يكشف انتشال الأهالي جثث ذويهم من جبل هران في مدينة ذمار (جنوب العاصمة صنعاء) منذ الشهر الماضي مزيدا من الضحايا، في أبشع جريمة إبادة جماعية بحق اليمنيين المدنيين المناوئين لميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي صالح ، حيث تسلمت أسرة القيادي الإصلاحي في محافظة إب ورئيس دائرته السياسية في المحافظة، جثمان أمين الرجوي بعد 12 يوما من قصف مكان احتجازه مع عشرات الضحايا المختطفين في هران، الذي استخدمته الميليشيات مخزنا للسلاح، ووضعت المدنيين دروعا بشرية فيه، بينهم الشهيدان الصحفيان عبدالله قابل ويوسف العيزري اللذان شيعا نهاية الأسبوع الماضي. فيما شيعت محافظة إب الخميس جثمان الرجوي وسط تغاريد النساء وهتافات الجماهير الرافضة ميليشيات الحوثي وصالح وحضور جماهيري وصف بإنه الثاني على مستوى اليمن بعد حشد تشييع الشهيد حميد القشيبي في صنعاء 23 يوليو 2014. وشكل اختطاف ومقتل الرجوي صدمةً وفاجعة لأبناء محافظة إبواليمن بشكل عام، حيث عرف عن الرجل أنه رجل السلم والتعايش، ويعد واحدا من أبرز قيادات ووجهاء وساسة إب منذ عقود. وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الرجوي في ساحة الثورة في الدائري الغربي في المدينة. وقال نجل الرجوي، عمرو الرجوي "إن قرار تصفية والده قد اتخذ لحظة استدعائه من الميليشيات وقادة الأجهزة الأمنية الموالية لها، بعد أن استدرجوه وخطفوه ونقلوه إلى ذمار ثم قتلوه". وأكد أن ما يحز في النفس "ويشعرنا بالألم والمرارة أن هنالك عديدا من القيادات الرسمية والأمنية والحزبية ظلت حتى آخر لحظة تؤكد لنا بشكل متواصل أن الوالد الشهيد حي يرزق وموجود في مكان آمن، في تصرف لا يفهم إلا في سياق محاولة إخفاء وتمرير الجريمة، ويوحي بأن قرار تصفيته قد اتخذ يوم تقرر استدعاؤه وخطفه وقتله"، بحسب نجله. وقال "والدي عمل بكل ما يملك لنشر قيم العدل والمساواة، ودمه أمانة في أعناقنا حتى يقتص من القتلة وينفذ في كل من خطط وشارك ونفذ هذه الجريمة حكم الله". وكانت ميليشيات الحوثي وصالح قد تعمدت تضليل أسرة الرجوي، حتى الأحد، حسب بيان إصلاح إب، الذي يشغل الرجوي رئيس دائرته السياسية. وعن سبب اختطافه فقد أشار البيان إلى أنه تعرض ل "خديعة" وفخ نصبته له الأجهزة الأمنية في محافظة إب في الرابع من أبريل الماضي، وأنها سلمته للحوثيين قبل شهر، حسب روايات مختطفين نجوا من الموت، أكدوا مجالستهم الرجوي قرابة 20 يوما. في ذات السياق أكد مصدر موثوق في محافظة ذمار، اكتشاف أسرة في ذمار، الأربعاء، أن عائلها لا يزال على قيد الحياة، بعد أسبوع من دفن جثة تسلموها من ميليشيات الحوثي، على أنها جثته، التي كانت ضمن عشرات الجثث التي انتشلت من تحت أنقاض مبنى هران. وقال المصدر ل "الاقتصادية"، "إن أسرة في ذمار، اكتشفت بالصدفة أن عائلها محمد أحمد صالح الهكري لا يزال على قيد الحياة، بعد استقبال العزاء في مقتله، وأنه مختطف لدى ميليشيات الحوثي بتهمة التجسس لقوات التحالف العربي". وأوضح أن الأسرة اكتشفت بقاء عائلها على قيد الحياة، بعد أسبوع كامل، من دفن جثة تسلموها من الحوثيين، على أنها جثة محمد الهكري، التي لم يتم التعرف جيدا عليها، بسبب تغيرها، وعدم بقاء أي ملامحها، نتيجة بقائها تحت الأنقاض ستة أيام. وقال "إن أسرة المجهلي تطالب ميليشيات الحوثي بالإفراج عمن أسموه "الميت الحي" والبحث عن أسرة القتيل الذي تم دفنه على أنه الهكري". ولا تزال أسر بعض الضحايا تعيش فوضى نفسية بسبب منع ميليشيات الحوثيين لهم من البحث عن أبنائهم تحت الأنقاض في هران، فيما سمحت الميليشيات لأسرتي الصحفيين قابل والعيزري ورئيس سياسة الإصلاح في إب الرجوي، بتسلم جثامين أبنائهم، تحت ضغط الاحتشاد الجماهيري، وانتشلت أربع من جثث شباب مدينة ذمار، كانت جماعة الحوثي قد اختطفتهم الشهر الماضي من ذمار بذرائع مختلفة، منها التجوال قرب مكان للمسلحين الحوثيين، أو مشاهدة بعضهم تفجير منزل اللواء المقدشي. وكشفت مصادر في مدينة ذمار، أن من ضمن من تم انتشال جثثهم، أربعة من أبناء المدينة، هم الهياش الميثالي "سائق حافلة" وأحمد رباد، وإبراهيم الجرشي "صاحب مصنع ألمونيوم" وعبدالجليل النهاري. وأكدت مصادر مقربة من أهالي الضحايا، أن عناصر جماعة الحوثي المسلحة اشترطت عليهم، عدم إعلان وفاتهم أو التشييع العلني لهم مقابل تسليم جثامينهم، وهو ما وافق عليه أقارب الضحايا. ولا تزال عشرات الجثث تحت الأنقاض، حيث أبدى بعض المراقبين خشيتهم من تعمد الحوثيين تحويل هران إلى مقبرة جماعية، وطالبوا الجهات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة باتخاذ موقف ينتصر للإنسانية. وتتهم منظمات حقوقية جماعة الحوثي باستخدام مناوئيها دروعا بشرية وتعرضهم للموت من خلال وضع المختطفين في أماكن معرضة لقصف طيران التحالف.