يواصل الحالف الوطني الذي يترأسه ابراهيم الجعفري مشاوراته لحسم مرشحه لرئاسة الحكومة فيما قالت مصادر مقربة من الجعفري ان عدد المُرشحين لمنصب رئيس الوزراء المُقبل، قيد الدراسة حالياً، بينهم رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي وفالح الفياض مستشار الامن القومي والقيادي في حركة الاصلاح برئاسة الجعفري وعادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم وأحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني وطارق النجم مدير مكتب المالكي والقيادي في حزب الدعوة. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ل الزمان ان الاجماع على مرشح رئيس البرلمان يعني ان قوى الحراك الجديدة في الموصل وديالة وتكريت سيكون لها رأي باختيار رئيس البرلمان الجديد. وزردا على سؤال حول افضليات الجانب السني لرئاسة الحكومة من بين مرشحي التحالف الوطني قالت المصادر ل الزمان ان فالح الفياض يتقدم سلم القائمة المطروحة لاسباب عشائرية وسياسية. وأوضحت المصادر ان الفياض يتحدر من عشيرة البوعامر المقيمة حول بغداد المعروفة بتوجهاتها القومية وهو احد اقارب وزير تجارة النظام السابقمحمد مهدي صالح وظل على علاقة حوار لم مع جميع الاطراف. وقالت المصادر ذاتها التي على علاقة باجتماعات الاطراف السنية ان عادل عبد المهدي من الوجوه المقبولة نظرا لاعترافه بوجود ازمة في العراق وان لديه برنامج واضح لتجاوز الازمة. اما الاخرون فليس لهم اي حظ في الترشيح. وذكرت تقاريرأن التحالف الوطني، طرح أسماء شخصيات لإدارة الحكومة العراقية المُقبلة، اضافة الى المالكي. وقالت ان الاسماء المطروحة هي إبراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، الذي شغل منصب أول رئيس لمجلس الحكم، بعد سقوط نظام صدام، في آب 2003م. والمُرشح الثاني، عادل عبد المهدي، أحد قادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في البلاد منذ عام 2005. والثالث، أحمد الجلبي، زعيم المؤتمر الوطني العراقي، أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، والتي سلمت له مقاليد الحكم. وطارق نجم، المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء العراقي، المالكي، وخامساً فالح الفياض، مستشار المالكي، للأمن القومي والمُقرب من إبراهيم الجعفري. من جانبه قرر مجلس الوزراء العراقي، أمس عن تعطيل الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة بمحافظة بغداد بعد، الثلاثاء ، فيما استثنى التشكيلات الضرورية من القرار. وياتي إعلان مجلس الوزراء بتعطيل الدوام الرسمي غدا، مع انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد وتسمية الرئاسات. وكانت رئاسة الجمهورية دعت، في اليوم نفسه، مجلس النواب الجديد الى عقد جلسته الأولى في الأول من تموز المقبل. فيما قالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تعهد في رسالة بمناسبة حلول شهر رمضان بسحق المتشددين الإسلاميين الذين يهددون المملكة وقال إنه لن يتسامح مع شِرذِمَةٍ مِنَ الإرهابِيِّينَ . جاءت هذه التصريحات بعد يومين من إصدار العاهل السعودي أوامر باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية البلاد من التهديدات الإرهابية المحتملة الناجمة عن الاضطرابات في العراق المجاور حيث سيطر متشددون إسلاميون سنة على بعض المدن في مواجهة مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة. وقال العاهل السعودي في رسالة بمناسبة بدء شهر رمضان لَنْ نَسمَحَ لِشِرذِمَةٍ مِنَ الإرهابِيِّينَ اتَّخَذُوا هذا الدِّينَ لِباسًا يُوَارِيْ مَصَالِحَهُمُ الشَّخصيَّةَ لِيُرعِبُوا المُسلِمِينَ الآمِنِينَ أو أنْ يَمَسُّوا وَطَنَنَا أو أحَدَ أبنَائِهِ أو المُقِيمينَ الآمِنِينَ فِيه. وبعد أسبوع من المساعي الدبلوماسية الحثيثة من جانب كيري للتصدي لخطر تفكك العراق يمثل تعهد العاهل السعودي تحولا مهما عن موقف الرياض الذي كان يصر على تنحي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال المسؤول الأمريكي إن العاهل السعودي أبدى قلقه الشديد لكيري من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على معظم شمال العراق وحدوده مع سوريا ويزحفون جنوبا ليقتربوا من الحدود السعودية. وقال مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في أعقاب المحادثات كان من الواضح تطابق وجهات نظر الاثنين بأن على جميع أطياف المجتمع العراقي المشاركة في وضع أساس عاجل لعملية سياسية تتيح لهم التقدم وأن كليهما كيري والعاهل السعودي سيطرحان وجهة النظر هذه مباشرة خلال محادثات مع قادة عراقيين. وحتى الآن لم تبد السعودية استعدادا لدعم تشكيل حكومة جديدة ما لم يتنح المالكي الذي يتهمه منتقدون بتبني سياسة طائفية تسعى لتمكين الشيعة من التفوق على السنة ويتراجع عن السعي لنيل فترة ولاية ثالثة. وتعامل السعودية المالكي على نحو يتسم بعدم الثقة لانها تعتبره مقربا من إيران. لكن في الوقت الذي يقترب فيه المتشددون المسلحون من حدودها أكدت السعودية لكيري أنها ستضغط على الأحزاب السنية للانضمام للحكومة الجديدة وأبدت ثقتها في أن هذا سيقطع على المالكي الطريق للسعي لنيل فترة ولاية ثالثة. ورغم أن واشنطن لم تطالب علنا برحيل المالكي قائلة ان قرار اختيار زعيم للعراق يرجع للعراقيين الا انها لم تدعم أيضا بقاءه في السلطة. وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن ضربات جوية ضد المتشددين المسلحين لكنها تريد أولا تشكيل حكومة جديدة. وتسابق بغداد الزمن فيما يعزز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرته على المحافظات السنية في شمال البلاد وغربها. وقال مسؤول وزارة الخارجية الذي طلب عدم نشر اسمه في تلميح إلى أن السعودية تنازلت عن مطلبها بتنحي المالكي أولا لا توجد شروط مسبقة طرحت على أي شيء جرى مناقشته فيما يتعلق بالوضع السياسي العراقي أو وضع القتال ضد الدولة الإٍسلامية في العراق والشام. وأضاف ينبغي أن تجلس كل الطوائف على الطاولة وتطرح مرشحيها للمناصب الرئيسية. يمكنني القول إن الملك عبد الله وافق على ذلك بشكل كامل. لكن الملك عبد الله أوضح أن المملكة لا تتدخل بأي حال من الأحوال في السياسة الداخلية للعراق. وأضاف لكن هذا لا يعني أنهم لا يقيمون الحوار والعلاقات مع القادة السياسيين العراقيين. وعلى مدى الأسبوع المنصرم اجتمع كيري مع نظيره التركي خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل وناقش في باريس ملفي العراقوسوريا مع وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات وإسرائيل ولبنان. وقال المالكي خلال محادثات مع كيري في بغداد الاسبوع الماضي إنه سيفي بموعد نهائي حدد في الأول من يوليو تموز لتشكيل حكومة جديدة تمثل العراق وتشمل السنة والأكراد. وأكد مسؤول وزارة الخارجية أن الولاياتالمتحدة لا تؤيد أو تعارض مرشحا بعينه لكنه التزم الحذر بشأن ما إذا كانت الحكومة ستتشكل بحلول المهلة أم لا. وقال المسؤول سيكون تطورا إيجابيا للغاية إذا حدث. لا أعتقد أنه مستحيل لكن هذا هو العراق مشيرا إلى أن هناك أعدادا كبيرة من المواعيد النهائية لتحركات مختلفة وعمليات سياسية مختلفة ولم يتحقق منها سوى قدر بسيط.