الأمر الأخير الذي أصدرته حركة الشباب لمقاتليها بتغيير أرقام هواتفهم يُظهر مدى اعتماد الجماعة على التكنولوجيا الحديثة، وكيف أن استراتيجية الاتصالات لديهم تمثل عنصرا أساسيا في الحفاظ على الحركة الإسلامية المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة. ومنعت القيادات أفرادها من استخدام الهواتف الذكية، خوفا من اعتراض اتصالاتهم.
وأدارت الجماعة على مدار فترة طويلة ما يعتبر آلة إعلامية ناعمة.
وحتى بدون الهواتف الذكية، عُرف عن الجماعة استخدامها المعقّد لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي شهرة تتناقض مع قراراتهم بحظر تكنولوجيا الاتصالات عن الشعب الصومالي.
وعلى نحو خاص، استخدمت الجماعة موقع تويتر لبث رسائلها.
كما خصصت الجماعة جزءا كبيرا من مواردها لإنتاج سلسلة من مقاطع الفيديو الدعائية.
تصدر الجماعة عددا من المقاطع الدعائية من خلال ذراعها الإعلامي، الكتائب
مخاطبة المهاجرين هدف جماعة الشباب هو نشر فكر الجماعة في تكوين دولة إسلامية في الصومال، على غرار طموح القاعدة في تكوين خلافة إسلامية عالمية.
وتحاول الجماعة تحقيق ذلك من خلال الانتصار العسكري وكذلك تغيير النفوس، وهو ما تلعب تكنولوجيا الاتصالات دورا مهما فيه.
والمقاطع الوثائقية التي تنتجها جماعة الشباب تُظهر الرواية الجهادية في شكل محبب للمتابعين الصوماليين في الخارج.
وتستهدف الحركة الشباب من ذوي الأصول الصومالية، مثل حسن عابدي دوهولو، أحد المشتبه بهم في تفجير المركز التجاري في كينيا العام الماضي. ويُقال إن أسرته انتقلت إلى النرويج وطلبت اللجوء في عام 1999.
ويُنتج الجناح الإعلامي للجماعة، والذي يطلق عليه اسم الكتائب، هذه الوثائقيات التي تظهر الكثير منها مشاركة الشباب في العمل الخيري، والأنشطة الأخرى التي تُظهر الجماعة كسلطة شرعية.
إلا أنها قد تكون شديدة القسوة في بعض الأحيان، إذ تظهر صور جثث من قتلتهم الجماعة، بما في ذلك الجواسيس، الذين عادة ما تُقطع أعناقهم.
كما تتضمن المقاطع تهديدات لأعداء الجماعة في الدول المجاورة للصومال، مثل كينيا، والدول التي تساعد الحكومة الصومالية، والغرب. وتصور معركة الشباب كجزء من صراع عالمي أكبر يهدد الإسلام.
كونت الشباب محطتها الإذاعية الخاصة بعد الاستيلاء على نحو ست محطات
لكنات إنجليزية وأمريكية كما تمتلك الشباب محطتها الإذاعية الخاصة باسم إذاعة الأندلس.
وسيطرت الجماعة على نحو ست محطات إذاعية، عن طريق مداهمة محطات خاصة مثل "القرن الأفريقي" و"القرآن الكريم" و"هيئة الإذاعة العالمية"، والاستيلاء على معداتها، بما في ذلك بعض معدات مكتب بي بي سي.
وتملك الجماعة 50 صحفيا يعملون في إذاعة الأندلس، حسبما أورد موقع "أخبار كيسمايو" في عام 2013.
وعند اختيار مقدمي البرامج، فإن الشباب تتحري الدقة وتهتم بالتفاصيل. فتنتقي المقدمين من أصحاب اللكنات الإنجليزية والأمريكية للاستعانة بهم في الإدلاء بالتصريحات باللغة الإنجليزية.
أما البرامج العربية، فتستخدم فيها الفصحى. ويكون المقدمون على درجة عالية من التعليم وخاصة في ما يتعلق باللغة والنصوص الإسلامية.
وبالنسبة لمقدمي اللغة السواحيلية، فيستخدمون لغة الكيسواحيلي كما يتحدثها سكان تنزانيا وسواحل كينيا.
لكن غالبية الإنتاج الصوتي للشباب يخرج باللغة الصومالية، ويقدم وينطق بطلاقة.
أُغلقت حسابات حركة الشباب على تويتر، لكن أعضاءها يستمرون في بث رسائلهم
الهوس ب "تويتر" وظهر عدد من المواقع الموالية للشباب، تعرض بعض المواد التي أنتجتها الجماعة، وتعمل كآليات للتعزيز طموحها العسكري.
ويهدف المحتوى إلى مقاومة جهود القضاء على الجماعة التي تبذلها الحكومة الصومالية وحلفاؤها - وهم بشكل رئيسي قوات الاتحاد الأفريقي المقاتلة في الصومال.
وعادة ما تستخدم الشباب موقع تويتر لمواجهة الأخبار التي تنشرها قوات الاتحاد الأفريقي.
وأغلقت حسابات الجماعة على تويتر الآن، لكن المتحدث باسم الجيش الكيني، الجنرال شيرشير، استمر في مهاجمة سياسة الشباب الإعلامية.
وفي 20 مايو/ أيار، قال في تغريدة عبر تويتر إن "دعوات الشباب للتأدب! كلما نشرتم مقاطع لإخافة الكينيين، كلما هاجمناكم. اجنحوا للسلم، فهو الخيار الأفضل."
وعندما يظهر المتحدث باسم الجماعة في مقطع مصور، يكون محاطا بالمقاتلين. وهو على اتصال بقائد الجماعة ويرأس مجموعة من الصحفيين النشطاء.
وتتمسك حركة الشباب بسياستها الإعلامية بنفس مقدار تمسكها بما تفرضه من حظر على الصوماليين.
ومع خسارة الجماعة لسيطرتها على أجزاء من البلاد، أصدرت مجموعة من قرارات الحظر بخصوص التكنولوجيا، وتتلخص في الآتي:
- الإنترنت: في يناير/ كانون الثاني 2014، أعلنت الجماعة منع استخدام الإنترنت على الهواتف والوصلات المصنوعة من الفايبر. وقالت إن الشعب المسلم "قد يكون عرضة للتجسس والمراقبة ونقل معلومات عنهم عن طريق الإنترنت من خلال الهواتف". كما أعلنت الجماعة أن أجهزة الإنترنت النقالة "لها تأثير سيء على سلوك المجتمع المسلم في الصومال".
- الهواتف الذكية: في 2013، حظرت الجماعة الهواتف الذكية. وأوردت التقارير الإعلامية أن دوريات الشباب كانت تهاجم من يمتلك هاتفا ذكيا. وبدأت حملتهم هذه بعد فترة قصيرة من غارة شنتها قوات الكوماندوز الأمريكية على منزل في باراوي في أكتوبر/ تشرين الأول. واستهدفت الغارة قائد الحركة، عبد القادر محمد عبد القادر، والمعروف بعكرمة، الذي كان يعيش في النرويج ثم عاد إلى الصومال بعد فشله في الحصول على لجوء سياسي.
- التليفزيون: في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أعلن أعضاء الجماعة في باراوي من خلال مكبرات الصوت عن حظر مشاهدة التليفزيون. وأعلنوا أنه مخالف للمبادئ الإسلامية، وأمروا السكان بتسليم أجهزة التلفزيون وأطباق الاستقبال لمسؤولي حركة الشباب.