قيل بأن ( الفرعنة تبدأ بالتبجُّح وتنتهي بالغرق ) كذلك كانت بداية فرعون الذي طغى وتجبَّر في الأرض وكذلك كانت نهايته والذي كان يقول (أنا ربكم الأعلى ) ولكن الله لم يمهله عندما عاث في الأرض فساداً فأغرقه شرّ غرق وتوعَّد له في الآخرة بالعذاب الأليم ( إن الله لايخلف الميعاد ) . أشباه فرعون في هذه الأرض منهم من أرتعد وأرتعب وخاف من بطش الرّب العظيم فتاب .. ومنهم من ركبه الغرور وأستوطنه الكِبْر فلم يزل سادر في غيه وبغيه حتى اللحظه ضاناً أن قوتُّه ستدوم له غير متَّعض بأيات الله . من هؤلاء الفراعنه الصغار أو أشباه الفراعنة الجنرال ضبعان الذي يظن نفس صاحب بأس وما هوبصاحب بأس لو أن العزَّل الذين يقاتلهم في الضالع يمتلكون معشار ما يمتلك من العتاد العسكري إذ ما كان له أن يفكِّر مجرد التفكير بتدمير بيوت الناس وقتل الأطفال والنساء بهذه الطريقة المتجردة من قيم كل الأديان والنواميس الإنسانية لأنه سيكون مستشعراً بصورة جيدة ردَّة الفعل التي ستطوله . ضبعان يعي جيداً إنه لايوجد تكافؤ بين قواته المدججة بالمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ والدوشكا وبين مواطنين عزَّل لايمتلكون من السلاح إلا قوة الإصرار بحقّهم في التمسُّك بأرضهم وصون أعراضهم .. لذا فأن تماديه بحق حياة الناس إزداد شراسة ولم يراع حتى قداسة شهر رمضان المبارك الذي تتقيَّد فيه الشياطين فيما هو لم يتقيّد عن إرتكاب المجازر في هذا الشهر المبارك ليُبلِّغنا إنه جنَّي بزي إنسي !! وأن قدراته الإجراميه تفوق قدرات الإنس والجان !! . إننا نتعجَّب وننذهل أكثر من الأخبار التي تُطالعنا بها أبواق ضبعان وهي تبرر ومن غير خجل بأن ما أقدمة عليه قواته يأتي كرد فعل على هجوم من أشخاص طال أحد مواقعة أو إطلاق نار أستهدف موكبه أو أشخاص أعتدوا بالرصاص على مركبة عسكرية ...إلخ . فهنا نتوقَّف ونتساءل بأي شرع وبأي عرف وبأي ناموس يكون حق الإنتقام جائزاً من الأبرياء الآمنين في بيوتهم ؟!! وهنا لنا قول جازم للمولى عز وجل في محكم كتابه ( ولا تزر وازرة وزر أخرى وأن تدع مثقلة إلى حملها لايحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) . فأي شريعة يتَّبعها هؤلاء القوم الذين يستكبرون على الله وآياته البينات ويقتلون الأنفس التي حرَّم قتلها الله ؟! بُغية تركيع أُناس أبو الركوع إلاّ لخالقهم العليّ العظيم ختاماً نقول لضبعان : بلغت الآن من العمر أرذله تفكَّر جيداً وأسأل نفسك هل المتبقي لك من سنوات العمر أكثر من التي ذهبت لعلّك تفهم وعسى أن تفهم أن المُتَّسع أمامك أخذ يضيق وسيضيق وإن نهايتك لاريب فيها ( وأن من لم يمت بالسيف مات بغيره .. تعدّدت الأسباب والموت واحد ) !!