ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها دار الرئاسة في الجمهورية اليمنية إلى الاعتداء من قبل مسلحين كما حدث بالأمس، ف"القاعدة" وحواشيها وأتباعها في اليمن، وغيرهم من المسلحين، دائما ما يشتركون في هدف الإبقاء على حالة عدم الاستقرار في الداخل اليمني متواصلة، بما يجعل ذلك البلد مكانا ملائما ومرتعا مهما لنشوء وتكاثر الجماعات المسلحة. ما من شك، بأن الاستقرار في الداخل اليمني، هو استقرار للمنطقة برمتها وبالأخص جارتها السعودية، والتي كشفت أجهزتها الأمنية بالأمس القريب عن إحباط مخطط لإعادة إحياء تنظيم القاعدة داخل البلاد، بدعم من قاعدة اليمن وتنظيم داعش في الأراضي السورية.. هذا يعني أن التنظيم لا يزال يعمل ولا يزال يحلم في تصدير الفوضى لأكبر قدر من البلدان. كل ذلك، يجعل من دعم اليمن في حربها على "القاعدة" أمرا غاية في الضرورة والأهمية. ومن هنا تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الجيش اليمني والذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتطهير محافظتي أبين وشبوة (أهم معقلين ل"القاعدة") من العناصر المسلحة. ولكن، هل الحل الأمني وحده كافٍ لانتقال اليمن من سيطرة الجماعات المسلحة إلى سيطرة الدولة ومؤسستي الأمن والجيش. الواقع في كل مكان يقول: إن المواطن هو رجل الأمن الأول.. تلك القاعدة التي أسسها وعمل على تنفيذها الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ولي العهد السعودي الراحل نايف بن عبدالعزيز. ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه القبائل اليمنية في الحرب على القاعدة وتفويت الفرصة على ذلك التنظيم بأن يستغل ما يتمتع به الرجل العربي الأصيل من مبادئ النخوة والاستجارة، والإبلاغ عن كل العناصر المتطرفة والتي لا تضمر لليمن وأهلها إلا السوء والدمار والخراب. المشهد الأمني المثالي، لا يمكن أن يصل إلى الكمال المنشود، ما لم تكتمل الأرضية السياسية التي ينتقل بها اليمن إلى صيغة تحفظ له أمنه ووحدة وسلامة أراضيه، وهو ما يجعل من استكمال المبادرة الخليجية التي كانت طوق نجاة لليمن السعيد من أزمته، أمرا بالغ الأهمية، لينطلق بعدها اليمنيون إلى مرحلة الإعمار والبناء التي ينشدها ويتطلع لها كل مواطن يمني.