قدمت المعارضة اليمنية للرئيس علي عبدالله صالح يوم الاربعاء خارطة طريق لانتقال سلس للسلطة هذا العام تتيح له خروجا مُشرفا حيث تتزايد ضغوط الشارع المطالبة بتنحيه. وفيما يكشف عن احتمال حدوث خلافات في صفوف معارضي صالح المتباينين طالب النشطاء الشبان الذين يقودون احتجاجات الشوارع الاخذة في التزايد بتغيير فوري في اليمن.
وبالقرب من جامعة صنعاء حيث تحولت احتجاجات الطلبة التي كانت صغيرة الى مظاهرات يومية حاشدة تضم أكثر من عشرة الاف محتج ردد المحتجون هتافات تطالب صالح بالرحيل معلنين رفضهم لاي تفاوض أو حوار قبل رحيل النظام.
وفي مكان اخر أصيب 30 شخصا عندما اشتبك مؤيدون لصالح مع عدة الاف من المحتجين في بلدة الحديدة المطلة على البحر الاحمر جنوب شرقي العاصمة صنعاء.
وكانت المعارضة قبل يومين فقط تقول انها لن تتراجع عن مطلب تنحي الرئيس عن السلطة فورا لكنها اتفقت مع زعماء دينيين وقبليين على مطالبته باتخاذ خطوات لانتقال للسلطة.
ومن بين هذه الخطوات تغيير الدستور واعادة صياغة قوانين الانتخابات لضمان تمثيل عادل في البرلمان وفتح الباب لتسجيل الناخبين واضفاء طابع ديمقراطي على الحياة السياسية بشكل عام.
وتطالب المعارضة كذلك باقالة أقارب صالح من المناصب القيادية في الجيش وقوات الامن وضمان حق الاحتجاج السلمي.
وقال محمد الصبري المتحدث باسم تحالف المعارضة الرئيسي في اليمن الذي يضم اسلاميين ويساريين ان المعارضة قدمت لممثل الرئيس خارطة طريق للرحيل خلال مدة شهر أو شهرين أو ستة أشهر.
وأضاف أنه لا رجوع عن مطلب الشعب رحيل النظام.
وقال محمد المتوكل الذي يتولى الرئاسة الدورية لتحالف المعارضة ان التحالف يطالب كذلك بمحاكمة المسؤولين عن القمع العنيف للمحتجين الذي أدى الى مقتل 24 شخصا في أسبوعين غالبيتهم في الجنوب.
واستمرت الاضطرابات في الجنوب يوم الاربعاء حيث اشتبكت الشرطة مع رجال مسلحين يحاولون الاستيلاء على شقق سكنية مدعومة مما اسفر عن مقتل شخصين.
وقال المتوكل انه يجب بدء نقل السلطة من الفرد الى منظمات المجتمع المدني وان هذه خطوة مطلوبة لضمان خروج امن وسلمي من الوضع الذي يعيشه اليمن مضيفا أن هذا الانتقال يجب أن ينجز هذا العام.
ولم يكن هناك رد على الفور من الحكومة.
ووعد صالح وهو حليف رئيسي لواشنطن في الحرب على جناح القاعدة في اليمن بأن يتنحى عندما تنتهي فترة ولايته في عام 2013 وبعدم نقل السلطة الى ابنه.
ووجد صعوبة في اقناع معارضيه بأن هذا الوعد ليس مناورة لدرء انتشار الاضطرابات التي تشتعل بالفعل في ليبيا والبحرين وعمان والتي أعطاها نجاح انتفاضتي مصر وتونس دفعة.
ولم يبد المحتجون الذين قدر عددهم بعشرة الاف في كل من صنعاء ومدينتي تعز وإب الصناعيتين أي استعداد للسماح بانتقال محسوب للسلطة مما يضفي مزيدا من التعقيد على المحاولات التي تستهدف منح صالح خروجا مشرفا.
ويقول محللون سياسيون انه ما زال من غير الواضح الى من تميل الكفة في اليمن حيث يشتد الولاء القبلي. فقد أعطى الشبان قوة دافعة لاحتجاجات الشوارع ولكن المعارضة قادرة على جذب حشود أكبر.
وعينت الحكومة قاضيا يوم الاربعاء لبحث قضايا الفساد وتقرر عقد اجتماع يوم السبت لبحث مبادرة لتوفير 60 ألف وظيفة لخريجي الجامعة الشبان. والبطالة ونهب المال العام من الشكاوى الرئيسية للمحتجين.
وفي الجنوب يتخلل تيار انفصالي الاحتجاجات رغم الجهود لتوحيد صوت المعارضة.
ومع تنامي الاحتجاجات تدريجيا ينتقل بعض حلفاء صالح الى صفوف مغارضيه ومن بينهم رجل الدين المتشدد البارز الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي كان قبل أسبوعين فقط يؤيد بقاء صالح في السلطة حتى انتهاء ولايته عام 2013.
وقال علي ناجي وهو أحد المحتجين في صنعاء "سنبقى هنا الى أن يرحل النظام وليس لنا مطلب آخر."
وقالت سامية الاغبري وهي زعيمة طلابية في صنعاء ان الاتفاق بين زعماء المعارضة وبين الزعماء الدينيين والقبليين "التفاف على ثورة الشباب وغير مقبول. لنا مطلب واحد.. رحيل النظام."
وكانت الاحتجاجات تقتصر أساسا على الطلبة والنشطاء لكنها باتت تجتذب الان قطاعا أوسع من المجتمع الى حد أنها بدأت الاسبوع الماضي تجتذب أطفالا يضع بعضهم عصائب على رؤوسهم مكتوب عليها كلمة "ارحل".