شهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً ملحوظاً لأعمال العنف وتدهور الأوضاع الأمنية في عدة محافظات جنوبية، وقد أشتد القتال بين القوات الحكومية وأنصار الشريعة في أبين، بينما تتصاعد المخاوف الأمنية في عدن ولحج. وقد خلفت الصدامات الأخيرة التي نشبت في لودر (محافظة أبين) المئات من الضحايا، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة عقب القتال، وقد أُجبر آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمناً، سواء في محافظة أبين نفسها أو في محافظتي عدن ولحج وفي خنفر، يترك السكان منازلهم بسبب تخوفهم من تزايد أعمال العنف. ويقول السيد يحيى خليل، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في عدن، "إن الوضع الأمني الحالي يعيق وصولنا إلى بعض المناطق، خصوصا في أبين، ويجعل عملنا أكثر صعوبة " ويضيف:" إن القتال العنيف قد تسبب في إبطاء عمليات توزيع المساعدات التي نقوم بها في أبين، ونحن قلقون كذلك من الوضع في لودر، والتي نأمل في الوصول إليها قريباً حتى نتمكن من الاستجابة للإحتياجات الإنسانية." وبعد مفاوضات طويلة مع جميع أطراف النزاع، دخل فريق اللجنة الدولية مجدداً إلى محافظة أبين في 17 أبريل 2012 لاستكمال توزيع المواد الغذائية ومواد أخرى ل 36000 شخص نازح في مديرية خنفر. بالإضافة إلى ذلك، عاود مهندسو المياه في اللجنة الدولية تركيب المضخات التي ستوفر المياه الصالحة للشرب لحوالي 200000 شخص في المديرية. يقول السيد يحيى خليل: " إن طبيعة العمل الإنساني المستقل والمحايد والغير متحيز للجنة الدولية، وحقيقة أن لدينا حوار مع جميع أطراف النزاع في أبين –وواقعاً في جميع أنحاء البلاد- هو السبب في وصولنا إلى أكثر المناطق تضرراً في المحافظة، كما مكنت هذه العوامل اللجنة الدولية من زيارة 72 جنديا محتجزاً لدى أنصار الشريعة " ويضيف أيضاً: "إن أولوياتنا في الوقت الراهن هي التمكن من تقديم المساعدات للناس المتأثرين بالنزاع في مجال الصحة والمواد الغذائية بالإضافة الى مساعدات أخرى، وخاصةً للنازحين وللعائلات المضيفة التي تأوي أقارب نازحين" تقييم الإحتياجات الإنسانية في أرحب
قام فريق من اللجنة الدولية بزيارة إلى منطقة أرحب لتقييم الوضع الإنساني وإحتياجات المدنيين. يقول السيد "إيريك ماركلي"، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، والذي شارك في هذه الزيارة: "لقد كانت هذه المديرية مسرحا لقتال عنيف استمر لعدة أشهر، وقد استغرق الدخول إلى أرحب بعض الوقت، ولكن يمكننا الآن الوصول مباشرة إلى المدنيين. ويضيف: "ومرةً أخرى ، أثمرت المفاوضات الواسعة النطاق التي نقوم بها؛ إن فهم وقبول جميع الأطراف المعنية للنهج المحايد والمستقل للجنة الدولية قد مكننا من الدخول إلى المنطقة والحصول على صورة أوضح عن إحتياجات السكان" وقد قابل الفريق ممثلي المجتمع المدني في أرحب وقدم للمرة الرابعة مواد طبية أساسية للمستشفى الميداني، ويضيف السيد إيريك ماركلي: " سوف نعود قريباً للإستجابة للمزيد من إحتياجات السكان خصوصا من حيث المياه و الأمن الإقتصادي" تقديم المساعدات لضحايا السيول في الشمال
وكأن تحمل السكان لمشقة القتال لم تكن كافية فقد ضربت الأمطار الغزيرة اليمن على نطاق واسع، خصوصا في مديرية الحرف، حيث جرفت السيول الكثير من المنازل بشكل كامل وتسببت بأضرار كبيرة لمنازل أخرى، وقد خسر معظم الأشخاص المتضررين كل ما يملكون تقريباً، بما في ذلك الثروة الحيوانية والمواد المنزلية الأساسية. وقد قدمت اللجنة الدولية الحصص الغذائية و الخيام والمشمعات والبطانيات والفرش وأدوات المطبخ وأدوات النظافة الشخصية والأوعية لحوالي 1000 شخص من هؤلاء المتضررين. وخلال الأشهر الماضية، قامت اللجنة الدولية كذلك بما يلي: معالجة والقضاء على الديدان لأكثر من 60,000 رأس من الثروة الحيوانية التي يعتمد عليها المئات من العائلات في مديريات مجز ورازح والظاهر وشدا كمصدر رئيسي للدخل، تنفيذ دورة تدريبية مدتها ستة أسابيع، مع وزارة الزراعة، في مجال الصحة الحيوانية، حضرها 18 متدربا من 8 مديريات تابعة لمحافظة عمران، تزويد 8 مخيمات تأوي نازحين في صعدة بالاضافة الى النازحين في مندبة وسكان مدينة صعدة ب 500000 لتر من المياه، كما قامت اللجنة الدولية بتوزيع 115000 لتر من المياه النظيفة لحوالي 1200 شخص من العائدين إلى قراهم وللنازحين في مدينة الحرف في محافظة عمران، التبرع ب 500000 لقاح لوزارة الصحة ضمن حملة التحصين التي أطلقت في البلاد ضد مرض الحصبة بعد تفشي المرض بشكل حاد، زيارة المحتجزين في جهاز الأمن السياسي في عدن وتعز، وفي قسم البحث الجنائي في كل من صنعاءوعدن، وفي الفرقة الأولى مدرع في صنعاء، كما قامت اللجنة الدولية بزيارة المحتجزين اليمنيين تحت سلطة القوات الأمريكية في خليج غوانتنامو في كوبا، ونظمت المكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو بين المحتجزين في خليج غوانتنامو في كوبا ومنشأة الإحتجاز في باغرام في أفغانستان وعائلاتهم في اليمن.