سؤال كثيراً ما يطرح علي وللإجابة عليه أقول: أنصار الله "الحوثيون" حركة وطنية يمنية لها بُعدين, بعد ديني وبعد سياسي, أتفق معهم في البعد السياسي -تماماً- المعارض للسياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة واعتبرهم من ضمن الجماعات التي يمكن تصنيفها مع محور المقاومة.
في البعد الديني أتفق معهم في الكثير وأختلف في البعض بسبب ثقافتي اليسارية وميولي المدنية الحداثية.
ما يُميز حركة "أنصار الله" أنهم لا يشترطون عليك عند الانضمام الى جانبهم السياسي الايمان بكل فكرهم الديني اصولاً وفروع, ما يهمهم هو أن تكون مؤيد لخطهم السياسي المقاوم والرافض لأي وصاية أجنبية امريكية أو صهيونية أو اقليمية سعودية أو ايرانية.
ومن هنا لا أجد تناقض بين قناعاتي اليسارية وبين فكر أنصار الله في جانبه السياسي, والرؤية التي قدموها في مؤتمر الحوار مبنية على اساس مدني لا "مذهبي", وما يجمعني بهم هو رؤيتهم السياسية التي قدموها في مؤتمر الحوار الوطني, فهي كالدستور أو "العقد الاجتماعي" بيني وبينهم.
تلك الرؤية كانت الأكثر رقياً وحداثةً ووضوحاً بين كل الرؤى التي قُدمت في مؤتمر الحوار, ولا اخفيكم أنها كانت أكثر مدنية وأكثر قبولاً بالآخر -مهما اختلفت معه- من الرؤى التي طرحتها الأحزاب القومية واليسارية واللبرالية, ويمكن للقارئ الكريم التأكد من ذلك بالاطلاع على مُختلف الرؤى التي قدمت في مؤتمر الحوار.
حركة أنصار الله ليست منغلقة على طائفة أو مذهب أو عرق او فكر, فالمنتمين اليها من مختلف المحافظاتاليمنية بمختلف مذاهبهم الدينية ومشاربهم الفكرية السياسية , ففيهم الصنعاني والعدني والتعزي والعمراني واللحجي والحضرمي والحديدي والماربي والشبوي والإبي والضالعي والذماري وووو.....الخ, اضافة الى أن فيهم اليساري والقومي واللبرالي.
وجود الجميع بمختلف مناطقهم ومذاهبهم ومدارسهم الفكرية في هذه الحركة هو ما يمنحها البعد الوطني, ويحصنها ويحصن اليمن من الفتن الطائفية أو المذهبية, لذلك نُصر على بقائنا في الحركة, كما أن ذلك التنوع يؤهلها لتشكيل حزب سياسي في المستقبل بعد استقرار الأوضاع وتصحيح مُدخلات العملية الديمقراطية –سجل انتخابي, قانون انتخابات, اللجنة العليا للانتخابات, قانون الأحزاب- وتحييد المؤسسات الرسمية عن العملية الانتخابية.
من هنا فاني فيمكن للجميع قراءة رؤية حركة أنصار الله السياسية المقدمة الى مؤتمر الحوار والتي شملت مُختلف القضايا المطروحة, السياسية والاقتصادية والحقوقية, ومن اراد الانضمام الى جناحهم السياسي على هذا أساس تلك الرؤى والتي يمكن اعتبارها برنامج سياسي -كبرامج الأحزاب- فلا يوجد امامه أي موانع, وليحتفظ بقناعاته الفكرية أو الدينية المذهبية الخاصة, ولن يتم الزامة باي أراء دينية سواء في الشكل أو المضمون.