رد الكاتب والصحفي اليمني نبيل سبيع على توضيح القيادي الحوثي علي البخيتي قائلا : في رده على مقالي الذي تناولت فيه آخر خطاب للرئيس السابق علي عبدالله صالح، نفى الصديق علي البخيتي أمرين: الأول، صحة الصور التي تم تداولها لمسلحين محسوبين على الحوثي في غرفة نوم قيل إنها تخص القيادي الإصلاحي محمد قحطان. والثاني، أن يكون لصالح والمؤتمر دور في "اللجان الشعبية"، وأفاد أن حضور المؤتمريين في الاعتصامات كان بوصفهم أفرادا شأن آخرين ينتمون لأحزاب أخرى حضروا كالاشتراكيين والبعثيين وقيادات اخوانية. البخيتي ركّز على النقطة المتعلقة بصور غرفة نوم قحطان، وقال: "لأني من سلم منزل قحطان فان تلك الصور لا علاقة لها مطلقاً ببيت محمد قحطان ولا بغرفة نومه ولا بأي غرفة نوم في البيت وقد تحاشيت نفي الموضوع على اعتبار أن من تناوله ناشطون مغمورون على الفيس بوك, لكن طالما وقد تناوله كاتب بحجم الرائع نبيل سبيع فان ردي أصبح واجباً, وهنا أقول لك وبكل صراحة أني تأكدت من عدم صحة تلك المعلومة من زيد محمد قحطان". يمكن تفهّم قول زيد قحطان للبخيتي أن الصور غير صحيحة، فالمسألة محرجة وجارحة ومسيئة، ولابد أنها كذلك بالنسبة لوالده. ومع هذا، كنت سأتعامل مع ما قاله قحطان الإبن لو اطلعت عليه قبل كتابة المقال وربما ما كنت لأتطرق لهذه النقطة. لكنْ، ما أدراني بما دار بينه وبين البخيتي؟ فلا قحطان ولا ابنه نفوا صحة الصور التي تم تداولها بشكل واسع ولا الحوثيين أيضاً نفوا. والبخيتي نفى هذا اليوم ولأول مرة، وقال إنه تحاشى نفي الموضوع في حينه لأن "من تناوله ناشطون مغمورون على الفيسبوك"، لكن الواقع أن الموضوع متداول بشكل واسع وتناوله صحفيون وكتاب معروفون لا مجرد "ناشطين فيسبوكيين". وقد تعاملت معه لأنه متداول منذ شهر ولم ينفه قحطان حتى الآن وكذلك الحوثيون. باختصار: سواء كان موضوع الصور صحيحاً أو غير صحيح، فلا ذنب لي في التعامل معه لأنه كان متداولاً ولم ينفه أحد قبل نفي البخيتي له اليوم. وبالنسبة للأمر الثاني المتعلق بدور صالح وحزبه في "اللجان الشعبية" والاعتصامات، فلا أظن البخيتي محقاً في ما قال. فالمؤتمر حاضر في "اللجان الشعبية" منذ البداية، وأعرف مؤتمريين يشرفون على عمل اللجان، وحضوره في اعتصامات واحتجاجات الحوثي لا يمكن بأي حال وضعه في نفس الخانة مع أفراد من احزاب أخرى. ولن أعيد هنا ما قاله صالح في خطابه، لكن ما قاله بشأن "اللجان الشعبية" كان واضحاً ويؤكد أنه ليس بعيداً عن اللجان. في رده، حمّل البخيتي مقالي أموراً لا علاقة له بها، فأنا لم "أجزم" ولم استخدم اشارات ك"أدلة قاطعة"، والمقال بدأ بدون أي "جزم" وانتهى بدون أي "قطع"، كان مجرد قراءة لخطاب صالح تحتمل الخطأ والصواب كما أكدت في التعليقات عليه بالأمس. كما لم أقل إن صالح أعطى توجيهاته للحوثيين باقتحام منزل قحطان ولا إنه يستخدم الحوثيين. ورغم ما بدا لي في خطابه من ثقة بشأن دوره في "اللجان الشعبية" والسيطرة على العاصمة، إلا أن العاصمة ولجانها تظل في نظري تحت سيطرة الحوثي طالما ترفع شعار الحوثي. وأياً بلغت قوة صالح الآن، فلن أقتنع بسهولة أنه مسيطر على جماعة الحوثي أو أنها مجرد "أداة" بيده لأن الواقع وميزان القوة لا يدعمان هذه الفكرة. أما قول البخيتي بأن صالح يسعى لتضخيم دوره وتصوير نفسه باعتباره الفاعل الرئيسي في ما حققه الحوثيون مؤخراً من أجل مكاسب سياسية وأنه "قد نجح الى حد بعيد في التغرير على الكثيرين وأنت أولهم وبن عمر وسفراء الدول العشر"، فهذا يدعم ما طرحته في مقالي بخصوص ظهور الرجل بمظهر "المُمْسِك بزمام الأمور" في العاصمة.