أصبحت الحرب مفتوحة على أبنائنا بأشكالها الساخنة والباردة فبعد التدمير المتعمد للمؤسسات والكوادر لمدة تجاوزت العشرين عاماً صارت إرادة المجتمع شبة محطمة ومعنويات مترهلة وشباب ( حائر بائر ) بدون هدف أو مستقبل ، فالتعليم أن غاب عن شعب غابة معه كل مقومات النجاح والنهضة ... لن أتغنى عن البعثات والمنح الدراسية في الدول الاشتراكية بجميع التخصصات في الماضي أيام زمان حينما كان الشاب لا يملك غير قميصان وبنطلونان يرتدهم حينما يذهب إلى الجامعة حتى و أن يدرس في دولة أجنبية ، ولكني سأندب حظي لأنني من أبناء هذا الجيل المطور والمزود بأحدث الهواتف الذكية وأرقى الملابس الفاخرة التي أشبعت فكرهم بتبهرج مزيف وثقافة كالبالون المطاطي ، حتى صاروا كالقشة التي تتظلم في غياهب الجهل ، وتناسوا العلم الذي فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة والتي حتمت الشريعة الإسلامية على الإنسان وحثته أن يطلب العلم من المهد إلى الحد كدليل قاطع على مكانة التعليم في المجتمع ولن يبارك الله في مجتمع أو جيل جاهل ، فالطالب اليوم لا يعرف خارطة بلادة وأين يعيش وحتى الإجابات التي ينقلها من ( البرشامة ) التي تصله إلى قاعة الامتحانات برعاية من المدرسين والمراقبين ومباركة كافة الأهل والأصدقاء الذي تمركز جل اهتمامهم بنجاح ولدهم ولو كان هذا النجاح مزيف وزائل ...! اليوم العادات السيئة نقلت ألينا وأصبحت مستفحلة في عقول وأفئدة شبابنا والأشياء التي كانت شاذة وسيئة صارت اليوم متناقلة ومعممة في المجتمع ، فكيف نطالب بتحرير الأرض من المحتل ولم نحرر الإنسان المكبل من الداخل الذي تمارس عليه كل سياسات التجهيل بصورة منظمة و ذات طعم لذيذ خادع ، فحان علينا أن نستفيق وننظر إلى المرحلة القادمة بأنها مرحلة بناء وطن ولن يبنى هذا الوطن أو تقوم له قائمة إلا بمخرجات تعليمية حصينة و مؤسسات قوية وأيادي تربوية أمينة على مستقبل الأجيال القادمة ، فليس كل أب أو أم يستطيعون توفير المال لكي يدرسوا أولادهم بمدارس خاصة تضمن لهم بيئة تعليمية مناسبة ، ( فراعوا الله في رعاياكم ) وحاجة أبنائنا للتعليم الجيد والنقي لا تقل أهمية عن حاجتهم للمأكل والمشرب والملبس ، أما سياسة التجهيل المتعمدة والمنظمة وانتشار ظاهرة الغش بصورة مخيفة كالذي يغمس السم بالعسل ليمرر مصالحة بطريقة الشيطان عليه لعنة الله ... ولا تنسوا التحدي بالمرحلة القادمة والتركيز على مراعاة الجوانب الأربعة ( المدرسة والمدرس والمنهج والطالب ) والأخير متمركز عليه التحدي فهل سيبقى الحال على ما هو عليه في السنوات القادمة أم أن متطلبات الحياة والصراعات السياسية ستشغلنا عن مستقبل أبنائنا الذي هم أغلى ما نملك في الدنيا .