انضم عدد كبير من الأكاديميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين العرب في بريطانيا إلى الحراك الشعبي الداعم للدور القطري عقب سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر قبل أسبوع. لتأكيد موقفهم لما تقوم به قطر حكومة وشعباً. "الشرق" التقت عدداً منهم فقال الدكتور محمد فريد الشيال أستاذ التاريخ الإسلامي بالمعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية في بريطانيا خطوة سحب السفراء من قطر تعتبر سلبية وغير مبررة على الإطلاق وتذهب في الطريق الخاطئ في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة العربية والإسلامية إلى التوحد والترابط لمواجهة التحديات التي تجابهها. وأضاف الدكتور الشيال في حديثه مع الشرق أن الحكومة القطرية لم تقم بأي شيء يشكل تهديدا على الأمن السعودي أو الإماراتي أو البحريني أو أمن الخليج بشكل عام. بل تقوم على العكس من ذلك حيث قامت بوساطات عدة لحل العديد من المشكلات سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وسجلها حافل في هذا الشأن. وأكد خلال حديثه على أن هذه الخطوة غير حكيمة ولن تؤدي إلى شيء بل بالعكس ستؤدي إلى تفاقم المشكلات فهذه الدول منزعجة لعلاقات قطر مع بعض الدول لماذا تسحب سفراءها من قطر بل الأحرى لها أن تسحب سفرائها من هذه الدول. وفي لقاء الشرق مع الدكتور عزام التميمي مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن قال: "أولاً خطوة سحب السفراء تعد خطوة لإثناء قطر عما تقوم به من خطوات جادة لتوحيد الصف. وهي خطوة لا يقوم بها أحد. لأن الخلافات في السياسة موجودة، ولا يتم سحب السفراء، ولا تقطع العلاقات. وإذا نظرنا إلى ما ذكره الكاتب البريطاني "دافيد هيرست" في صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية يؤكد علي ما أقوله. وأضاف "التميمي": أود أن أشير إلى أن هذه الخطوة غير حكيمة بالمرة وفي هذا الوقت بالذات، ولن تؤثر على المجلس الخليجي لأن كل من الكويت وعمان رفضتا سحب سفرائهما من قطر. وهذا موقف جيد، كما أن الإمارات العربية المتحدة ليس لها سفير في قطر. حيث آخر سفير قد انتهت مدته وعاد إلى الإمارات قبل أقل من عام ولم يتم تعيين سفير آخر حتى الآن. وفي حديثه مع الشرق قال أحمد عامر مدير الأكاديمية الأوروبية للدراسات الإسلامية في لندن عندما تلوم كل من السعودية والإمارات والبحرين؛ قطر على دعمها لأي جهة ليس هذا بصحيح، فقطر وقفت بجانب الشعوب العربية والإسلامية موقفا متساويا، فقطر قامت بدور الصديق مثلها مثل السعودية في السابق وحتى وقت قريب فليس بجديد على قطر أن تدعم أي جهة، حيث قامت السعودية بتقديم الدعم الكامل إلى الإخوان المسلمين على مر العقود السابقة، وكان الشيخ "محمود الصواف" من إخوان العراق كان يعمل مستشاراً في السعودية، والشيخ "عبدالفتاح أبو غرة" كان يعمل في السعودية، ويقيم الشيخ "محمد قطب" في السعودية شقيق سيد قطب مفكر الإخوان المسلمين.. كما أن الشيخ "يوسف القرضاوي" كان يعمل في السعودية. ويتابع: واعتمدت السعودية على الشيخ محمد الغزالي. فالمملكة احتضنت العديد من رموز الإخوان المسلمين لماذا اليوم تلوم قطر على فعل نفس الدور؟ فتصعيد الموقف ليس في مصلحة أحد. وأشاد أحمد عامر برأي كل من الكويت وعمان في رفضهما سحب سفرائهما من قطر، وأتمنى أن تكون هذه الخطوة سحابة صيف صغيرة تعبر وتعود العلاقات الخليجية كما هي في انسجام وتوافق. وأوضح أنه قد حدث مثل هذا الموقف قبل ذلك بين قطر والسعودية وعادت العلاقات كما هي مرة أخر، فنحن نحتاج إلى وحدة الصف كي نوقف حمامات الدم المنهمرة في سورياوالعراق ومصر وفلسطين، والبحث عن حل للأزمة الفلسطينية وحل القضايا الإسلامية حيث إن الأمة العربية والإسلامية في خطر، والفائز من هذه الخطوة هو الكيان الصهيوني، مؤكداً أن السعودية تعد الشقيقة الكبرى التي تتدارك الأخطاء، فليس كل أفراد العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية مؤيدة لهذه الخطوة. أما الأكاديمي السعودي المعارض الدكتور «كساب العتيبي» فجاء رده على هذه الخطوة قائلا: "خطوة سحب السفراء من قطر تمثل عبثاً سياسياً"، خاصة أنه مورس ضمن المنظومة الخليجية التي يشترك أهلها وساساتها بحزمة كبيرة من العادات والتقاليد وقيم الجيرة. وأوضح العتيبي أن استقلال القرار القطري في القضايا العربية خاصة في مصر وغزة. يزعج الآخرين؛ فأرادت هاتان الدولتان تعليق فشلهما على قطر خاصة أن قناة "الجزيرة" واصلت خطها المهني والأخلاقي في تغطيتها لما يجري في مصر مما زاد من غضب الآخرين. وأخيرا من غير المنطقي ولا العقلانية أن تمارس هاتان الدولتان أساليب التهديد ضد قطر، وتجاهل القنوات الدبلوماسية لمعالجة مثل هذه الاختلافات. وفي حوار سامح العطفي رئيس التحالف المصري في بريطانيا ومستشار إعلامي لحزب البناء والتنمية المصري مع الشرق قال: "هذه الخطوة ليست سياسية بل هي انتقامية" ضد قطر وقناة الجزيرة لوقوفهما بجانب الشعوب العربية والإسلامية الراغبة في الحرية. ففي مجلس التعاون الخليجي مشاكل كبيره لكن لم تصل إلى حد سحب السفراء. واعتبر أن هذه خطوة للضغط علي قطر كي تعود وتتماشى مع سياسات معظم دول المجلس الخليجي. وأعتقد أن هذه الخطوة مثل النقش على الماء لا يؤثر على قطر حكومة وشعبا. حيث لدى قطر الظهير الشعبي الضخم من جميع الدول العربية والإسلامية. حيث أضافت "الجزيرة" إلى قطر صوت وتأثير جديد، وقطر منذ تسليم السلطة من الأب إلى الابن بصورة سلسة وهي موضع حنق من قبل حكام الخليج العربي، لما لها من دور حكيم للوقوف بجانب الشعوب العربية المحبة للحرية، ووقفت بكل إمكاناتها بجانب الشعوب وسخرت قناة الجزيرة كي تقدم الحقائق أمام الشعوب.