو نصر) وأمين عز الدين المؤيد المكنى (أبو ياسر) ما أدى إلى إيقافهما والتحفظ عليهما واتسعت بعدها دائرة الخلاف حتى وصلت إلى فارس مناع وعبد الملك الحوثي. وأكدت المصادر أن ميليشيات الحوثي قامت بتهريب "المؤيد" لأنه هاشمي وذهبت به إلى منزل القيادي في الحركة "يوسف الفيشي" بينما لا يزال نبيل طالع مسجوناً في مكان مجهول كونه قبيلي ولا ينتمي للسلالة الهاشمية وهذا بحسب تعبير المصادر هو الفرق بين "القنديل" و"الزنبيل" في عرف الحركة الحوثية العنصرية. وكانت مصادر مطلعة قد أفادت أن عبد الملك الحوثي سعى إلى تهدئة الوضع وتخفيف حدة المشاكل في المحافظة حتى لا تلتفت أنظار السياسيين والإعلاميين تجاه أخطاء القيادة الحوثية وسلبياتها خصوصاً وأن موضوع فارس مناع قد أثير بشكل لافت في عدة وسائل إعلامية , حيث عمد إلى التوجيه برفع مليشياته طالبا من مناع مقابلته . هذا ولم يتم التعرف على نتائج لقاء الحوثي بمناع حتى ساعة كتابة الخبر وماهو مصير مناع فيما يخص إقالته أو إبقاءه , حسب المصادر . يذكر أن فارس مناع تم تنصيبه محافظاً لصعدة في 2011م بأوامر من عبد الملك الحوثي وبحضور عدد ضئيل جداً من أعضاء السلطة المحلية بالمحافظة لا يخولهم القانون انتخاب أو تزكية محافظ للمحافظة. كما أن مناع لم يكن عضواً في السلطة المحلية من الأصل وكان وصوله لرأس السلطة في صعدة عبر سلاح ميليشيات الحوثي المتمردة التي استولت على مركز المحافظة إبان أزمة 2011م تحت غطاء الثورة السلمية لإسقاط النظام.