بلغ العدد المؤكد لقتلى العبارة الكورية الجنوبية التي غرقت الأسبوع الماضي 108 أشخاص، مع استمرار جهود انتشال المزيد من الجثث من هيكل العبارة الغارقة. ويقول مسؤولون إن أحوال الطقس الجيد الثلاثاء ساعدت رجال الإنقاذ الذين يبحثون عن الجثث، بينما لا يزال أكثر من 190 شخصا مفقودا أو يعتقد أنهم محاصرون داخل العبارة.
وانقلبت العبارة وغرقت في غضون ساعتين، ولكن لا يزال السبب غير معروف.
ويواجه طاقم السفينة انتقادات بسبب فشلهم في انقاذ الركاب.
وقال مسؤولون لوكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية إنه ألقي القبض على سبعة من طاقم العبارة، في حين يواجه خمسة آخرون تهما لفشلهم في إخلاء الركاب بسلام.
وتشير تقارير إلى أن طاقم العبارة طلب من الركاب البقاء في الغرف، وسط حالة من الارتباك داخل قمرة القيادة حول إن كان ينبغي إخلاء الركاب أم لا.
وقال مسؤولون لوكالة "رويترز" للأنباء إن أول نداء استغاثة من العبارة كان من صبي يتحدث بصوت مرتعش.
وأفادت الوكالة أن هذا النداء أعقبه نحو 20 مكالمة أخرى من أطفال على متن العبارة.
لا يزال العديد من أفراد أسر من كانوا على متن العبارة ينتظرون معرفة اخبار عن مصير أحبائهم
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أحد أفراد الطاقم قوله إن محاولات استخدام قوارب النجاة لم تكلل بالنجاح بسبب ميل السفينة.
وتشير تقارير إلى أن اثنين فقط من قوارب النجاة، البالغ عددها 46 قاربا، استخدما.
وأدانت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي الاثنين ما قام به بعض أفراد الطاقم، ووصفته بأنه "أقرب إلى القتل".
ويقول مراسل بي بي سي في جزيرة جيندو، جوناثان هيد، إن عمليات الإنقاذ أصبحت الآن شيئا روتينيا كئيبا، إذ تعود زوارق الشرطة من مكان الكارثة وهي تحمل الجثث التي انتشلها الغواصون العسكريون.
وأضاف هيد أن معظم عائلات أولئك الذين ما زالوا في عداد المفقودين يعتقدون أنه لن يعثر على مزيد من الناجين.
جهود رفع العبارة ونجحت الجهود في إنقاذ 174 راكبا ممن كانوا على متن العبارة سيول، التي غرقت وهي في طريقها من مدينة إنتشون في شمال غربي البلاد لجزيرة جيجو الجنوبية.
وكان هناك 476 شخصا على متن العبارة، بينهم 339 طفلا ومدرسا في رحلة مدرسية.
ترسل السلطات روبوتات إلى المياه للإعداد لرفع العبارة لاحقا. تجلب الجثث التي تنتشل إلى الشاطئ حيث ينتظر الأهالي أنباء عن ذويهم.
وتمكن الغواصون من الوصول إلى العديد من الغرف في هيكل العبارة الغارقة، لكنهم لا يزالون يحاولون الوصول الى مطعم العبارة، حيث يعتقد أن العديد من الركاب حوصروا بداخله.
ويقول هيد إن الغواصين حملوا روبوتا يعمل تحت الماء إلى الميناء صباح الثلاثاء لاستخدامه في عملية سحب هيكل العبارة إلى السطح.
ويقول مسؤولو الإنقاذ إنهم سيواصلون البحث مع الغواصين لمدة يومين آخرين.
وتركز التحقيقات على مسألة انحراف العبارة، وهل انحرفت بشكل حاد – وهو ما أدى على الأرجح إلى غرقها – وإن كان ممكنا إنقاذ الركاب بطلب إخلائهم أم لا.
ولم يكن ربان العبارة، لي جون سيوك، داخل قمرة القيادة عندما بدأت العبارة في الغرق، وكان يقودها ضابط صغير لم يسبق له الإبحار في المياه التي وقع فيها الحادث، حسبما أفاد ممثلو الادعاء.
ويواجه القبطان واثنان آخران من أفراد الطاقم تهما بالإهمال في أداء الواجب وانتهاك القانون البحري، وألقي القبض على أربعة آخرين من أفراد الطاقم الاثنين.