تشير المعطيات على الأرض أن ثمة طبخة تجري دهاليز السياسية وخاصة من قبل بعض الدول المشاركة في التحالف العربي . وشهدت جمهورية مصر مؤخرا العديد من الفعاليات السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي صالح بينما عقدت الشخصيات المشاركة في هذه الفعاليات - وفد صالح إلى القاهرة - العديد من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من المسؤولين في الحكومة المصرية . ونشر ياسر العواضي مؤخرا صورا من لقاء قيادات حزب صالح في القاهرة بالمبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ اللافت ان ولد الشيخ غادر القاهرة الى الامارات والتقى وزير الخارجية ومسؤولين اماراتيين , وهو اللقاء الذي يضع العديد من علامات الاستفهام حول ما حمله ولد الشيخ من حزب صالح في القاهرة الى الامارات . وبينمايذهب بعض المتابعين للشأن اليمني الى الحديث عن محاولات أبوظبي والقاهره لفصل جنوباليمن عن شماله فقد توقع متابعون آخرون أن الطبخة تهدف إلى إعادة صالح إلى الحكم عبر نجله أحمد مقابل فك الارتباط مع الحوثيين ،مشيرين أن القاهرة وابو ظبي تلعبان دور الوسيط لعلي صالح خاصة وان القاهرة تستضيف قيادات صالح بينما تستضيف ابو ظبي احمد وعمار وعائلة صالح رغم مشاركة العاصمتين في عمليات التحالف الذي تقوده السعوديه. وتساءل الصحفي عبد الرقيب الهدياني في منشور له على فيس بوك : هل نحن ازاء صفقة اماراتية .. تكتفي بانتصار عدن وبدء المفاوضات.. لماذا توجه بحاح من عدن الى ابوظبي؟!!!... وتابع الهدياني وهو صحفي جنوبي تساؤله قائلا : زيارة خاطفة لنائب الرئيس رئيس الحكومة في عدن ومنها الى الامارات..تضع امامنا عددا من الاسئلة : لماذا الامارات وليس الرياض عاصمة التحالف ومنطلق عاصفة الحزم .. خصوصا ان الزيارة تتزامن مع وجود المبعوث الدولي ولد الشيخ هناك اضافة الى وفد مؤتمري قدم من القاهرة الى ابوظبي.... هل تشتمون مثلي طبخة تصنع هناك على نار هادئة؟!!!..ما نوعها؟!!!.. المبعوث الدولي قبل وصوله الامارات كان قد التقى بوزير الخارجية السعودي ولقاء اخر جرى بين الجبير ومحمد بن زايد وتعليقا على هذا اللقاء وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش في تعليقات على صفحته وجود تماهي سعودي اماراتي مشددا على ضرورة ان يتم البناء على انتصار عدن بتسوية سياسية على اساس القرار 2216.. ويضيف القرقاش نصا: على كل من يحب الخير لليمن وشعبه ان يدرك ان تحرير عدن فرصة سانحة للعودة الى العقل وتغليب المسار السياسي الطوعي بعيدا عن تهديد السلاح ..مؤكدا ان الشيخ عبدالله بن زايد يدعم جهود المبعوث الدولي في حل سياسي .. يضيف الصحفي الجنوبي : ركزوا معي (تحرير عدن) فقط ثم العودة الى العقل والحل السياسي.. يذكرنا بالتدخل العربي الذي اتى فقط بعد تجاوز كرش محافظة لحج وليس قبله.. اذن هي محادثة تعكس جوهر رؤية الامارات .. وان الحل السياسي قد ان اوانه ونضجت عوامله.. ..وما زيارة بحاح الا في هذا الاتجاه.. ماذا يعني هذا؟... انا اشك ان الامارات تقود صفقة مع صالح تشترط تخليه عن الحوثيين واذا مشى امر كهذا فالحديث عن العودة لمسار سياسي. يكتسب دلالات مهمه... اذن صالح سيفك ارتباطه بالحوثي وقد نشهد انسحابات هادئة ومغطاة تحت اردية كثيرة ليصبح الحوثي وحيدا عاريا في مواجهة اليمنيبن.... هذا من باب حسن الظن بالاتفاق لكن هناك مخاوف اخرى .. وهي في قدرات صالح وهل ما يزال يمسك بالقوة ولم تتسرب في يد حلفاءه الحوثيبن وبالتالي فلا معنى للصفقة ولا الاتفاق اذا لم يحدث تغيرا على الارض...