أقام المجمع الوطني للصحوة والتنوير بالتعاون مع ملتقى الطلاب الأحرار ندوة ثقافية وأدبية في القاهرة مساء يوم أمس الخميس 19 إبريل 2012م بعنوان في "ثقافة الثورة وأدب الثوار" ، وذلك في فندق سان جورج بالجيزة ، وفي الندوة ألقى الأستاذ اسكندر شاهر رئيس المجمع محاضرة عن ثقافة الثورة مستعرضاً أهمية ملازمة الثقافة للثورة .. وقدم شاهر تقييماً للأداء الثوري في العام المنصرم معتبراً أن الفشل الإجرائي الذي رافق الثورة في يومياتها وكذلك القصور السياسي كان مرده قصور ثقافي رابطاً مسألة التسويات والفساد السياسي بالأزمة الأخلاقية التي أكد بأن نظام صالح اتكأ عليها كما لم يتكيء على شئ آخر . ووضع شاهر تصنيفات لطبقة الانتجلنسيا أو الطبقة المثقفة وشرح حالة العزلة بين المثقف والمجتمع والقضايا الوطنية ، واعتبر أن الثورة والثقافة متلازمتان وأن الثورة شعبية إلا أن الثقافة ظلت حكرا على نخبة لم تستشعر مسؤولياتها وأن الثقافة الوطنية ينبغي إعادة الاعتبار لها وإنتاجها بطرق صحيحة مجدداً لأنها ظلت مستهدفة طيلة ثلاثة عقود مضت ويجب ترسيخها وتعميمها لتصبح شعبية كالثورة .موضحا مراحل استهدافها منذ ثورة سبتمبر واستهداف دولة الجوار لها وللتوليفة الدينية منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي واستهدافها الآن لثورة الحادي عشر من فبراير امتدادا لنفس المشروع .. وأوضح اسكندر شاهر اهمية القيادة الثورية في نجاح الثورات وألمح إلى أن السلوك والالتزام هو اكبير تعبير عن الثقافة والقدوة وألمح إلى تجارب جيفار وغاندي والخميني في تمثلاتهم السلوكية وانعكاس ذلك في قدرتهم على قيادة الجماهير واعتبارهم مصدر إلهام للشعوب التواقة للانعتاق والتغيير .
من جانبه استعرض الأستاذ الحسن الذاري العضو المؤسس لملتقى الطلاب الأحرار ميثاق شرف الثورة لافتاً إلى خطورة تجاهله وتعمد تغييبه وهو الصادر في الشهور الاولى للثورة والمنبثق من الساحات وبعد أن استعرض الذاري نقاط الميثاق وبنوده لفت إلى عدم تطبيقها وختم بالتأكيد على إعادته للواجهة وتسليط الضوء عليه وإعادة إنتاجه بما يتناسب مع المعطى الجديد .
وأما الأستاذ عبد الجبار الحاج مسؤول التواصل بساحة الحرية بتعز فقد استعرض في كلمته مختلف الجوانب الثورية المؤرقة ودور التسويات السياسية في إجهاض الثورة منتقدا دور اللقاء المشترك في تعطيل العملية الثورية وإخفاقه في إجهاضها ووقوعه في مأزق المبادرة الخليجية والمواجهة مع الشعب مؤكدا على ضرورة صمود الساحات كضامن وحيد لتحقيق أهداف الثورة كاملة .. كما كشف الحاج عن أسرار محرقة ساحة الحرية بتعز ودور المشترك السلبي قبلها وبعدها.
وتخللت المحاضرات نقاشات تفاعلية مع الحضور من الناشطات والناشطين من مختلف الساحات والمواقع .. كما شارك في الندوة عدد من جرحى الثورة الذين قدموا بالرغم من إعاقاتهم متحدثين عن الثورة وعن معاناتهم الإنسانية .
وفي الجزء الثاني من الأمسية قام الشاب فارس البيل بتقديم الأمسية بكلمة استعرضت ابداعات الشباب وهمومهم ، و ألقى عدد من الشعراء الثوار قصائد شعرية معبرة نالت استحسان الحاضرين وكانت ذات طابع ثوري حيث ألقى الشاعر مصطفى عامر مجموعة قصائد تلاه الشاعر شرف الدين الشامي بمجموعة شعرية وختم الشاعر محمد نجيب الجرموزي بقصائد حماسية ومنها قصيدة ( إرحلوا جميعاً ) حظيت بإعجاب الحاضرين .إلى ذلك شارك في الندوة عدد من شباب وشابات الثورة المصرية والذين أبدوا مساندتهم للثورة اليمنية المستهدفة ..
يُذكر أن المجمع الوطني للصحوة والتنوير مؤسسة يمنية ثقافية نهضوية أشهرت في الحادي عشر من فبراير 2012م أسسها ويرأسها الكاتب والباحث اليمني اسكندر شاهر سعد وتتخذ من مدينة تعز اليمنية مقرا رئيسا لها وللمجمع فروع في اليمن وخارجه قيد التأسيس .
هذا وصدر بيان هام عن المجمع والملتقى إزاء التطورات السياسية والميدانية في اليمن هذا نصه : بيان صادر عن المجمع الوطني للصحوة والتنوير وملتقى الطلاب اليمنيين الأحرار بالقاهرة:
إننا ونحن ندشن هذه الفعالية الثقافية تحت عنوان (في ثقافة الثورة وأدب الثوار) نجدها مناسبة تلزمنا الوقوف أمام الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادنا وتحتم علينا أن نسجل موقفنا فيما يخص التطورات الراهنة وهي كالتالي: -التأكيد على استمرار ساحات الحرية والتغيير وإعتبارها الضامن الوحيد لتحقيق أهداف الثورة كاملة والوقوف في وجه أي محاولة تهدف لإخلائها. -رفض التسويات السياسية بوصفها طريقة متعمدة لتصفية واجهاض الثورة وما فشل التسوية السياسية القائمة إلا دليل على أن الخيار الثوري هو وحده الذي سيؤدي إلى إنجاز التغيير المنشود. -التأكيد بأن الأولويات المطروحة وفق التسوية السياسية ليست صحيحة وما هي إلا محاولة ضمن مسلسل متواصل لتزييف الوعي وتبرير الخذلان. -دعوة القوى الثورية الحقه سرعة المبادرة لرص صفوفها والوصول إلى صيغة توافقية وبرنامج عمل مشترك كونه السبيل الوحيد والأسلم لنجاح مشروع التغيير الشامل. -تحية إلى أبناء لودر الأبطال وكل من هب لمساندتهم في صمودهم الباسل وتصديهم لمشروع يراد منه تعميم ونشر الفوضى واستباحة الأرض والإنسان وهي مشاريع تأتي خدمة لمصالح إقليمية ودولية مشبوهة . -نرفض استخدام كل الأشكال العنصرية والطائفية والجهوية والتي أخذت بعض الأحزاب والقوى ذات الفكر الإقصائي الإستحواذي اعتمادها لتعبيد مشروع مدروس يراد منه تمزيق البلاد وزجها في صراعات داخلية تلهييها عن أهدفها في تحقيق بناء دولة مدنية حديثه، وهو ما يجعلنا نرفع الصوت عالياً في هذه اللحظة بأن يكون مبدأ المواطنة المتساوية واعتماده من أهم المبادئ في الدستور الذي سيتم صياغته للدولة المدنية الحديثة. النصر للثورة الخلود لشهداء الثورة والحراك والشفاء للجرحى والمصابين والحرية للأسرى والمعتقلين القاهرة – 19 إبريل 2012م.