حادثة مقتل شيماء حادثة هزت عدن بكل مدنها وبكل حافاتها ، حادثة هزت كل الضمائر وكل القلوب التي تحمل ولو مقدار ذرة من الإنسانية. تفطر قلبي لما قرأت خبر فقدانها وخبر العثور على جثتها ، تفجرت من عيني أنهار مالحة من الدموع بل كنت أرى دموعي دماء ألما وحسرة على ما تعرضت له هذه الطفلة البريئة التي لم تتعدى التاسعة من عمرها . وصلتني صورة والدها على الفيس بوك والدمع يغمر عينيه أثناء وداعة الأخير لطفلته وقرة عينه وفلذة كبدة . بكيت لبكائه حتى انتفخت أوداجي ثم نهضت وصليت صلاة الغائب . عند قراءتي لتفاصيل الحادثة البشعة شعرت ببرود يكتسي جسدي لم أعد أحس بقدمي وكأنها قطعة من شخص آخر ... تسمرت في مكاني وأنا أتمنى أن أكون في حلم وأن أصحو من هذا الكابوس ، وياليتني كنت في حلم ... ياليتني كنت في كابوس ولو أستمر هذا الكابوس لأعوام فأني مستعد أن أعيشه لأنني أعلم أنها ستأتي لحظة يكون كل الذي أهلك قواي وجف دمعي مجرد حلم . ولكن كل الذي حدث لم يكن حلم بل حقيقة ، نعم أنها حقيقة قلت ذلك وأنا أجهش بالبكاء وأخذت بالارتماء في احضان أمي قائلا : (( قتلوها يا أمي قتلوها بعد أن عذبوها وبعد أن اغتصبوها ، وحشان بشريان لم يكترثاء لصراخها يا أمي )) . كانت شيماء تنادي يا أماااااااه ، فلم يرق قلبيهما لصراخها ...أي إنسانية يحمل هذان الوحشان بل أي نوع من الضمائر ضميريهما ليعتدوا بهذه البشاعة على طفلة بريئة أتت كي تلعب عند أطفال أحدهما الذي كان جارها . يجب أن ينال هذان الوحشان جزاءهما الرادع عاجلا وأن يقتلا ويصلبا في ساحة العروض كي يكونا عبرة ودرس لغيرهما ولكل من تسول له نفسة بالدناءة والأجرام .