مما يحزن النفس ويبعث على الحسرة والألم أن تمر قبل أيام قلائل الذكرى السادسة والعشرين لرحيل الشخصية العصامية الأديب والمؤرخ ،المفكر ، الشاعر والصحافي والناقد ، الكاتب المسرحي والقاص ورجل الدولة ذو الثقافة الموسوعية محمد عبدا لقادر بامطرف الذي انتقل إلى جوار ربه في الفاتح من يوليو 1988م وقبل عام من الآن نبهنا إلى إطلاله اليوبيل الفضي لرحيله في العام المنصرم وناشدنا الجهات المسئولة في المحافظة إعداد برنامج احتفالي لتلكم المناسبة ولكن ما من مجيب وينطبق عليهم ما قاله الشاعر ( ولو استمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي) والحقيقة أن الجمود والنكران واللامبالاة تجاه عظمائنا وقاماتنا الثقافية والفكرية يمثل ظاهرة خطيرة نأمل أن لاتستفحل وتنتشر من قبل المعنيين بالأمر والحقيقة إننا ندرك الأوضاع التي تمر بها البلاد وعدم الاستقرار السياسي الذي كانت له انعكاساته السلبية الخطيرة على معظم المجالات فأنتشر الإحباط واللامبالاة وتراجعت معنويات الناس في التفاعل مع المناشط الثقافية العميقة وذات الجدوى والفائدة ، الحقيقة ‘ذا ما استعرضنا ما نظم لهذا الرجل من فعاليات وأنشطة نجد أنها في الغالب الأعم فعاليات اعتيادية أو ما يطلق عليها إسقاط الواجب لدى بعض الاتحادات والمنتديات ومنها على وجه الخصوص اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين ومنتدى الخيصة ، وأتذكر في هذا المقام فعاليتين بذل فيمها جهد في الإعداد تبنتها سكرتارية اتحاد الأدباء بحضرموت الأولى تم تنظيمها في قاعة المكتب وهي عبارة عن ندوة عن إبداعات الرجل بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله في الفاتح من يوليو 1998م شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين ومنهم الباحث عبدا لرحمن عبدا لكريم الملاحي ( رحمة الله ) والدكتور عبدا لعزيز جعفر بن عقيل والأديب نجيب سعيد باوزير والباحث عبدا لله صالح حداد والصحفي سعيد مبارك سبتي وحضرها نجله الأستاذ الدكتور / عبدا لرحمن محمد بامطرف عندما كان حينها نائباً لوزير الزراعة والري أما الفعالية الأخرى فقد نظمها الاتحاد في مقره السابق ( عمارة الشاطري ) في الذكرى 15 لرحيله شارك فيها كل من الدكتور عبدا لعزيز بن عقيل والدكتور عبدا لله حسين البار والدكتور طه حسين الحضرمي والأستاذ سالم أحمد الحبشي وحضرها نجله الأكبر عمر محمد بامطرف وفيما عدا هاتين الفعاليتين فلا يغدو إلا أن نسميه فعاليات اعتيادية جداً . وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي التي عاش فيها الجنوب حينها أخصب مراحله الثقافية ( 1980 1985م ) حظي الأديب والمؤرخ بامطرف باهتمام الدولة ممثلة حينها بالرئيس ناصر محمد حيث تم ولأول مره طباعة أربعة من أعماله المخطوطة ضمن اتفاقية ثقافية بين بلادنا اليمن الديمقراطية حينها جمهورية العراق الشقيقة وهذه الكتب هي سبيل الحكم ، المعلم عبدا لحق ، الشهداء السبعة ، الجامع ، حيث لم يجني المؤلف أي عائد مالي ولكنة كان في غاية الانشراح لهذه الخطوة تجاه نشر إبداعاته على المستوى المحلي والخارجي وحظي هو بعدد 35 نسخة من كل إصدار وزعه للمهتمين والأدباء والباحثين وبعض أصدقائه ومحبيه كما منحته الدولة حينها منحة علاجية عندما استدعت ذلك ظروفه الصحية وتقرر سفره إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية على نفقة الدولة . والمعروف عند الأديب والمؤرخ محمد عبدا لقادر بامطرف كثير العزوف عن مغانم السلطة ومكاسبها ويرفض حينها الكثير من الامتيازات التي تعرض عليه لما عرف عنه من عزة نفس وترفع من هذه الأشياء التي يعتبرها سفاسف من حطام الدنيا وفي هذا الجانب يجب أن نسجل إشادة وتقدير لوزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان هذا الأديب والمثقف حينما كان مديراً للهيئة العامة للكتاب أولى اهتماماً لطباعة واحد من المرجعيات للبامطرف وهو كتاب ( الجامع ) في طباعة أنيقة في بيروت على نفقة الهيئة إضافة إلى أن الرويشان كان من أشد المعجبين بالأديب والمؤرخ بامطرف وما يتمتع به من ثقافة موسوعية وإطلاع على الآداب الأجنبية من منابعها الأصيلة وكان كثير الثناء والإشادة في المهرجانات الأدبية والثقافية في داخل الوطن وخارجة . لذا فقد أن مرت هذه الذكرى مرور الكرام فأنني أسجل عتبي الشديد على الجهات المسئولة وبالأخص السلطة المحلية بالمحافظة والمعنيين بالشأن الثقافي من جهات حكومية ومدنية ونأمل ونتطلع أن لا يأتي العام القادم وقد أعدت العدة لبرنامج احتفالي شامل وباذخ يليق بعظمة ومكانة هذا الرجل كواحد من المرجعيات الأدبية والثقافية والتاريخية التي نعتز بها كثيراً في حضرموت بصورة خاصة واليمن بصورة فاعلة والجهات التي أعنيها والتي يجب أن تتصدى لهذه المهمة السلطة المحلية بحضرموت ، جامعة حضرموت ، مكتب الثقافة بالساحل والوادي ، اتحاد الأدباء بالساحل والوادي ، نقابة الصحفيين محور حضرموتشبوة ،المهرة ، فهل نحن فاعلون نأمل أن يتحقق ذلك والله من وراء القصد .